بيئة
25 أيار 2017, 13:41

الوزير الخوري عبر تيلي لوميار: اللّامركزية الإداريّة هي الحلّ في معالجة الأزمة البيئيّة

أكّد وزير البيئة السّابق ناظم الخوري خلال مقابلة له في حلقة جديدة من برنامج "سياسات" الّذي يُعرض على قناة تيلي لوميار ونورسات تحت عنوان "لبنان البيئة من الأخضر والأزرق إلى أسود النّفايات" أن "اللّامركزية الإداريّة هي الحلّ في معالجة الأزمة البيئيّة"، مشيراً إلى أنّ الشّعب اللّبنانيّ مدعوّ اليوم إلى مقاضاة كلّ من يتلاعب بصحته، وإلى أنّ السّلطة تتعاطى في السّياسة بأسلوب تقليديّ خصوصًا على صعيد دور وزارة البيئة.

وأوضح الخوري أنّ موازنة وزارة البيئة في لبنان تعاني من شحٍّ إذ لا تتعدّى الـ12 مليار ليرة لبنانيّة، لافتاً إلى أنّ لبنان يمرّ اليوم بحالة طوارئ عامّة وبصورة خاصّة بيئيّة.

وأضاف الخوري أن لبنان تحوّل إلى بلدٍ سياسيٍّ بامتياز إذ إنّه لا يملك مقوّمات الدولة، متسائلاً "ما هي هوية النّفايات في لبنان؟" ومشدّداً على أهميّة عدم تحويل الخلاف السّياسيّ إلى تراكم لأكوام نفايات.

وسأل الوزير الخوري "هل معقول أن تكون كلفة تنظيف تلوّث نهر اللّيطانيّ 800 مليون دولار بدل أن نستبق هذا التلوّث؟"، مؤكّدًا أن أهمّ إنجاز قانونيّ هو قيام ضابطة بيئيّة في لبنان.

من جهة أخرى، وفي الإطار عينه، تحدّثت رئيسة حزب الخضر ندى زعرور عن الشّعار الذي يحمله حزبها وهو حماية لبنان من أن تتحوّل الجغرافيا فيه إلى تاريخ، فيعمل الحزب مع مختلف أحزاب الخضر في العالم من أجل حماية وجود لبنان. ولفتت زعرور إلى أنّ الفساد بات يلوّث كلّ شيء في ظلّ غياب تامّ لمحاسبة المفسدين والفاسدين. وأوضحت على الصّعيد البيئيّ أن السّدود في العالم باتت مرفوضة وهناك إعدام لها، في حين أنّ لبنان يصرّ على بنائها وهذا ما يضرّ بالبيئة. واعتبرت زعرور أنّ تدمير البيئة هو جريمة ضد الإنسانيّة، مشيرة إلى أنّ اللّبنانيّين يعانون من حرب إبادة جماعيّة بيئيّة.

واتّهمت في هذا السّياق كل مسؤول لم يتحمّل مسؤوليّة حماية البيئة كاشفةً عن سعيّ حزب الخضر لمقاضاة كلّ من يقصّر في مسؤوليّته. وأضافت أنّهم يؤدّون دورهم كمواطنين ولكن الضّغط السّياسيّ يمنعهم من التّحرّك، كاشفةً عن أنّ لبنان مقبل على فقدان التّربة بسبب الإنحدار في عمليّة الأحراج وهذا يحتاج إلى خطط جديّة لإعادة التّحريج. وختمت زعرور بالإشارة إلى أن لبنان أجمل بلد في العالم ولكن كلّ ما يحتاجه هو القليل من التّنظيم والقرار السّياسيّ.

ومن الجهة الثّانية، أوضح رئيس الحركة البيئيّة اللّبنانيّة بول أبي راشد أن وزارة البيئة على عكس ما يسوّق الجميع هي وزارة سياديّة بامتياز، لافتاً إلى أنّ أي مشروع يحتاج إلى دراسة أثر بيئيّ تمرّ في وزارة البيئة. وأشار إلى أنّ الطّبقة السّياسيّة ذاهبة باتّجاه تدمير لبنان البيئة. وطالب أبي راشد رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون بإعلان حالة طوارئ بيئيّة إلى أن يتمّ انتخاب مجلس نواب شرعيّ. وأوضح أن اللّبنانيّين محرومون من 200 كلم من الشّاطئ بسبب مخالفة اتفاق برشلونة، معتبراً أنّ توقيع لبنان على اتفاق الحدّ من التّغيير المناخيّ في باريس بقي فولكلورًا.

وكشف أبي راشد عن أنّ هناك من يقوم بمشاريع تدميريّة للبنان والشّعب يصفّق لهم، موضحاً أنّهم يتابعون مع مكتب الشّكاوى في رئاسة الجمهوريّة الكثير من القضايا البيئيّة، كاشفاً من هذه الناحية عن غياب القضاء في متابعة القضايا البيئيّة.

ودعا أبي راشد إلى الحدّ من الهدر البيئيّ ضمن سياسة معيّنة، معتبراً أنّ الإستحقاق الأهمّ اليوم هو الإنتخابات النّيابيّة ليحاسب الشّعب المسؤولين. وختم بالتّشديد على أنّنا في حال طبّقنا القوانين وقام القضاء والسّياسيون بمسؤولياتهم نستطيع أن ننقذ لبنان على صعيد السّياحة البيئية.

وفي ختام الحلقة، أعلنت نتائج التّصويت على سؤال الحلقة "هل نواجه بيئة ملوّثة أم ذهنية معطوبة لا تعي معنى البيئة؟"، وجاءت النتيجة 73% لصالح ذهنية معطوبة و27% لصالح بيئة ملوّثة.