العراق
17 كانون الأول 2018, 12:47

بيان توضيحيّ لبطريركيّة بابل للكدان

صدر عن بطريركيّة بابل للكلدان بيانًا توضيحيًّا حول ما سمّي بتدخّل الكنيسة في السّياسة، وجاء فيه بحسب موقع البطريركيّة الرّسميّ:

 

"صدرت عن بعض الأشخاص والجهات الحزبيّة المسيحيّة تعليقات غير مسؤولة ومستفزّة، وتفتقر إلى اللّياقة الأدبيّة في موضوع تدخّل الكنيسة في الشّأن السّياسيّ.

إنّ الكنيسة تهتمّ بالشّأن العامّ وهو جزء مهمّ من رسالتها لخير النّاس وحفظًا لحقوقهم وكرامتهم، كما فعل المسيح ويفعل البابوات. من هذا المنطلق تدافع الكنيسة عن حقوق الفلسطينيّين، وشجب البابا يوحنّا بولس الثّاني الحرب على العراق وفرض الحصار عليه، وقام البابا  فرنسيس بزيارة بورما ودافع عن مسلمي الرّوهينغا. إنّه دفاع عن الحقّ. ولمّا تتدخّل الكنيسة في الشّأن العام، فهذا من صلب رسالتها، ولا تبحث عن مصلحة ذاتيّة أبدًا، بل كلّ همّها هو الإنسان، تقدّمه وسعادته، وليس أن تعيده إلى عصر الظّلام ومحاكم التّفتيش كما زعم أحد المعلّقين.

الكنيسة ليست بديلاً للدّولة، ولا موازية لها، وإنّما هي جزء من المجتمع وتسعى للشّراكة الفاعلة من أجل تحقيق العدالة وتطبيق القوانين واحترام حقوق كلّ إنسان. ولمّا قال يسوع بشأن العُملة الّتي قدّمت له: "أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله" ( متّى 22/21)، إنّما قصد: أعطوا الضّرائب لقيصر وهذا حقّه، واعطوا ما لله حقّه أيّ الطّاعة وممارسة المحبّة والرّحمة والغفران تجاه بعضنا البعض.

البطريركيّة وبشخص رئيسها الكاردينال لويس روفائيل ساكو لم يألُ جهدًا في الحديث عن الشّؤون العامّة الّتي تخصّ البلد والنّاس، أيّ من أجل نهضة العراق وكرامة العراقيّين (المواطنة الكاملة والمساواة)، إنّه لا يبحث عن منصب ولا مصلحة.. خطاباته في الدّاخل والخارج تصبّ في هذا الاتّجاه، إن كان في المحافل الدّوليّة كمجلس الأمن، ومجلس حقوق الإنسان، والاتّحاد الأوروبّيّ ولقاءته مع رؤساء الدّول والمسؤولين العراقيّين. وما إثير حديثًا عن ترشيح أشخاص للوزارة نقول:

البطريركيّة يهمّها من يخدم العراق بإخلاص ومهنيّة ونزاهة. ومن هذا المنطلق دعمت ترشيح الوزير السّابق فارس ججو وهو شيوعيّ ودعمت الدّكتورة آن نافع وهي سريانيّة مستقلّة لنزاهتها ومهنيّتها وإخلاصها، والاثنان لم يرشّحهما نوّاب الكوتا المسيحيّة. وعندما زارت السّيّدة أسماء سالم مع شقيقها النّائب أسوان، رحّب بها البطريرك ساكو وتمنّى لها التّوفيق ولم يقف ضدّها.. لكن بعده طرح ثلاثة أسماء لقناعة الكنيسة باقتدارها لخدمة العراق أوّلاً وأخيرًا. فاختار دولة رئيس الوزراء أحد الأسماء: السّيّدة هناء عمّانوئيل وهي مستقلّة وهي في النّهاية مرشّحته، ولا صحّة لما زُعم بتدخّل رئيس الجمهوريّة بترشيحها. والتّرشيح لا يعني الفوز، لأنّ السّادة النّوّاب هم من يصوّتون لمن هو الأصلح والأفضل..

الكنيسة لا تتدخّل في التّجاذبات السّياسيّة والحزبيّة وهي بعيدة عنها، إنّما لمّا تُسأل عن رأيها فتجيب بمسؤوليّة وحرّيّة..

وللبطريركيّة الحقّ في الملاحقة القضائيّة لمن يسيء إلى سمعتها، وتؤكّد أنها، ضمن مسؤوليّتها، عازمة في  خدمة العراق والعراقيّين مهما كان الثّمن".