بيئة
31 آذار 2023, 05:25

اليوم الدولي للقضاء على الهدر: النفايات تقتلنا وحان وقت العمل

تيلي لوميار/ نورسات
تحيي الأمم المتحدة للمرة الأولى أمس الدولي للقضاء على الهدر الذي يهدف إلى تعزيز أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة ودعم التحول إلى التدوير.

عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة فعالية رفيعة المستوى حول القضاء على الهدر باعتباره نقلة تحولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وألقت الخطاب الرئيسي في الفعالية السيدة أمينة أردوغان السيدة الأولى لتركيا.

جاء إنشاء اليوم الدولي بقرار من الجمعية العامة اعتمد بالإجماع في كانون الأول/ديسمبر 2022 بناء على مبادرة من تركيا، انضمت لها الكثير من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.

السيدة أمينة أردوغان أشارت في خطابها إلى مشروع القضاء على الهدر الذي أطلق في تركيا قبل خمس سنوات، وقالت إنه تحول إلى حركة عالمية. وقالت إن تخصيص يوم دولي للقضاء على الهدر خطوة محورية للعالم.

وفي مستهل خطابها أيضا دعت السيدة الأولى لتركيا بالرحمة لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب أجزاء من بلدها في السادس من شباط/فبراير. وأعربت عن الامتنان لمساندة ودعم الدول الصديقة التي أرسلت فرق البحث والإنقاذ وقامت بتعبئة المساعدات.

 

البشر والتوازن البيئي

وتحولت قرينة الرئيس التركي إلى الحديث عن القضاء على الهدر وشددت على أهمية التوازن البيئي والترابط الوثيق بين الكائنات على وجه الأرض وضرورة أن يحترم البشر نظام كوكب الأرض الذي يستضيف ملايين الكائنات.

وقالت "للأسف خلال القرنين الماضيين فقدنا هذا الإدراك. البشر الذين من المفترض أن يحافظوا على نظام كوكب الأرض، أصبحوا ضده وبدأوا يستهلكون موارده الوفيرة بشكل مدمر. التصنيع وضع الإنسان في دائرة مفرغة من فرط الاستهلاك، لنلقي نفاياتنا في الطبيعة بشكل لا تعقل فيه".

وأضافت أن بعض الدول ترسل نفاياتها إلى أقل البلدان نموا، "كما لو كانت النفايات التي لا نراها غير ضارة". وقالت إن هذه الأكوام من النفايات لا تلوث البيئة فقط ولكنها أيضا تعد أيضا شكلا جديدا من الاستعمار.

 

النفايات قاتلة

الأمين العام أنطونيو غوتيريش أشاد في مستهل كلمته أمام الاجتماع بقيادة تركيا والسيدة الأولى أمينة أردوغان في هذه القضية الحيوية.

وقال إن البشرية تتعامل مع كوكب الأرض كما لو كان مكبا للنفايات.

ووفقا للبنك الدولي يُولـّد العالم كل عام 2 مليار طن من النفايات الصلبة، 33% منها لا يُدار بشكل ملائم. وقال الأمين العام: "كل دقيقة، ما يعادل شاحنة نفايات مليئة بالبلاستيك تُلقى في المحيطات. التلوث والمواد الكيميائية يسمم المياه والهواء والتربة. وتأتي 10% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من زراعة وتخزين ونقل غذاء لن يتم استخدامه، فيما يعاني أكثر من 800 مليون شخص من الجوع بأنحاء العالم كل عام".

ويرى الأمين العام أن النفايات تقتل الناس والكوكب والموارد الطبيعية والأنظمة البيئية والاقتصادات. وقال إن الوقت قد حان للمقاومة وشن حرب على النفايات على عدة أصعدة.

الصعيد الأول هو أن يتقلد الملوثون أنفسهم القيادة. ويفسر غوتيريش ذلك بأن على من ينتجون النفايات، تصميم منتجات وخدمات أفضل وأطول عمرا، وإدارة أي نفايات بطريقة أكثر ذكاء.

الجانب الثاني هو الاستثمار بشكل كبير في قدرة الدول والمدن والحكومات المحلية على تطوير وتوسيع نطاق أنظمة إدارة النفايات، والسياسات التي تشجع الناس على إعادة استخدام وتدوير كل شيء من البلاستيك إلى الإلكترونيات القديمة.

وعلى المستوى المحلي، دعا الأمين العام الدول إلى الاستلهام من أمثلة أخرى مثل مشروع القضاء على الهدر في تركيا. وفي هذا السياق أعلن إنشاء مجلس استشاري يضم شخصيات بارزة معني بالقضاء على الهدر. وشكر السيدة أمينة أردوغان على موافقتها على ترأس هذه المبادرة المهمة مع السيد خوسيه مانويل موللر رئيس ومؤسس شركة ألغرامو الذي سيكون نائبا لرئيسة المجلس.

وتأتي هذه الخطوة استجابة لقرار الجمعية العامة، الذي أنشأ اليوم الدولي للقضاء على الهدر. ويطلب القرار من الأمين العام إنشاء مجلس استشاري، قائم على التبرعات، يضم شخصيات بارزة للعمل لمدة 3 سنوات لتشجيع المبادرات المحلية والوطنية في هذا المجال.

وفي ختام كلمته قال الأمين العام إن البشر يلوثون عالمهم وإن الوقت قد حان للعمل المشترك لبناء مستقبل بدون هدر يتسم بالنشاط الدائري الذي يعيد استخدام الموارد.

 

شارك في الاجتماع مسؤولون من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ومنظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى جانب الدول الأعضاء.

ويهدف اجتماع الجمعية العامة إلى رفع الوعي وتعزيز الممارسات المستدامة المراعية للبيئة بشأن الحد من الهدر وإدارة النفايات، ومشاركة أفضل الممارسات للمبادرات المحلية والوطنية، وتعزيز الشراكة متعددة الأطراف في هذا المجال.

 

المصدر: الأمم المتحدة