بيئة
29 نيسان 2021, 05:14

الغابات السليمة أساسية من أجل "إعادة البناء على نحو أفضل"

تيلي لوميار/ نورسات
الغابات السليمة أساسية من أجل "إعادة البناء على نحو أفضل" على حد قول السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) في الكلمة الفيديوية التي وجهها في إطار المائدة المستديرة الرفيعة المستوى خلال منتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات (26-30 أبريل/نيسان 2021).

واستعرض المدير العام في ملاحظاته المزايا العديدة التي تتمتّع بها الغابات ومن ضمنها ضمان الأمن الغذائي والدخل للسكان واختزان الكربون وتوفير الطاقة والمياه النظيفة، إضافة إلى استضافتها القسم الأكبر من التنوع البيولوجي البري على سطح الأرض. وشدّد بشكل خاص على الدور المحوري الذي تؤديه الغابات في ظلّ الأزمات المناخية والصحية والاقتصادية غير المسبوقة، باعثة الأمل في النفوس وفي البيئة وفي الاقتصاد.

غير أنه حذّر من أنّ إزالة الغابات وتدهورها لا تزال تنطوي على تأثيرات مدمّرة على البيئة وعلى حياة الأشخاص.

وبحسب تقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2020 الصادر عن المنظمة، يفقد العالم 10 ملايين هكتار من الغابات سنويًّا بفعل إزالة الغابات. وعلاوة على ذلك، يؤثر تدهور الأراضي على نحو ملياري (2) هكتار وهي مساحة أكبر من أمريكا الجنوبية.

وتحقيقًا لهذه الغاية، أشار المدير العام إلى التزام المنظمة بتحويل النظم الزراعية والغذائية وإعطاء دفع لمبادرة أمين عام الأمم المتحدة بشأن "عكس اتجاه إزالة الغابات".

وأشار إلى أّنّ "زيادة الإنتاج الزراعي لإطعام العدد المتنامي من السكان ووقف إزالة الغابات لا يلغي أحدهما الآخر".

وشدّد المدير العام، كجزء من الحلّ، على ضرورة زيادة الاستثمارات في الغابات وحشد الشراكات العالمية، بقوله: "يجدر بنا العمل معًا مع سائر أصحاب المصلحة والقطاع الخاص والمجتمعات المحليّة والنساء والشباب، إضافة إلى الشعوب الأصلية التي تدير نحو 28 في المائة من مساحة الأراضي في العالم".

 

مشاركة رفيعة المستوى

شهدت المائدة الرفيعة المستوى أيضًا مشاركة السيد Munir Akram، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي؛ والسيد Volkan Bozkır، رئيس الجمعية العامة؛ والسيدة أمينة محمد، نائب أمين عام الأمم المتحدة؛ والسيدة Elizabeth Maruma Mrema، الأمينة التنفيذية لاتفاقية التنوع البيولوجي.

وشدّد رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي في ملاحظاته على الحاجة إلى إعادة الإنصاف بين البشر والتوازن مع الطبيعة، إضافة إلى تحديد الأولويات المحدّدة التي ستؤدي دورًا رئيسيًّا في مسار التعافي من جائحة كوفيد-19.

وأشار رئيس الجمعية العامة إلى حسن توقيت النقاش مشيرًا إلى حماية الغابات باعتبار ذلك الحلّ الأسهل والبديهي.

أما نائب الأمين العام، فقد أشارت من جهتها إلى ضرورة تحرير الاستثمارات وتوجيهها إلى إصلاح الغابات. واعتبرت أنّ الوقت قد حان للانتقال من عصر التفاوض إلى عقد العمل.

وكرّرت الأمينة التنفيذية لاتفاقية التنوع البيولوجي هذه الملاحظات معتبرة أنّ ثمة حاجة إلى الدخول إلى عقد إصلاح النظم الإيكولوجية من خلال عكس الاتجاهات والتركيز على الطبيعة والمناخ والتنوع البيولوجي. مردفة أنه ينبغي بالتالي أن تتضمّن برامج التعافي لإعادة البناء على نحو أفضل بعد جائحة كوفيد-19 تدابير احترازية بيئية فعّالة.

 

تقرير منتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات لعام 2021

خلال المائدة المستديرة الرفيعة المستوى، تمّ إطلاق المطبوع الرئيسي الأول الصادر عن منتدى الأمم المتحدة المعني بالغابات التابع لإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة.

ويعطي المطبوع بعنوان "تقرير الأهداف العالمية في مجال الغابات لعام 2021" لمحة عامة عن التقدّم المحرز باتجاه تحقيق الأهداف العالمية الستة في مجال الغابات. وهذا التقرير الجديد الذي يمثّل 75 في المائة من الغابات في العالم يستند إلى البيانات والمعلومات الوطنية المستقاة من 70 من التقارير الوطنية الطوعية والمساهمات التي تكمّلها بيانات مادية بيولوجية مستمدة من التقييم العالمي لحالة الموارد الحرجية لعام 2020 الصادر عن المنظمة.

وتتمثّل إحدى العناوين العريضة لهذا التقييم في تباطؤ خسارة الغابات لكن ليس بالوتيرة الكافية للوفاء بالالتزامات الدولية المتّصلة بالغابات. وعليه، يتّسم تكثيف الإجراءات المشتركة بأهمية حاسمة لوقف إزالة الغابات وخسارة التنوع البيولوجي. وعلاوة على ذلك، يتضمّن التقرير سلسلة من التجارب الناجحة التي تظهر أفضل الممارسات التي تصلح للاسترشاد بها في عملية صنع القرارات وتعميم الحلول وتكرارها.

ورحّبت السيدة Maria Helena Semedo، نائب مدير عام منظمة الأغذية والزراعة، في رسالتها الفيديوية إلى المنتدى، بالتقرير مسلّطة الضوء على ضرورة سدّ الثغرات على صعيد المعارف لإطلاق عجلة التحويل في مجال الإدارة الحرجية في ضوء جائحة كوفيد-19 وسواها من تحديات. وإذ اعتبرت التقرير الجديد "خير مثال على التعاون المثمر"، أكّدت مجددًا دعم المنظمة للبلدان من أجل جمع البيانات الحرجية وتحليلها واستخدامها بغرض إدارة الغابات في العالم على نحو مستدام.

وقالت السيدة Semedo "تتسم المعلومات وتبادل المعارف والعمل معًا بأهمية حيوية".

 

أولويات المنظمة في مجال الحراجة

إنّ الغابات وإصلاحها جزء لا يتجزأ من برنامج المنظمة للاستجابة لجائحة كوفيد-19 والتعافي منها الذي يستفيد من العلوم والتكنولوجيا والبيانات والمبادرة البشرية والإبداع لإعادة البناء على نحو أفضل.

وجدير بالذكر أنّ المنظمة ترأس الشراكة التعاونية في مجال الغابات التي تضمّ 15 منظمة دولية وتعمل على دعم البلدان من أجل حماية غاباتها وتأهيلها وإدارتها على نحو مستدام.

وعلاوة على ذلك، تشارك المنظمة - إلى جانب برنامج الأمم المتحدة للبيئة - في قيادة عملية تنفيذ عقد الأمم المتحدة لإصلاح النظم الإيكولوجية التي ستعطي زخمًا لإصلاح الغابات في العالم والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

المصدر: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة