دينيّة
10 شباط 2025, 08:00

القدّيس خرالمبوس… "بتمزيقكم جسدي تجدّدون روحي"

أرزة البيطار
"أشكركم يا إخوتي لأنّكم بتمزيقكم جسدي الهرم تُجدِّدون روحي وتعدّونها للطّوبى".

في 10 شباط / فبراير من كلِّ عامٍ، تعيِّد الكنيسة للقدّيس خرالمبوس الشَّهيد. عاش في القرن الثّاني للميلاد، ولا توجد معلوماتٌ عن طفولته وشبابه، ولكنَّه عُرف بأنَّه كان كاهنًا لرعيَّةٍ قرب مدينة أفسس القديمة. أمّا اسمه، فمعناه الفرح المنير أو اللّامع. 

في أيَّامه، عانى المسيحيّون من الاضطهادات، الّتي طالته بدوره، بحيث اتُّهم بإثارة المتاعب واستيق إلى الحاكم المدعوّ لقيانس حينها. هناك هُدِّد بالتَّعذيب، ولكنَّه لم يُبالِ مُعتبرًا العذابات التي قد يتلقّاها لأجل المسيح، أعزُّ ما قد يكون على قلبه.

فجُرِّد من ملابسه ومُزِّق جسده بآلاتٍ حادَّةٍ، فاحتمل ذلك بطول أناةٍ دون أن يشكو أو يرفَّ له جفنٌ. وبفعل جبروته وعزمه الإيمانيّين الثّابتين، إرتدَّ لقيانس وإثنين من جلّاديه إلى الإيمان المسيحيّ إلى جانبهم نساءٌ ثلاث وغالينة إبنة الإمبراطور. 

أمّا الإمبراطور، فلم يتحلَّ بإيمانِ الآخرين، إذ لمّا مثل أمامه القدّيس وأخرج شيطانًا من أحد الممسوسين لديه، لم يُؤمن بقوَّة المسيح الّتي تعمل من خلال خرالمبوس، إنّما بقي متمسِّكًا بجحوده. ولمّا ضاق ذرعًا بالقدّيس أمر بقطع رأسه. 

وتذكُر المراجع أنَّ غالينة إبنته، وارَت جسد القدِّيس في الثّرى. لاحقًا، أُودِعَت جمجمتُهُ في الميثيورة في اليونان، وأعضاؤه وُزِّعت في أماكن بين جبل آثوس وفلسطين وقبرص والجزر اليونانيَّة وتركيا.