الفاتيكان
15 أيار 2024, 06:40

"السعادة عالمٌ نتّحد فيه في عائلة الله الواحدة" – لقاءٌ البابا مع الأطفال

تيلي لوميار/ نورسات
نُظّم لقاء حول الأخوّة الإنسانيّة عبارة عن طاولة مستديرة للأطفال مع البابا فرنسيس بعنوان "الأطفال: جيل المستقبل". أجاب فيه البابا على تساؤلات الأطفال التى تمحورت حول السعادة وسُبل بلوغها، والعلاقة مع الله، والعلاقة بين الأحفاد والأجداد، بحسب ما جاء في "أخبار الفاتيكان"

 

بدأ اللقاء بسؤال للبابا وهو: ما هي السعادة بالنسبة إليكم ؟وكيف يتمّ بلوغها؟ وأين تُشترى السعادة؟  فجأت الإجابات متنوّعة من الأطفال مَن قال إنّ السعادة بالنسبة إليه تعني عالمًا يتّحد فيه الجميع ويكونون في عائلة واحدة، عائلة الله، وآخر إنّ السعادة هي السلام. وآخر قال إنّها لا تُشترى بل هي تأتي منّا نحن، نبلغ إليها حين يكون الجميع بخير، وبالسلام والكلمات اللطيفة.  

طرح البابا سؤالًا آخر وهو كيف يمكننا أن نكون في علاقة مع الله؟ أتت إجابات الأولاد رائعة فقالوا بالصلاة كلّ يوم، وعيش المحبّة بشكل يوميّ.  

سأل البابا من جديد: هل يمكن أن تكون هناك سعادة مع الحرب؟ فأجاب الصغار معًا: لا. لماذا؟ لأنّ السعادة هي في السلام.  

المُفرح في اللقاء هو أنّ أحد الأولاد طلب من البابا أن يُصلّي لأجل جدّته، وهنا حيّا البابا الأجداد والجدّات جميعهم.

سؤال جديد هذه المرّة من الأطفال الصغار للبابا: كيف يمكن أن يصبح الأشخاص أصدقاء؟ فكان الجواب أنْ يجب في المقام الأوّل أن نفكّر بشكل جيّد في الآخرين.

من اللحظات البارزة في هذا اللقاء قراءةُ إعلان الأخوّة الذي يحمل توقيع "أطفال العالم كلّه"، والذي تمّت صياغته من إسهامات مكتوبة من قِبل الأطفال وعَكَس هذا الإعلان رغبتهم الكبيرة في أن يعيشوا في العالم كأخوة في وحدة على الرغم من الاختلافات.  

ومن بين ما جاء في هذه الوثيقة "إنّ جذورنا تُذكِّرنا بأنْ، على الرغم من اختلافات الأصول فإنّنا نتقاسم الحياة ذاتها، الحلم ذاته بعالمٍ، المحبّةُ فيه هي الثمرة الوحيدة التي يمكنها أن تمنح السعادة بالفعل.

يدعو الأطفال في وثيقتهم هذه الكبارَ إلى أن يزرعوا بذورَ رجاءٍ ويُزهروا أعمالَ عطفٍ وذلك لأنّ الأطفال لا يمكنهم أن يفعلوا هذا بمفردهم. ويطلبون مساعدة الشباب والبالغين على تحقيق أحلامهم بعالم أفضل تتوافر فيه إمكانيّة مستقبل لا تتحطّم فيه أحلامُهم تدريجيًّا حسبما جاء في الإعلان الذي دعا البالغين إلى أن يرافقوا الأطفال في السير على درب السلام والتفاهم، الأخوّة والنمو، الاستقبال والرجاء.

خُتم اللقاء، بتوقيع البابا فرنسيس مع الأطفال على إعلان الأخوّة هذا. وقال الأب الأقدس إنّنا نعتقد أنّ مستقبل البشريّة هو في الأشخاص البالغين الذين يمكنهم أن يفعلوا هذا أو ذاك من الأشياء، ولكن ليست الأمور بهذا الشكل، فمستقبل البشريّة هو في القطبَيْن، الأطفال والمسنّين، في لقاء الأطفال مع المسنّين مشدّدًا على ضرورة أن نعتني بالأجداد، وبالأطفال على حدٍّ سواء. فكبار السنّ يمنحون الحكمة التي تساعد الأطفال على النمو والتطوّر.

وهذا ما يجب أن نكون عليه نحن، أن نشعر بأمان بين يدَي الله، كطفل تحتضنه أمّه.