المطران الجديد مار أثناسيوس فراس دردر يحتفل بقدّاس الشّكر
عاون المطران الجديد النّائب العامّ في أبرشيّة الموصل وتوابعها الأبُ عمّار ياكو، والقيّم البطريركيّ العامّ وأمين سرّ البطريركيّة الأبُ حبيب مراد. وشارك في القدّاس رئيس أساقفة بغداد وأمين سرّ السّينودس المقدّس مار أفرام يوسف عبّا، ورئيس أساقفة الموصل وتوابعها مار يوحنّا بطرس موشي، والآباء الخوارنة والكهنة والشّمامسة والرّهبان والرّاهبات، بمشاركة جمع من المؤمنين، يتقدّمهم والدة المطران الجديد وشقيقته وأهله وذووه وأصدقاؤه بحسب ما أورد إعلام البطريركيّة.
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران الجديد مار أثناسيوس فراس دردر عظة تحدّث فيها عن أحد تقديس البيعة الذي تحتفل به الكنيسة السّريانيّة، وهو رأس السّنة الكنسيّة، وأوّل الآحاد الثّمانية التي تسبق ميلاد الرّبّ يسوع، منوّهًا إلى أنّ الكنيسة "دُعِيَت مقدّسةً لأنّ مؤسّسها قدّوس، وهو "يسوع شمس البرّ ونحن ندور في فلك هذه الشّمس، وتتمحور حياتنا حولها، فتنعكس قداسة ربّنا على كلّ واحدٍ منّا، هو يدعونا لعيش القداسة. لذلك، الكنيسة مقدّسة والمسيح القدّوس هو أسّسها، وأعضاؤها أيضًا يجب أن يكونوا قدّيسين".
كما تحدّث عن جواب سمعان بطرس ليسوع "أنت هو المسيح ابن الله الحيّ"، فقال: "هو جواب بليغ بمضمونه المثلَّث: "المسيح" و"ابن الله المتجسّد"، و"ابن الله الحيّ". يسوع امتدح بطرس على جوابه الذي أتاه من الإيمان من الينبوع الإلهيّ، لأنّه كان يسمع يسوع بثقة وشغف ومحبّة. كان يسمع كلامه بقلبه ويحفظه ويتأمّل فيه". وتناول المسؤولية التي سيسلّمها يسوع "إلى بطرس، كصخرة إيمانٍ يبني عليها كنيسته، وكرأسٍ يقلّده كامل سلطان الحلّ والرّبط، وهي مسؤوليّة معطاة من الله، وتقتضي من بطرس أن يمارسها بإيمانٍ ورجاءٍ ومحبّة، مصغيًا باستمرار إلى صوت الله ووحيه، لا إلى صوته الشّخصيّ. وهذا شأن كلّ صاحب سلطة ومسؤوليّة في الكنيسة".
وأضاف: "إنّ يسوع بدّل اسمَ سمعان إلى بطرس أيّ الصّخرة، و"باللّغة السّريانيّة – الآرامية، لغة المسيح: "كيفا"، للدّلالة على الرّسالة الموكولة إليه. وهي أن يثبّت الكنيسة التي أسّسها الرّبّ يسوع بثمن دمه المسفوك على الصّليب، والتي يبنيها الرّبّ على الكهنوت وبواسطته بإتمام أعمال أسرار الخلاص السّبعة، المرموز إليها بمفاتيح الحلّ والرّبط. فيمارسها بطرس وخلفاؤه من بعده على أساس الإيمان بالمسيح والإخلاص له والإصغاء لصوته"، مبيّنًا أهمّية اتّحاد الكنيسة بيسوع رأسها وهي جسده، فلا يستطيع الشّيطان أو قوى الشّرّ أن يغلبها، ومتأمّلاً بصمود الكنيسة ونموّها وانتشارها إزاء كلّ ما جابهَتْه وتجابهه عبر العصور من اضطهادات من قوى الشّرّ الدّاخلية والخارجيّة، فيما دول وأنظمة وأمم سقطت واندثرت."
وأردف: "فيما تبدأ كنيستنا السّريانية سنةً جديدةً محورها الرّبّ يسوع، أبدأ مسيرة جديدة في حياتي، مسيرة الخدمة الأسقفيّة التي وهبني إيّاها الرّبّ بوضع يد غبطة أبينا البطريرك. إنّها لنعمةٌ عظيمةٌ تملّكت كياني، وقد شعرتُ بها بقوّةٍ لحظةَ إعلاني الإقرار بالإيمان مع بداية رتبة الرّسامة، وكأنّ بقوّة غريبة تكتنفني وتلفحني بروح التّهيّب والخشوع". وعاهد "الرّبّ على الأمانة للعهد الذي تعهّدته أمام غبطته، شاكرًا غبطته على كلّ ما قدّمه لي، وعلى محبّته الأبويّة الكبيرة التي يغمرني بها، وأشعر بتأثيرها دائمًا، وهي تمنحني القوّة للثّبات رغم عظمة التّحدّيات". ودعى للبطريرك "بالصّحّة والعافية وبالتّوفيق الجليل لما فيه خير كنيستنا السّريانية التي تعيش في كنفه عهدًا ذهبيًّا مباركًا".
وفي ختام عظته شكر جميع الحاضرين وكلّ الذين شاركوه فرحة هذه الأيّام المباركة من بغداد والبصرة وقره قوش وسهل نينوى وعنكاوا وأربيل ولبنان، وخصّ بالشّكر والذّكر والدته وشقيقته والأهل والأقارب والأصدقاء، سائلًا إيّاهم "أن يصلّوا من أجلي كي تكون خدمتي في دائرة رضى الرّبّ وتأتي بالثّمار اليانعة، بشفاعة جميع القدّيسين الذين تحيي الكنيسة الجامعة تذكارهم في هذا اليوم، وبخاصّة شهداء مذبحة كاتدرائيّة سيّدة النّجاة الذين أقمنا تذكارهم السّنويّ العاشر البارحة".