دينيّة
22 تموز 2016, 20:30

ايلول يشهد تقديس "الام تيريزا"

. آغنيس غونكزا بوجاكسيو ، والتي عرفتها البشرية والانسانية لاحقا بـــ "الام تيريزا " ولدت عام 1910 في عائلة ألبانية في مدينة سكوبيه المقدونية. وفي العام 1928 دخلت الأم تيريزا سلك الرهبنة. بدأت الحكاية في أثناء سفرها إلى الهند العام 1946 ، اذ دهشت لرؤية أعداد هائلة من المتسولين والمرضى والأطفال المشردين الذين لم يكن بإمكانهم الاعتماد على مساعدة الأقارب أو الدولة أو المنظمات الخيرية.

سعت حينها الى تأسيس "أخوية المحبة" للراهبات في العام 1948 . لماذا اشتهرت؟ السؤال الابرز لدى من يسمع الاسم الذي يتبادر فورا الى الاذهان مرتبطا بالعمل الخيري والانساني ، هو ماذا فعلت الام تيريزا لتنال هذا "الاحتفال" البشري بحياتها ومماتها، واكثر من ذلك "لما استحقت التطويب الذي اصدر قداسة البابا فرنسيس مرسومه اخيرا ، وجاء اعلان الفاتيكان مؤخرا عن موعد رفع رتبة الأم تيريزا إلى القداسة ، حدثا انتظره الكاثوليك منذ ديسمبر/كانون الأول من العام 2015

حين أكمل البابا فرنسيس إجراءات تصديق المعجزة الثانية المنسوبة إلى الأم تيريزا وهو أمر ضروري للتقديس. وأقر الفاتيكان بأن الأم تيريزا شفت "بمعجزة" رجلا برازيليا من خراجات في الدماغ. الجواب لربما فيما تركت من ارث انساني بعد الرحيل، وعمل بشري يفوق الوصف قبله. فالأم تيريزا اصبحت أشهر الراهبات في العالم بفضل نشاطها من أجل مساعدة الفقراء والمرضى حول العالم.

سعت وأنشأت الأم تيريزا مئات دور الأيتام والمدارس والمستشفيات ومراكز الرعاية المخصصة للتخفيف من آلام ذوي الأمراض المستعصية. وحازت الأم تريزا جائزة نوبل للسلام عام 1979 تكريما لها على أنشطتها الخيرية. “نداء للرحمة: قلوب تحب، وأياد تخدم” هذا عنوان كتاب سينشر بعيد تقديس الأم تيريزا في ايلول المقبل، وهو يضم ما كتبته الأم تيريزا خلال حياتها وسينقحه الأب الذي حمل ملف تقديسها. وسيتم نشر الكتاب قبل أسابيع من إعلان تقديس الطوباوية الكالكوتية. الكتاب سيبصر النور في 16 آب وهو يركز على الرحمة والمسامحة وهما واقع ما عاشته الأم تيريزا في حياتها، ليكون ثاني كتاب بعد “تعال وكن نوري” الذي صدر عام 2007.

سر ردائها: اهتمت الأم تريزا بالعناية بالأطفال المهملين وعلى أثر ذلك خلعت زي الرهبنة ولبست الساري الهندي القطني بلونه الأبيض والخط الأزرق على كمية الذي عرفت به فيما بعد حيث توجهت إلى دير للرهبنة الأمريكية يعنى بالعناية الطبية والتمريض، وكذلك لم ترض توجهاتها مسئولي الدير فاعتمدت على نفسها في البداية، ثم جاءتها المعونة من متبرعات أخريات فأسست جمعيتها لراهبات المحبة عام 1950 م، التي اهتمت بالأطفال المشردين والعجزة. الأم تريزا تتلقى ميدالية الحرية عام 1985 من رونالد ريغان في عام 1957 م اهتمت بموضوع المجذومين والعناية بهم ومع اتساع عملها أسست جمعية أخوة المحبة عام 1963 م خاصة بالرهبان، وهي في الخامسة والسبعين من العمر ذهبت للحبشة لمساعدة المنكوبين هناك وأغاثتهم من الجوع والتشرد.

إلا أن عمل الأم تيرزا العظيم لم يخلو من أن يجابه بانتقادات عديدة منها أن فريق الأم تيريزا لم تكن له دراية واسعة بالطب, وأيضا أن الأساليب المتبعة في العناية الطبية لم تراع المعايير الطبية مثل استخدام الحقن عدة مرات وبدون تعقيم, كما أن عدد الذين تمت العناية بهم قد تم التشكيك به كثيرا. وكان رد الأم تيريزا على بعض تلك الانتقادات هو أن النجاح ليس المقياس بل الصدق والأمانة والإخلاص في العمل هي المقياس. لم تهتم الأم تريزا بالمال يومًا ما فقد عرفت برفضها للمال والتبرعات المالية حيث كانت تصر على المساعدة والمشاركة الشخصية.

معاناة الأم تريزا أصيبت بذبحة قلبية عام 1985 فيما كانت في روما. وأخرى عام 1989 كانت أخطر وكادت تودي بحياتها، ما اضطرها إلى أن تخضع لعملية جراحية جرى خلالها زرع منظم للنبض ،عام 1991 كانت في المكسيك وأصيبت بمرض ذات الرئة فأثر ذلك على عمل القلب، عانت من مرض الملاريا والتهاب الصدر وخضعت لعملية جراحية في القلب عام 1996، توفيت في كالكوتا في 5 سبتمبر 1997 م.

من اقوال الام • "إنّ عدم اكتراث بعض الناس الذين يمرّون بالمرضى والفقراء والأطفال ولا ينظرون إليهم، يعود إلى أنّهم فقدوا الإيمان والوعي. فلو كانت لهم القناعة الحميمة بأن الذي يزحف على الأرض وهو يتألم هو أخوه أو أخته، لكان تصرّف بعكس ذلك، ولكان اهتم قليلاً لأمرهم. ولكن، مع الأسف، فإنّهم لا يعرفون معنى الشفقة ولا يأبهون لهؤلاء التعساء. ولو فهموا قيمة هذا الإنسان المتألم لكانوا تصرفوا بوعي وعرفوا أن الله يسكن فيه، وحينئذٍ يبدؤون بمساعدته وبخدمته كما خدمهم المسيح نفسه". • "يسوع أتى إلى العالم ليقول لنا إنّ الله يحبنا، وإنّ الله يحبنا، وإنّ الله محبة، وإنّ الله يحبّك أنت ويحبني أنا. فكيف أحبنا يسوع، أنت وأنا؟ أحبنا بموته من أجل خلاصنا، والإنجيل كلّه يُختَصَر بهذه المحبة. لذلك علينا، تجاوباً مع حبّ الله لنا، أن نحبّه بالتأمل وبروح الصلاة وبالتضحية وبحياة داخلية مليئة به تعالى. فلا نفكّر بأنه يجب أن يكون حبّنا لله خارق العادة لكي يكون صادقاً. إنّ كل عملٍ بسيط نعمله بمحبة لله يكون عظيماً." • "هناك ألوف من الناس ترغب في أن تكون مثلنا، ولكن الله اختارنا نحن لنكون حيث نحن، وذلك لكي نساهم في فرح الآخرين ونحن نحبّهم. إنّ الله يريد أن يحبَّ بعضنا بعضاً، وأن يقدّم واحدنا ذاته للآخر حتى ولو كان ذلك صعباً للغاية. ما مهم كم نعطي للآخرين، المهم أن نعطي الحب. وحيثما يكون الحب، يكون الله هناك. وحيثما يكون الله، يكون الحب كذلك هناك. فالعالم عطشان إلى الحب، لذلك علينا أن نحمل إليه هذا الحب الذي هو الله".