أوروبا
13 كانون الثاني 2017, 06:37

المطران أغناطيوس الحوشي لتيلي لوميار من باريس: "إنّ الوجود المسيحيّ لن يزول من الشّرق"

" نحن من حملة التراث المشرقي والوجود المسيحي لن يزول من الشرق، ونحن في الغرب نبذل كل ما بوسعنا لنحثّ شعبنا المؤمن على التمسك بتراث الآباء والأجداد". هذا ما استهل به مطران فرنسا واوروبا الغربية والجنوبية للروم الأرثوذكس المتروبوليت اغناطيوس الحوشي حديثه إلى لتيلي لوميار ونورسات من مقرّ الابرشية في العاصمة الفرنسية باريس.

 

المطران اغناطيوس الحوشي استهل حديثه بالشكر لقناة تيلي لوميار على رسالتها القيّمة في سبيل إرسال البشرى السارة إلى العالم أجمع بهدف مدّ جسر التواصل ما بين الشرق والغرب مستعرضًا تاريخ الأبرشية في فرنسا قائلا: "في العام 1980 وفي عهد المثلث الرحمات اغناطيوس الرابع كان لدينا معتمدية، وفي العام 2000 اصبحت مطرانية مع أوروبا الغربية والوسطى ومع قدوم المطران يوحنا الذي أصبح بطريركًا اليوم وامتداد الحضور الارثوذكسي وتوسيعه حتّى الدول الاسكندينافية تم تغيير عنوان الأبرشية في أوروبا أي في العام 2010.

ومع انتخاب المطران يوحنا بطريركًا، التأم آباء المجمع الأنطاكيّ المقدّس وتمّ التّداول والتّدارس على إنشاء مطرانيّات متعدّدة في أوروبا من أجل الاهتمام أكثر بأبنائنا وتثبيت حضورهم الأرثوذكسي والمشرقي فتمّ إنشاء مطرانيّة في فرنسا تشمل دول أوروبية كفرنسا، سويسرا، إيطاليا، إسبانيا، البرتغالولوكسمبورغ"، بالإضافة إلى أبرشيّتي ألمانيا وبريطاينا وإيرلندا.

وفي الخامس عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر العام 2013 انتخب آباء المجمع المطران اغناطيوس الحوشي مطرانًا على أبرشية فرنسا وأوروبا الغربية والجنوبية وبدأ مهامه منذ تنصيبه في السابع عشر من شهر نوفمبر العام نفسه.

وتابع المطران اغناطيوس الحوشي: "بالنسبة إلى أبرشيتنا فلدينا فيها 5 رعايا قائمة بكنيسة، ولها هيكلية خاصة ومجالس رعايا تدير شؤونها الكنسية والإدارية، رعيّتان في باريس ورعيّة بـ Tour ورعيّة بـ "نيس"، ورعيّة في جينيف".

هذه الرّعايا وبحسب المطران اغناطيوس الحوشي تقابلها أخويات ناشطة في باريس ونشاطات للتعليم المسيحي للإعمار كافة صغارًا وكبارًا كما أنّ الكنيسة تقيم محاضرات توعويّة روحيّة وزيارات للعائلات في المنازل وكلّ ذلك مردّه إلى أنّ الكنيسة تأخذ بعين الاعتبار كيف أنّ المجتمع الّذي يعيش فيه أبناء الكنيسة في الغرب يختلف تمامًا عن المجتمع المشرقي الّذي يغتني بالحضارة والتراث وبالتالي وبما أنّ الكنيسة الأنطاكية هي كنيسة معروفة بالانفتاح وبكل ما هو معاصر تعمل دائما على أخذ كل ما هو إيجابي من المجتمع حيث تعيش وشعبها المؤمن من جهة وتغنيه بفكرها المشرقي من جهة ثانية."

وأوضح المطران أغناطيوس الحوشي لتيلي لوميار إذا أردنا أن نكون من حمَلة التراث المشرقي والإيمان الحقيقي، علينا أن نطرح السؤال التالي: كيف نبشّر بالمسيح إذا كنّا في بلادنا أو في المكان الذي نحن فيه؟ فيأتي الجواب هو أن نحمل المسيح في داخلنا وفقًا للقاعدة التي تقول: "عندما يكون المسيح فينا وفي داخلنا يشعّ نوره المضيء بالأعمال الصّالحة".

وفي ظلّ الإمكانيات المحدودة والمتواضعة للأبرشية في فرنسا أبت الكنيسة على خدمة أبنائها وتسعى إلى تقديم كل ما يلزم من احتياجات ومساعدات بحيث أكد المطران اغناطيوس الحوشي أنّ الكنيسة تهتم بأبنائها على امتداد رقعتها الجغرافية في فرنسا، وتسعى إلى لمّ شمل أبنائها وجمعهم حيثما كانوا. وهذا ما تمّ ترجمته من خلال العديد من الزّيارات الرعائية الّتي خصّصت للعديد من الدول التابعة للأبرشية المذكورة ولكن بالرغم من ذلك فإنّ الأبرشية هي بحاجة اليوم إلى كهنة من أجل بثّ العمل البشاري والرعائي بطريقة أقوى وفعّالة.

وأضاف المطران اغناطيوس الحوشي أنّ الكنيسة تهتمّ أيضًا باللاجئين الوافدين ولم تقصّر معهم بشيء بل وقفت إلى جانبهم وتواصلت معهم وجعلتهم يعيشون مع إخوتهم عائلة واحدة. وهذا ما لمسه الجميع من خلال المناسبات والأعياد التي أضفت البسمة على وجوه المهجّرين من تحت ركام الألم والتدمير.

وفي ما يخصّ مغريات العصر التي تجتاح العائلات والشبان لاسيّما في مجتمع مثل المجتمع الفرنسي، أكد المطران اغناطيوس الحوشي أنّ أبناء الكنيسة بالرغم من كل المغريات ما زالوا متمسكين بقيمهم ومحافظين على عاداتهم وتقاليدهم المشرقية والاجتماعية وفقًا للمبادىء الكنسية والإنجيلية وما تقوم به الكنيسة يوميًّا من تواصل معهم سواء عبر الزيارات أو اللقاءات المتتالية أو عبر الإيميل والهاتف يجعلهم يشعرون بانتمائهم إلى كنيستهم كمرجع أساس لهم.

وعن علاقة الكنيسة الأرثوذكسية مع الكنائس الأخرى في فرنسا، نوّه المطران اغناطيوس الحوشي بالعلاقات التي تربط الكنيسة الأرثوذكسية بالكنائس المشرقية الأخرى والكنائس الفرنسية موضحًا أنّ لقاءات كثيرة تعقد بينهم رافعًا الصلاة من أجل أن تكون الوحدة قريبة قدر المستطاع.

واستذكر المطران اغناطيوس الحوشي المحطات التاريخية التي توجت المؤتمر الانطاكي الأرثوذكسي الذي انعقد في صيف العام 2014 في التلة البلمندية وما حققه البطريرك يوحنا العاشر من إنجازات تاريخية شهدها البلمند للمرة الأولى، وذلك من خلال مشاركة بطاركة الشرق في افتتاح أعمال المؤتمر وبمشاركتهم في الجلسة المجمعية الأولى في البلمند. وبالتالي فإنّ هذا كلّه يحثّنا على فهم مفهوم الوحدة وكيف نعمل على العيش معًا.

وختم المطران اغناطيوس الحوشي حديثه بالتأكيد أنّ الوجود المسيحي لن يزول من الشرق وسيبقى الشرق مرتعًا للقيم ومساحة للحوار والتلاقي متمنّيًا أن تزول تلك السحابة الداكنة عن الشرق الجريح وأن يعود كل مهجّر ومخطوف إلى دياره لاسيّما مطرانا حلب بولس يازجي ويوحنّا ابراهيم.