الله الآب... "بيّ الكّلّ"
هو الله الآب الّذي رَأَس حياتنا ومَلَك على قلوبنا ومنحنا قلبه الأقدس لأنّه أحبّنا فوق كلّ شيء.
هو مرجعنا الأوّل والأخير، هو الوحيد القادر على المستحيل. أمامه، كلّ مشكلة كبيرة تعود إلى حجمها الطّبيعيّ لا بل تختفي لأنّه الشّافي من كلّ الآهات.
هو الآب الّذي يصبر على أبنائه مهما زلّت أقدامهم وأخطأت يداهم وكُثرت آثامهم: يسامح ويغفر ويرحم لأنّنا من صنع يديه، هو طويل الأناة.
هو الآب الّذي يُمهل ولا يُهمِل، فلكلّ داء دواء. أوليس هو الطّبيب الشّافي القادر على كلّ شيء حتّى على الألم؟! هو واهب الحياة ومانح الصّالحات.
هو الآب المعلّم الّذي تعاليمه لا تزول، غير محدود بمقاييس الزّمان، "لا ينعس، لا ينام"، ذراعاه مفتوحة لأبنائه في كلّ الأوقات وكلّ الظّروف. لا يملّ منّا مهما اشتكينا أو تمرّدنا، فهو يثق بعودتنا.
هو قادر أن يكون الأب والأمّ معًا، ففيه قوّة وخشونة الأب ورقّة وحنان الأمّ.
هو، وضمن مشروع الخلاص، منحنا يوسف والدًا ليسوع النّاصريّ، ليكون قدوة لأرباب عائلاتنا بطاعته لأوامر الله وثقته بمشيئته، ومثالاً في التّربية الصّالحة المجرّدة من الشّروط والمحرّرة من القيود والّتي تقدّم يوسف كأب راعٍ وصديق دائم لابنه يسوع.
أعطِ يا أبانا السّماويّ أباءنا الأرضيّين أن يستمدّوا منك صفاتهم الأبويّة ويكونوا صورة حيّة عنك في بيوتنا ومجتمعاتنا، فتفتخر بهم كما يفتخرون هم بك؛ واحضن الآباء الّذين انتقلوا إلى رحاب سمائك فيختبروا رحمتك ومحبّتك واجعلهم ملائكة لنا من سمائهم ببركتك وعنايتك.