مصر
10 كانون الأول 2015, 22:00

الكلمة الكاملة للبابا تواضروس في استقباله غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي

"نرحب بكم يا صاحب الغبطة ومن خلالكم نرحب بلبنان البلد الحبيب الذي لاسمه وقع لجماله وعراقته وتاريخه ، نرحب بكم باسم هذه المحبة المتبادلة التي تربطنا " واضاف :"عندما تزورون مصر تزورون تاريخا مسيحيا عظيما ، فمصر هي مسيحية قبل ولادة المسيح بسبعمئة عام . وعندما تنبا اشعياء النبي عن المذبح الذي سوف يكون للمسيح في مصر ، نشأت الكنيسة القبطية . هذه النبوءة تحققت مع العائلة المقدسة في هروبها الى مصر ، ففي مصر سكنت من الشرق الى الغرب ومن الشمال الى الجنوب حتى باتت مصر ، مذبحا كنسيا كبيرا .

فمن دير العذراء الى دير المحرقة الى كل الاديار والاماكن ، تباركت شوارعنا التي تباركت ايضا مع مرقس البطريرك الاول في الكنيسة القبطية وامتدت كنيستنا في التاريخ وصارت مولدة للرهبان واللاهوتيين والعلماء واشتهرت مدرسة الاسكندرية بتفسير اللاهوت . 
منذ نشأتها قدمت كنيستنا الشهداء، ولا زالت ، ولذلك نسميها ام الشهداء ، قدمت الافراد والعائلات والمجموعات، واصبح الشهداء غذاء الكنيسة ومن اشهرهم : مار مينا العجائبي القديسة داميانا وغيرهم ، وعلى اسم هؤلاء القديسين اديرة من خلالها تستمر الحياة المسيحية والروحية . " 
واشار ايضا بقوله :"في هذه الارض ولدت ونمت الرهبنة مع الانبا انطونيوس اب الرهبان مع بخوميوس وكثر ، حتى بات نصف عدد سكان مصر يعيشون في البرية، حياة النسك والزهد والصلاة ومن هنا كانت عبارة القديس يوحنا الذهبي الفم : (السماء بكل نجومها ليست اجمل من صحراء مصر بكل نساكها ورهبانها).
الاديرة كانت تسمى باسم الارض التي نشأت عليها وكان يفرق بينها بالمسافة التي تفصلها فيقال الدير التاسع او العاشر ، لبعده 9 كلومترات عن موقع الارض . وكانت الاجراس صلة الوصل بين الاديرة . "
واضاف معرفا عن تاريخ المسيحيين في مصر بقوله :" امتدت الرهبنة الى خارج مصر ونمت في مدن المغرب الخمس وكانت تجربة الكنيسة في القرن العاشر هي الصلوات لنقل جبل المقطم حيث يقال انه انتقل من مكان الى آخر وهو مكانه اليوم بفعل صلوات المؤمنين لتثبيت آية الانجيل التي تقول (ان كان لديك ذرة ايمان كحبة الخردل تقول لهذا الجبل انتقل من ههنا فينتقل).
هنا نعيش بكل محبة مسيحيين ومسلمين رغم كل الصعوبات والظروف ولاسيما تلك التي عشناها في السنوات القليلة الماضية، عشنا ظروف قاسية وصعبة ولكن هذا ادى الى تضامننا اكثر فاكثر . "
وعن وطنيتهم كمصرين قال غبطته : " لا نقبل بأي حكم باسم الدين ، نشرب من النيل الاعتدال والوسطية، في عام 2013 قام الشعب المصري بتصحيح مساره والملايين عبروا عن رأيهم وبدأت صفحة جديدة بالتاريخ المصري تليق بشعب مصر وبطباعه وموروثاته الثقافية والحضارية والاخلاقية . ولاسيما مع مسيرة الرئيس عبد الفتاح السيسي . 
ومعا نبني الاقتصاد والحياة الاجتماعية والتربوية . مصر شهدت وتشهد نهضتها : 
مشروع قناة السويس الجديد لاجل التجارة العالمية والتواصل مع العالم التجاري وتسهيل مرور السفن والقوافل التي تتناقل البضائع والسلع ، واستكما مشروع التنمية في اقليم قناة السويس من خلالهما نحاول ان نبني مصر ونقدم شهادة صادقة عن محبتنا لبناء اوطاننا . 
مصر في التاريخ بلد شهير ولهذا البلد ابوه التاريخ وامه الجغرافيا . مصر قلب العالم والعائلة المقدسة التي عاشت في مصر هي تحميها وترعاها . 
وستلتقون يا صاحب الغبطة الرئيس السيسي في الايام المقبلة وستشهدون على المحبة الفاعلة التي يعيشها المصريون معا ونبذهم للتطرف وحبهم للاعتدال . " 
وختم بقوله :"الكنيسة المارونية والكنيسة القبطية في مصر وخارجها ترحب بكم ونقول لكم بلهجتنا نورتونا وشرفتونا "
ثم قال :" نصلي معا من اجل لبنان آملين ان نسمع اخبارا طيبة عن هذا البلد "