المطران درويش: نحن بحاجة اليوم إلى أن يولد يسوع من جديد في حياتنا وفي بلدنا
"بالأمس احتفلنا بعيد القدّيس أندراوس، واليوم نذكر في قدّاسنا المثلّث الرّحمات المطران أندره حدّاد الّذي أسّس كنيسة القدّيس أندراوس في زحلة– الحمّار.
القدّيس أندراوس هو مثال لكلّ رسول ولكلّ واحد منّا، برهن منذ اللّقاء الأوّل مع يسوع بأنّه كان يتمتّع بروح رسوليّة كبيرة، لذلك دعي "أوّل الرّسل". يعلّمنا القدّيس أندراوس أن نرى يسوع في كلّ أحداث حياتنا، لذلك علينا أن نرى إرادة الله من خلال ما يحدث من صعوبات وتجارب وما نمرّ به اليوم.
في هذا العيد نريد أن نلمس يسوع، نريد الانتماء إلى يسوع، واليوم في بداية هذا الشّهر المبارك تدعونا الكنيسة لنتحضّر لعيد الميلاد. نحن بحاجة اليوم إلى نعمة يسوع، إلى أن يولد من جديد في حياتنا وفي بلدنا. أرجو معكم أن يكون ميلاد هذه السّنة فيه أكثر نقاء في مجتمعنا، أكثر شفافيّة وإنسانيّة لكي نجتاز هذه المحنة بسلام."
وكان قد ترأّس النّائب الأسقفيّ العامّ الأرشمندريت نقولا حكيم قدّاس عيد مار أندراوس في رعيّته، ممثّلاً درويش، بمشاركة خادم الرّعيّة الأب طوني الفحل والآباء: طوني رزق، جورج اسكندر وجوزق الصّغبيني؛ وبحضور فعاليّات المنطقة.
بعد الإنجيل، ألقى حكيم كلمة المطران درويش جاء فيها :
"أنا أحيّيكم، أحيّي كلّ فرد وعائلة، الصّغار والشّباب والصّبايا والكبار، وأحيّي كاهن الرّعيّة الأب طوني الفحل، وأشكره على غيرته الرّسوليّة وعلى كلّ النّشاطات التّي يقوم بها.
تدعونا الكنيسة في هذا اليوم لنعيّد للقدّيس أندراوس، تلميذ يسوع وهو أوّل الرّسل الّذين دعوا ليتّبعوا المسيح، وقد برهن من اللّقاء الأوّل معه أنّه كان يتمتّع بروح رسوليّة كبيرة، ولهذا تدعوه الكنيسة أوّل الرّسل.
الرّسول أندراوس يعلّمنا أن نرى يسوع في كلّ الأحداث الّتي نمرّ بها في حياتنا، ونحن اليوم نرى أنّ يسوع يعمل من خلال آمال الشّباب ورجاؤهم، بأن يكون لهم وطنًا يتلاءم مع طموحاتهم.
القدّيس أندراوس هو أيضًا رجل المحبّة والتّواصل، والمهمّ أن تسكن المحبّة في قلوبنا وتلهمنا في تصرّفاتنا وفي حراكنا ومظاهراتنا. المحبّة وحدها تنتصر، وحدها تجمع القلوب، تبني النّاس وتبني الأوطان. فلتكن كلّ أعمالنا بمحبّة لينتصر الخير فينا وينتصر يسوع من خلالنا ومن خلال كلّ تصرّفاتنا.
القدّيس أندراوس يعلّمنا كيف نتوافق معًا وكيف نعمل من أجل خير رعيّتنا وخير أبرشيّتنا، يعلّمنا كيف نلتزم بمسيحيّتنا وأن يكون انتماؤنا فقط للمسيح، فهو وحده يحرّرنا من فقرنا ومن العنف الموجود في مجتمعنا، وحده يساعدنا على التّغلّب على كلّ أنواع اللّامساواة وعلى القضاء على الشّرّ.
إنّنا مدعوّون في هذا العيد لنحتفل معًا بجمال وحدتنا في هذه الرّعيّة. أشكركم فردًا فردًا على الجهد الّذي تبذلونه لتكونوا رعيّة واحدة قويّة ومتماسكة.
أطلب من الرّبّ أن يبارك جهودكم ويقودكم بنعمته لتشهدوا له وتكونوا راسخين في إيمانكم ومتفانين في محبّتكم.
إنّ القدّيس أندراوس الّذي كان صيّادًا للسّمك، صار بنعمة الله رسولاً للنّاس وصيّادًا لهم، يقودهم للمسيح، وأنتم بمحبّتكم ليسوع ولبعضكم البعض يمكنكم أن تكونوا رسلاً له."
تبع القدّاس تدشين القاعة الرّاعويّة الجديدة على اسم "يوحنّا الحبيب".