دينيّة
24 كانون الثاني 2018, 12:04

بالصور تيلي لوميار تزور مدينة كورنثوس التي وجه إليها بولس الرسول رسائله!

تعد مدينة كورنثوس في ذلك الزمن مدينة يونانية كبرى عاصمة ولاية ٱخائية الرومانية، إشتهرت بتجارتها المزدهرة وثقافتها الرفيعة وفجورها الذائع الصيت ودياناتها المتنوعة.

تيلي لوميار ونورسات جالت على كورنثوس التاريخية لترصد تاريخها والرسائل التي بعثها بولس إلى اهلها.

وإذا ما عدنا إلى التاريخ يتراءى لنا أن مدينة كورنثوس هي إحدى بلاد اليونان، قاىمة على برزخ ضيق يتصل ببحرين، فكانت ميناء بمعنى مزدوج بحيث كان الموانىء تتعرض لفساد الأخلاق أكثر من المدن الاخرى بسبب الغرباء الذين يقصدونها.

مقابل ذلك، لازمت كورنثوس صفة ثانية وهي أنها كانت تمتلىء بعدد كبير من العبيد الذين كان العالم الوثني القديم يحسبهم افضل قليلاً من البهائم ويعاملهم معاملة الأمتعة ويتبادلها في الأسواق.

بعد ذلك، أضحت مدينة كورنثوس مدينة جديدة قائمة مكان المدينة القديمة التي دمرت، لم يكن فيها قيادة وتعددت فيها الطوائف من الناس الذين كانوا يهتمون بالمال فقط.

كما يقال عبر التاريخ أن كورنثوس كانت مركزا لعبادة الزهرة والتحق بهيكلها العديد من الراقصات اللواتي كن ينحدرن ليلا لإغواء الناس وجذبهم إلى حياة الفساد.

ونتيجة لذلك إنحدر أهل كورنثوس إلى كثير من الخطأ والفساد.

مقابل ذلك التاريخ المخجل لكورنثوس، سؤال يطرح نفسه كيف بدأت حياة الكنيسة في كورنثوس؟ وماذا فعل القديس بولس في رحلته الشهيرة التبشيرية إليها؟

كاميرا تيلي لوميار جالت على كورنثوس القديمة وسارت على خطى بولس الرسول مطلعة على معالم المدينة بدءا من معبد ابولو مرورا بالساحات والأسواق القديمة وصولاً إلى كنيسة القديس بولس التي اضحت أطلالاً بفعل عوادي الزمن.

كل شي في هذا المكان يترجم السكينة والقداسة، كل شيء في كورنثوس يؤكد للمؤمن ان ما من قوة تفوق العمل البشاري، كل شيء في هذا المكان التاريخي يؤكد أن مزايا الحياة هي إلى زوال وتبقى الأخلاق والقيم هي الرائدة في حياة الانسان والمجتمعات.

وإذا ما نظرنا إلى الإنجيل يتراءى لنا أن بولس قد زار مدينة كورنثوس سنة ٣٥م كما زارها مرة ثانية ما بين 54-75م لكن هذه الزيارة لم تذكر في سفر الأعمال.

كما زارها زيارة ثالثة اثناء بقائه ثلاثة اشهر في بلاد اليونان وذلك ما بين57-58 م.

عرفت كورنثوس تحولاً كبيرا مع رحلات بولس إليها وأسهم في إصلاح أولئك الناس وجدد حياتهم ليخرجوا من الفساد، اعطى دروسا عن المسيح وعن افتدائه البشر، لم يسكت بولس بل تكلم لأنه ٱمن بتغيير حياة البشر وولادتها من جديد. بحيث كان يتحدث مع البشر في الساحات ويتكلم ويعظ عن السيد المسيح من اجل ان يكسر جليد الخطأ والشر ويستبدله بالإيمان والتمسك بالقيم رغم كل التحديات التي أحيطت به في ذلك الزمن.

وبعد ثلاث سنوات من زيارة بولس لكورنثوس، أخبره فريق من الناس أن كورنثوس تعيش انقسامات بين المؤمنين. في الوقت الذي ارسل فيه اهل كورنثوس ايضا رسالة الى بولس يسألونه فيها عن موضوعات متنوعة. فكان رد بولس على كل الانقسامات والرسائل وأبدى إهتماما واجاب عليهم بالقيامة "الإصحاح 15" ليزيل شكوك بعض المسيحيين لا حول قيامة المسيح بل حول قيامة اجسادهم هم.

وفي هذا السياق يقال: "أن الطابع العالمي الذي تحلت به كورنثوس والتدفق المتواصل للأفكار الجديدة خلق مجتمعاً واسع الٱفاق اكثر من المجتمعات الاخرى في المدن التي زارها بولس. فكانت هذه المدينة قبلة الشرق والغرب الأمر الذي يرجح أنه سهل عمل بولس الكرازي هناك".

وعن الرسائل، لقد كتب بولس الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس لمعالجة المشكلات التي نشأت في الكنيسة، بشأن الحياة المسيحية والإيمان المسي