لبنان
12 أيلول 2023, 05:00

المطران يوسف سويف من خريبة الجرد العكاريّة: حضورنا هو حضور مستمرّ لرسالة يسوع المسيح

تيلي لوميار/ نورسات
أقيم لقاء رعويّ- إنمائيّ في بلدة خريبة الجرد العكّاريّة برعاية راعي أبرشيّة طرابلس المارونيّة المطران يوسف سويف، وبمشاركة الرّابطة المارونيّة بشخص رئيسها السّفير خليل كرم مع المجلس التّنفيذيّ، والنّائب جيمي جبّور وفعاليّات روحيّة ومدنيّة.

بدايةً ترأّس المطران يوسف سويف الاحتفال بالذّبيحة الإلهيّة في كنيسة مار يوسف خريبة الجرد بمشاركة المونسنيور إلياس جرجس والخوري إيلي قديسي وخادم الرّعيّة الخوري كامل كامل.

بعد الانجيل المقدّس، رحّب سويف برئيس الرّابطة المارونيّة واللّجان المختصّة، معرِبًا عن

وسع محبّته وامتنانه وشكره لكلّ المبادرات الإنمائيّة في رعيّة خريبة الجرد منذ سنة ٢٠١٦ وفي مناطق الأطراف لتعزيز الوجود المسيحيّ المارونيّ المشرقيّ الّذي لم يكن يومًا بصدفة، وهو حضور مستمرّ مشكّلاً امتدادًا لكنيسة الرّسل.

وأضاف قائلاً: "إنّ حضورنا حضور تاريخيّ استمراري حتّى هذه اللّحظة لرسالة يسوع المسيح في لبنان والشّرق وأيضًا إنّ حضورنا المادّيّ الجغرافيّ هو شهادة للإيمان بيسوع المسيح له كلّ المجد، لذلك إنّ الإيمان القويم يَبعُد أشدّ البعد عن إيمان الفرّيسيّ الفارغ من الجوهر والرّسالة والحبّ والملتفت إلى القشور تاركًا العمق الّذي يمثّل "الإنسان" الّذي من أجله أُقيم مشروع الخلاص وتجسّد الكلمة فداءً له بعد أن عاش الضّيق والألم والخطيئة، فبموت ابن الله أعيد الإنسان إلى الحياة الّتي سُلبت منه بسبب الكبرياء .

على العكس فإيمان العشّار الّذي ما لبث أن دخل بيت الرّبّ حتّى طلب منه بانسحاق تامّ الصّفح والغفران لما اقترفت يداه من ذنوب. فإن أردنا تثبيت وجودنا ورسالة مسيحنا  في هذه المنطقة علينا التّخلّي عن الكبرياء والأنانيّة الّتي تدمّر عائلاتنا ورعايانا ومجتمعنا ووطننا لبنان، فالكبرياء يمثّل السّبيل الأكيد إلى الموت فلا حياة جديدة متجدّدة إلّا من خلال التّواضع الرّوحيّ والاجتماعيّ الّذي يخلق المشاركة  في مجتمعاتنا، فلا يمكن أن ننجح بالـ"أنا" بل نسير وننجح معًا بالـ"نحن" كجماعة متضامنة مُحبّة  ".

وفي الختام رفع المطران سويف الصّلاة للرّبّ لكيما يهبنا العبور من الأنانيّة إلى المشاركة ككنيسة واحدة مقدّسة.                                                    

بعد القدّاس، ألقى رئيس الرّابطة المارونيّة السّفير خليل كرم كلمة قائلاً: "أعلن اليوم وفي حضور صاحب السّيادة المطران يوسف سويف السّامي الاحترام، وخادم الرّعيّة الأب الجليل كامل كامل، أنّ الرّابطة المارونيّة ستولي موضوع الخريبه، وسواها من البلدات المارونيّة ذات الحالات المشابهة، الاهتمام الّذي يستحقّ، لأنّ في صلب استراتيجيّتها التّجذّر في الأرض".

أضاف أنّه "يوجد هناك ما هو أهمّ من دور الرّابطة، وهو دور أبناء بلدة الخريبه في الوقوف ضدّ أيّ محاولة لتغيير هويّة البلدة الدّيموغرافيّة"، مشدّدًا أنّ الأمر "يلزمه قرار شجاع برفض بيع الأرض تحت أيّ ذريعة. وبعدها يبدأ العمل الجادّ لوضع الأمور في النّصاب الّذي يجب وضعها، ولكي يبنى على الشّيء مقتضاه"، معتبرًا أنّه لا بدّ من "نقاش حيويّ يدور حول تنمية البلدة وعودة ناسها إليها، ومحاولة توفير ما أمكن من موارد ذاتيّة للقاطنين فيها".

ثمّ كانت كلمة للنّائب جيمي جبّور تكلّم فيها عن الآلام الّتي عصفت بالبلدة الحبيبة وعمّا عاناه أهلها ولكن بصمودهم ستعود البلدة إلى الحياة.

وكانت كلمة بإسم أهالي البلدة للمختار نبيل غصن عبّر فيها عن معاناة البلدة من الإهمال الفاضح من قبل الدّولة لتأمين أبسط الخدمات من مياه وكهرباء وطرقات.

بعد الاحتفال التقى الجميع على "التّرويقة" البلديّة جمعت المحبّة في القلوب.

ثمّ جرى مباركة معصرة الزّيتون المنشأة حديثًا لصاحبها الأستاذ مخّول مخّول، وكان تشديد من قبل الحاضرين على أهمّيّة المبادرات الفرديّة وتنويه بالمعصرة الّتي تخدم إنماء البلدة والجوار وتخلق فرص عمل، خصوصًا وأنّ صاحب المعصرة مستعدّ لتوسيع نشاطه في البلدة.

في الختام، جال الحاضرون على أرجاء البلدة موطّدين العزم والآمال على قرية تعود إلى الحياة لتبقى شاهدة دائمًا على رسالة المحبّة مع الرّبّ يسوع.