أوروبا
30 أيلول 2025, 13:20

رحيل آخر كاردينال رومانيّ على قيد الحياة

تيلي لوميار/ نورسات
خسرت الكنيسة، يوم الخميس الفائت، أحد أبرز الشّهود على سنوات الاضطهاد والنّشاط السّرّيّ اللّذين عاشتهما خلال الحكم الشّيوعيّ الّذي سقط في العام 1989، وآخر كاردينال رومانيّ على قيد الحياة، وثاني راعٍ يُمنح رتبة الكارديناليّة بعد سلفه ألكسندرو توديا، وهو رئيس أساقفة فاغارش وألبا يوليا للرّوم الكاثوليك في رومانيا الكاردينال الرّومانيّ لوسيان مورسيان.

برحيله، خسر مجمع الكرادلة أيضًا أحد أعضائه وأصبح يتألّف من مئتين وسبعة وأربعين كاردينالًا، من بينهم مئة وثمانية وعشرون كاردينالًا ناخبًا، ومئة وتسعة عشر كاردينالًا لا يحقّ لهم انتخاب حبر أعظم لتخطّيهم الثّمانين.

وعلى أثر الوفاة، أبرق البابا لاون الرّابع عشر إلى رأس كنيسة الرّوم الكاثوليك في أوكرانيا وأعضاء السّينودس معزّيًا ومعبّرًا عن قربه، شاكرًا الله على "الشّهادة النّموذجيّة لهذا الابن الأمين للكنيسة، الّذي لم يتزعزع حتّى في أوقات الاضطهاد." وكتب بحسب "فاتيكان نيوز"، متذكّرًا "بإعجاب الصّعوبات والإهانات الّتي تحمّلها بشجاعة خلال سنوات المحن، عندما واصل خدمته للمسيح من خلال الخدمة الرّعويّة حتّى على حساب حرّيّته الشّخصيّة. وقد كشف كهنوته، المتميّز بالصّبر والتّفاني الإنجيليّ، عن محبّة لا تتزعزع للمسيح وللكنيسة، وأضاء درب أجيال من المؤمنين."

وفي ختام برقيّته، رفع الأب الأقدس صلواته من أجل روح هذا الخادم الصّالح والسّاهر، معلنًا عن ثقته بأنّ الرّاحل "سيُقبَل في فرح الملكوت الأبديّ برفقة الشّهداء والطّوباويّين في كنيسة الرّوم الكاثوليك في رومانيا". 

يُذكر أنّ الكاردينال مورسيان "وُلد في الثّالث والعشرين من أيّار/ مايو 1931 في ترانسيلفانيا، وترعرع في كنف عائلة كانت تتألّف من اثني عشر ابنًا. بعد قرار حلّ الكنيسة الكاثوليكيّة الشّرقيّة، أيّ كنيسة الرّوم الكاثوليك في رومانيا، عام 1948 اضطرّ إلى ترك دراسته والتّخلّي عن رغبته في أن يصبح كاهنًا. عام 1955 سمح أسقف ألبا يوليا مارتون آرون، استثنائيًّا، بقبول خمسة شبّان من كنيسة الرّوم الكاثوليك في المعهد الإكليريكيّ التّابع للكنيسة الكاثوليكيّة ذات الطّقس اللّاتينيّ وكان مورسيان واحدًا منهم وهكذا بدأ مسيرته الّتي استمرّت طيلة سبعين عامًا.

سيم كاهنًا سرًّا في العام 1963، ثمّ أسقفًا عام 1990 بعد سقوط نظام تشاوشيسكو، وفي العام 2012 اعتمر القبّعة الكارديناليّة من يد البابا بندكتس السّادس عشر وذلك عن عمر ثمانين عامًا.