دينيّة
14 تشرين الأول 2014, 21:00

القديسة تريزا الافيليّة : طبيبة الكنيسة ومصلحة الكرمل

تميّز القرن السادس عشر بالقدّيسين والقديسات الذين ملأوا الدنيا بعبير قداستهم، وفي طليعة هؤلاء القديسين القديسة تريزا الأفيلية، لِما امتازت به من شخصية جذّابة إذ إنها أقدمت على إصلاح شامل للرهبانيّة الكرمليّة بفرعيها النسائي والرجالي وتركت لرهبانيتها وللكنيسة تراثاً ضخماً من أعمال وإنشاءات وكتابات، وصنّفت من كبار معلّمي الكنيسة وبين مؤسّسي طريق الكمال المسيحيّ.

والقديسة تريزا الافيليّة التي تحتفل الكنيسة بعيدها في مثل هذا اليوم دخلت الى دير التجسّد الكرمليّ في مدينة آفيلا وفوجئت من سهولة الحياة الرّهبانيّة، فوجدت ان القانون سهل والراهبات يعشن حياة الرخاء والاكتفاء، وحياتُهن حياة تقوى عادية مثل أي مسيحي،متسائلةفي نفسها عن التجرّد في الحياة الرّهبانيّة، الإماتة والتواضع، التفرّغ المطلق لله والصلاة ولذّة الطاعة.فشاءت العناية الإلهية ان تعمل تريزا  في تعديل  مسار تلك الأديرة وإصلاحها لتعود الى حياة التقشّف والانقطاع عن العالم وتخصيص أماكن للصلاة والتأمّل.هذا وساهمت القديسة في اصلاح الرّاهبات الكرمليّات، فأمّنت لها مسكنا حيث قامت باصلاح البيت الذي اشتراهرئيسها الإقليميّ الكرمليّ وقامت بتحويله الى دير للراهيبات اذكان همّها الأول تنشئة المبتدئات تنشئة رهبانيّة أصيلة، متخطّية جميع العقبات فطبّقت القانون المتشدّد وكانت صارمة جدّا في الطعام واللّباس، كما قامت بتأسيس أديرة للرهبان الكرمليّين لمدّة 15 عاما الذين يعيشون كذلكحياة الرّخاء والتساهل في شتّى الميادين والتي دفعتهم لاتّباع القانون والتقشّفات وممارسة المحبّة الأخوية والتأمّل والصلاة.ومع الاصلاحات التي تستمّر حتّى يومنا هذا مع البابا فرنسيس، الذي يواظب على ازالة الشوائب والقضايا المستعصيّة في الكنيسة، لا سيّما خلال سينودس الاساقفة حول العائلة الذي يتطرّق الى المواضيع المتعلّقة بالزواج والعلاقات في العائلة الواحدة، والتي ينبغي ان تحسم من خلال موافقة الكنيسة.ولكن هل نرى اليوم في كنائسنا  تطبيق الاصلاحات التي بداتها القديسة تريزا الافيليّة والتي طوّرها الاب الاقدس؟ واذا كان الجواب نعم، إلى اي مدى يتمّ احترامها في كافة الكنائس والاديرة؟