دينيّة
08 آذار 2017, 14:00

القدّيسة فرانسيسكا.. من الزّواج إلى القداسة!

ماريلين صليبي
خدمة الرّبّ ومحبّة الآخر وبذل الذّات قد لا يحقّقها الرّهبان والرّاهبات وحسب، فالمرء مدعوّ إلى تأدية أعمال الخير في كلّ منصب أو موقع يحتلّه. فدرب القداسة لا يمرّ بالأديرة فقط، وها هي القدّيسة فرانسيسكا الرّومانية خير دليل على استمرار أعمال البرّ؛ هي التي لم تجعل زواجها يمنعها من تكريس حياتها للخدمة والعطاء، رُفعت قدّيسة عظيمة تحتفل الكنيسة بعيدها اليوم.

 

من روما إلى السّماء، رغبت القدّيسة فرانسيسكا دخول الدّير لتكّرس بتوليّتها للرّبّ؛ إلّا أنّ والديها زوّجاها من شابّ رومانيّ كانت له خير رفيقة في الحياة.

لم تكن حياتها الزّوجيّة لتمنعها من الصّلاة والتّأمّل، فزوجها رافق مسيرتها المُؤمنة موفّرًا لها المال لتوزّعه على الفقراء والمحتاجين.

لم يحجب التّرف عن بصرها فضيلة التّواضع، فإلى جانب كونها أمًّا عظيمة، كانت تعامل خدّامها معاملة الأخوة لها بالمسيح.

أعمال التّقوى لم تتوقّف عند هذا الحدّ، بل اختبرت القدّيسة فرانسيسكا أقسى التّقشّفات، حتّى لبس المسْح؛ كلّها أعمال قرّبتها من الله ومن نعمه اللّامتناهية إذ فاض عليها نعمة رؤية ملاكها الحارس الذي كان ينبّهها على كلّ زلّة ويعزّيها في المحن والمصائب، ونعمة صنع المعجزات.

إيمان القدّيسة فرانسيسكا جعلها تنتصر على الدّوام على تجارب الشّيطان؛ فشفتاها لم تفارقا الصّلاة وقلبها لم يفلت الصّليب المقدّس يومًا ومالها الكثير جعلها تعطي الكثير، إذ أسّست جمعيّة الأرامل والبتولات التي أثبت قانونها البابا أوجانوس الرّابع سنة 1433.

بعد وفاة زوجها، انضمّت القدّيسة فرانسيسكا إلى الدّير الذي أنشأته، فأقامتها راهباته رئيسة عليهنّ، بالرّغم من ممانعتها، إلّا أنّها كانت تساوي نفسها بهنّ وتصرّ على خدمتهنّ بغيرة ونشاط.

أربع سنوات في الرّئاسة كانت فيها القدّيسة فرانسيسكا خير مثال على القداسة والكمال؛ هي التي سكرت بالرّبّ، رقدت سنة 1440 عن عمر 56 رقودًا لم يمنعها من أن تشعّ نعمًا، إذ كان ضريحها ينجز بشفاعة الرّبّ آيات عديدة.

 

في عيد القدّيسة فرانسيسكا اليوم، شفيعة النّساء المتزوّجات والأرامل، نرفع الصّلوات الصّادقة، خصوصًا في يوم المرأة العالميّ، إلى قدّيستنا العظيمة، عسى أن تلتفت، بشفاعة الله، إلى كلّ نساء العالم، سعيدات كنّ أم حزينات، فتحمي من يعانين العنف الزّوجي وتعزّي من يختبرن قساوة الوحدة بعد وفاة أزواجهنّ وتحافظ على سعادة من أنعم الله عليهنّ بزواج ناجح، علّ يسير الجميع صوب الفرح الأبديّ والخلاص الإلهيّ!