الفاتيكان
13 أيار 2024, 05:30

بصعوده، يسوع يسبقنا إلى وجهتنا النهائيّة - البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
ركّز البابا فرنسيس كلمتَه، في إطار صلاة "إفرحي يا ملكة السماء" ظهر يوم الأحد الثاني عشر من أيّار (مايو) 2024، على معنى عيد الظهور التي كانت الكنيسة احتفلت به قبل يومين، بحسب ما جاء في "أخبار الفاتيكان".

 

قال الأب الأقدس: "اليوم، في إيطاليا وفي بلدان أخرى، يتمّ الاحتفال بعيد صعود الربّ. يقول إنجيل العيد، بعد أن عهد بمهمّة مواصلة عمله إلى الرسل، "صعد إلى السماء وجلس عن يمين الله" (مر 16، 19). هذا ما يقوله الإنجيل: "صعد إلى السماء وجلس عن يمين الله"."

وتابع البابا، "إنّ عودة يسوع إلى الآب لا تعني أنّه انفصل عنّا، بل هو سبقنا إلى الوجهة، التي هي السماء. تمامًا كما هو الحال في تسلّق الجبال. عندما يصعد المرء إلى قمّة، يمشي أوّلًا بصعوبة، وأخيرًا، عند المنعطف في المسار، ينفتح الأفق ويرى المرء البانوراما. ثمّ يجد الجسم كلّه القوّة للصعود النهائيّ. الجسم كلّه - الذراعين والساقين وكلّ عضلة - يشتدّ ويركّز للوصول إلى الذروة."

ثمّ أوضح "ونحن، الكنيسة، بالتحديد ذلك الجسد الذي يجتذبه يسوع، بعد صعوده إلى السماء. هو الذي يوقظنا وينقل إلينا، بكلمته وبنعمة الأسرار، جمال الوطن الذي نتّجه نحوه.

لذلك، نحن أيضا، أعضاؤه – نحن أعضاء يسوع – نصعد بفرح معه، قائدنا، عالمين أنّ خطوة الواحد هي خطوة للجميع، وأنْ لا يجب أن يضيع أحد أو يتخلّف عن الركب، لأنّنا جسد واحد (را. كولوسي 1، 18؛ 1 قور 12، 12- 27)."

ونبّه الأب الأقدس المؤمنين: "إستمعوا بعناية: خطوة بخطوة، درجة واحدة في كلّ مرّة، يسوع يرينا الطريق. ما هي هذه الخطوات التي يجب اتّخاذها؟ يقول إنجيل اليوم: "اكرزوا بالإنجيل، عمّدوا، اطردوا الشياطين، احملوا الحيّات، ضعوا أيديكم على المرضى" (را. مر 16، 16، 18). باختصار، القيام بأعمال المحبّة: إعطاء الحياة، وجلب الرجاء، والابتعاد عن أيّ شكل من أشكال الشرّ، والردّ على الشرّ بالخير، والاقتراب من الذين يعانون. هذا هو "خطوة بخطوة". وكلّما فعلنا ذلك، كلّما سمحنا للروح بأن يغيّر أنفسنا، وكلّما اتّبعنا مثاله، كما هو الحال في الجبال، نشعر أنّ الهواء من حولنا يصبح خفيفًا ونظيفًا، والأفق واسعًا والوجهة قريبة، والكلمات والإيماءات تصبح جيّدة، والعقل والقلب يتوسّعان ويتنفّسان."

 

أخيرًا قال البابا: "وهكذا يمكننا أن نسأل أنفسنا: هل الرغبة في الله، الرغبة في محبّته اللامتناهية، لحياته التي هي الحياة الأبديّة، حيّة فيّ؟ أم أنّني متيطّر وعالق بالأمور العابرة مثل المال، أو النجاح، أو المتعة؟ وهل رغبتي في الجنّة تعزلني، هل تغلقني على ذاتي، أم تقودني إلى حبّ إخوتي وأخواتي بقلب كبير ونكران الذات، لأشعر أنّهم رفاقي في الرحلة نحو الجنّة؟"

ختم البابا فرنسيس صلاة منتصف يوم الأحد بدعاء إلى العذراء مريم، قال: "لتساعدنا مريم، التي بلغات الوجهة، على السير معًا بفرح نحو مجد السماء."