السّجود لسلاسل القدّيس بطرس الرّسول المكرّمة
تسجد الكنيسة في 16 كانون الثَّاني من كلِّ عامٍ، مُكرِّمةً سلاسل القدّيس بطرس الكليّ المديح. ويعود هذا التَّكريم لعام 43 ميلاديّ، حين ثار جنون هيرودس أغريباس حفيد هيرودس الكبير على المسيحيِّين، فذبح أوَّلًا يعقوب أخ يوحنّا الإنجيليّ في أورشليم، وألقى القبض فيما بعد على بطرس إرضاءً لليهود، واضعًا إيّاه في السِّجن ليقدِّمه لهم كهديَّةٍ، متى جاز الفصح النّاموسيَ.
وبحسب سفر الأعمال (أع 12 : 1 - 19) ، فقد أرسل الله ملاكهُ لبطرس فحلَّ له القيود بطريقةٍ عجائبيَّةٍ ونجا. وإذ تقدَّست هذه السّلاسل بفعلِ ملامستها للجسد الفائق الطَّهارة، أخذَت تفيض بالأشفيةِ والنِّعم على المُقبلين إليها.
ومع مرور الزَّمن نقلَها أحدُ الملوك الحسنيّ العبادة إلى القسطنطينيَّة، حيث كان يُقام موسمًا سنويًّا يعيَّد فيه للسُّجود لها، لأجل تقديس المؤمنين. والمرجَّح أنَّه من بعد هذه الأحداث المُقدَّسة، أخذت الكنيسة تكرِّم ملابس رجالِ الدّين فضلًا عن عظامهم، خاصَّةً وأنَّ سفر الأعمال ذكر الوقار الذي كان يحمله أهل أفسس لهذا القدِّيس بقوله: "حتّى أنَّهم كانوا يأخذون عن جسمه مناديل أو مآزر إلى المرضى فتفارقهم الأمراض."
ليس هذا وحسب، بل كانوا يذهبون بإيمانهم إلى ما هو أبعد من ذلك. فكانوا مثلًا إذا ما عرفوا بمرور هامة الرُّسل، أسرعوا بإحضار مرضاهم ليشفوا عند مرورهم في الشَّوارع أو مرورِ ظلِّهم بالقرب منهم.
هكذا مجَّدَ المسيح الصَّخرة الحقيقيَّة ببهاءٍ، صخرةَ الإيمان المتقدِّم في كراسي التَّلاميذ بطرس الرَّسول، فبشفاعتهِ أغدق علينا يا ربُّ بغفران الزلّات.