بارولين في عيد كارلو أكوتيس: القداسة ممكنة في كلّ عمر وحالة
بارولين وخلال ترؤّسه القدّاس يوم الأحد، بحضور أسقف أسيزي- نوتشيرا أومبرا- جوالدو تادينو، دومينيكو سورينتينو، ووالدي كارلو أنطونيا سالزانو وأندريا أكوتيس، ومئات الحجّاج والمؤمنين، سلّط الضّوء على الفرح على ضوء رسالة بولس إلى أهل فيليبّي، إذ أنّ "إعلان الإنجيل بأسره يهدف إلى الفرح: لقد نزل ابن الله من السّماء وجاء ليجعلنا سعداء". وتساءل: "ومن أفضل من كارلو يمكنه أن يشرح لنا ذلك؟"، وقال بحسب "فاتيكان نيوز": "لقد ذكرت والدته أنطونيا مرارًا أنّ أكثر ما تفتقده هو نوبات مرحه المتكرّرة، الّتي كان يعرف كيف يجعل بها الآخرين يضحكون ويبتسمون.
لقد تأثر الكثيرون بابتسامته عندما ينظرون إلى صورته: "إنّ كارلو يتحدّث عن يسوع أوّلًا بوجهه المشرق والمبتسم، ويشهد لنا بأنّه عاش دعوة بولس: "افرحوا في الرّبّ كلّ حين". إنّ المسيحيّين الحزينون والمتذمّرون ليسوا شهودًا صالحين للإنجيل، وإذا كان صحيحًا أنّ الحياة تعرف الألم- يكفي أن نفكّر في الحروب الرّهيبة العديدة الّتي تُخاض مع الكثير من إراقة الدّماء- وهذا الأمر يفرض علينا أن نعيش تعاليم أخرى لبولس: افرحوا مع الفرحين، وابكوا مع الباكين. لكن هذا الأخير هو بكاء مشاركة ومحبّة، والّذي، حتّى لو خفّف من حدّة الفرح، إلّا أنّه لا ينتزع السّلام والرّجاء".
هذا وسلّط بارولين الضّوء على السّمات الخاصّة والفريدة لكارلو أكوتيس، وعلى أصالته بالتّحديد، فـ"عندما يلاحظ أنّنا جميعًا نولد أصليّين ونموت نسخًا مطابقة، فإنّه يتحدّث أيضًا عن نفسه: لم يرغب في أن يكون نسخة مطابقة وأن يخضع للموضة، بل كان على طبيعته تمامًا، لأنّه كان ممتلئًا بالرّبّ يسوع. إنّ حياته الّتي اتّسمت بالبساطة تجعله فتى عصرنا. لقد أحبّ جميع الأشياء الجميلة في الحياة، وتردّد فيه صدى كلمات القدّيس بولس: "كُلُّ ما كانَ حَقًّا وشَريفًا وعَادِلًا وخالِصًا ومُستَحَبًّا وطَيِّبَ الذِّكْر وما كانَ فَضيلةً وأَهْلًا لِلمَدْح، كُلُّ ذلِك قَدِّروه حَقَّ قَدره". واليوم أكثر من أيّ وقت مضى، علينا أن نعيد التّأكيد للشّباب أنّ يسوع لا يسلبنا شيئًا من الأشياء الجميلة في الحياة؛ فكلّ شيء يأتي من الله وهو جيّد في حدّ ذاته؛ وما يجعل الأشياء سيّئة هو الخطيئة. وكارلو هو معلّم للجمال والخير لأنّه استخدم أشياء العالم بقلب نقيّ جاعلًا من يسوع محور حياته. في الواقع، كان هذا هو برنامجه: "أن أكون دائمًا متّحدً بيسوع".
وأضاف: "لقد أدرك أكوتيس أنّ يسوع في متناول أيدينا وبفضل الحضور الإفخارستيّ، لسنا بحاجة للبحث عنه في أيّ مكان آخر في العالم: وقد كان كارلو يقول إنّ هناك طريقًا، لا بل طريقًا سريعًا خاصًّا، خاليًا من رسوم المرور، والازدحامات، وحوادث الطّريق. وهذا الطّريق السّريع هو الإفخارستيّا".
وفي الختام، شكر الكاردينال بارولين الرّبّ "على هذه العطيّة العظيمة" وقال: "يأتي الكثير من الأشخاص إلى هذا المزار الّذي يحوي رفاته، ويستقبل الكثير من الأشخاص ذخائره. كارلو هو مؤثّر كبير، كما يقول البعض، إنّه مؤثر الله: يجذب الكثيرين إلى طريق الخير، ومع القدّيس فرنسيس، يتحدّث من هذا المزار إلى العالم ويذكّرنا بأنّنا جميعًا مدعوّون لكي نصبح قدّيسين، وببساطة حياته يشرح لنا أنّ القداسة ممكنة في كلّ عمر وحالة".