الفاتيكان
10 تشرين الأول 2024, 10:20

الكرسي الرسوليّ يشجب انتشار المخدّرات غير المشروعة والاتّجار بالأعضاء

تيلي لوميار/ نورسات
يدعو المراقب الدائم للكرسي الرسوليّ لدى الأمم المتّحدة إلى تجديد التعاون الدوليّ لمواجهة انتشار المخدّرات غير المشروعة والاتّجار بالأعضاء البشريّة، مع تجديد تأكيد معارضة الكرسي الرسوليّ لعقوبة الإعدام للقضاء على الجريمة، وفق ما نقلت "فاتيكان نيوز".

 

شجب رئيس الأساقفة غابرييل جيوردانو كاتشيا، في كلمته أمام الدورة 79 للجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة في شأن المناقشة المواضيعية حول المراقبة الدوليّة للمخدّرات، واقع أنّ آفة تعاطي المخدّرات والاتّجار بها مستمرّة في الانتشار، "مع استحواذ المؤثّرات العقليّة الجديدة أيضًا على جزء كبير من سوق المخدّرات الدوليّة غير المشروعة".

ودعا المراقب الدائم للفاتيكان إلى اتّباع نهج ثلاثيّ الأبعاد للقضاء على هذا الشرّ الاجتماعيّ الذي يدمّر الأفراد والأسر والمجتمع، على أساس إنفاذ القانون، والرعاية المناسبة لأولئك الذين يعانون من الإدمان، والوقاية من خلال التعليم.

وفقا للكرسي الرسوليّ، ينبغي لنظام العدالة الجنائيّة العادل أن يتصدّى لإنتاج المخدّرات والاتّجار بها، من دون استخدام عقوبات غير إنسانيّة مثل عقوبة الإعدام أو التعذيب. وبدلًا من ذلك، ينبغي أن ينصبّ التركيز على إعادة تأهيل المجرمين وإعادة إدماجهم.

كما يدعو الكرسي الرسوليّ إلى وضع برامج شاملة للعلاج وإعادة التأهيل والدعم النفسيّ لمتعاطي المخدّرات، تتجاوز التدخّلات لمرّة واحدة والحلول المتساهلة، التي، كما قال رئيس الأساقفة كاتشيا "لا تساعد الناس على إنهاء إدمانهم على المخدّرات".

وأخيرًا، سلّط المراقب الدائم للفاتيكان الضوء على الدور الحاسم للتعليم في الوقاية من إدمان المخدّرات. وشدّد على مسؤوليّة الأسر والمدارس في تزويد الأطفال بمعلومات دقيقة علميًّا لمواجهة المعلومات المضلِّلة لوسائل التواصل الاجتماعيّ التي تقلّل من مخاطر المخدّرات.

وفي بيان ثان ذي صلة، ركّز رئيس الأساقفة كاتشيا على منع الجريمة ومكافحتها وهي تؤثّر بشكل غير متناسب على السكّان الضعفاء.

وقال: "الفقر وسوء التعليم والبطالة كلّها عوامل خطر رئيسة تؤدّي إلى الجريمة". هذا هو السبب في أنّ الكرسي الرسوليّ يدعو إلى استراتيجيّات وقائيّة شاملة بما في ذلك التعليم الجيّد ومعايير العمل العادلة والدعم القويّ للأسر.

وأعرب السفير الفاتيكانيّ عن قلق الكرسي الرسوليّ بشكل خاصّ إزاء الاتّجار بالأشخاص لغرض نزع الأعضاء والاتّجار بها. وفي هذا الصدد، أكّد مجدّدًا أنّ التبرّع بالأعضاء يجب أن يكون دائمًا طوعيًّا وأخلاقيًّا. كما سلّط الضوء على التحدّي المتزايد المتمثّل في إساءة معاملة الأطفال عبر الإنترنت التي تعبر الحدود الوطنيّة.

وبينما دعا رئيس الأساقفة كاتشيا إلى تعزيز التدابير التشريعيّة والتنفيذيّة ضدّ هذه الجرائم، أصرّ على أنّ أنظمة العدالة يجب أن تركّز على إعادة التأهيل بدلًا من العقاب. وأشار إلى دعوة البابا فرنسيس للقضاة لممارسة "عدالة متعاطفة"، أي "الانتباه إلى الأصغر وإدماجهم".

وأضاف أنّ ظروف الاحتجاز يجب أن تحترم هي أيضًا كرامة المعتقلين، لأنّ الظروف القاسية تساهم في الانتحار في السجون. واختتم رئيس الأساقفة كاتشيا قائلًا: "من دون إعادة التأهيل، لا يمكن أن تكون العدالة مثمرة ولا عادلة حقًّا".