لبنان
04 تشرين الأول 2016, 15:52

الرّاعي استقبل في بكركي كل من باسيل، شهيّب، جعجع والخازن وبحث معهم الأوضاع العامّة في البلاد وعلى رأسها الملفّ الرئاسي

إستقبل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الثلاثاء 4 تشرين الأول 2016، في الصرح البطريركي في بكركي، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وعرض معه للأوضاع العامة في البلاد ولاسيما آخر المستجدات المتعلقة بالملف الرئاسي. وانضم الى اللقاء قبيل ختامه الوزير اكرم شهيب الذي حضر الى الصرح للقاء صاحب الغبطة.

 

ثم حضر رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بشكل مفاجئ الى بكركي، وكانت خلوة بينه و بين الوزير باسيل في احد صالونات الصرح قبيل لقائه البطريرك الراعي، ليعود بعدها باسيل وينضم الى هذا اللقاء.

واكد باسيل أمام الإعلاميين ان "اللقاء في بكركي يكون حول الثوابت والمبادئ الوطنية الكبيرة والعامة، وقال:" ان لقاء اليوم هو قائم على الميثاق والدستور الذي يتخطى الظروف والأشخاص. لهذا فلقاؤنا ليس مع احد ولا ضد احد. انه مع الميثاق الوطني الذي هو لجميع اللبنانيين مسيحيين ومسلمين وان نتقيد به ونحترمه ونطبقه فهذا هو طريق الخلاص بالنسبة الينا في كل المواضيع، بدءا من قانون الإنتخاب الى موضوع رئاسة الجمهورية، ذلك ان رئيس الجمهورية هو ضامن لكل اللبنانيين وهو معني بأن يكون مطمئنا لكل اللبنانيين بتفاهمات ومن دون تفاهمات،  فلا يكون الحق مع الناس في ان يسألوا ويطمانوا وانما واجب على الرئيس ان يتكلم مع كل الناس وان يضمنهم. اما ان يكون هناك شروطا على الرئيس من خلال تفاهمات قد لا تكون في موقعها فهذا ما لا نقبل به،  وبوضوح اكثر قانون الإنتخابات نريده اليوم كما اردناه البارحة ولكن عندما نتفاهم عليه نقره فورا فما من مشكلة ولكنه لا يجب ان يكون شرطا قبل انتخاب الرئيس."

وتابع باسيل:" نحن مع حكومة وحدة وطنية ومعناها واضح بالنسبة الينا اي كيف يتم تمثيل الناس داخلها بحسب احجامهم. لا شيء يُقلق في هذا الموضوع، ولكن أن تتحول القضيّة الى ممرّ إلزامي وان يكون هناك خارطة طريق أو أيّ أمر شرطي لانتخاب الرّئيس، فهذا هو الأمر الذي رفعت بكركي الصوت باتجاهه ونحن نتفهّمه. وبتبسيط للموضوع، أيّ أمر نتّفق عليه اليوم، ليس لدينا أيّ مشكلة فيه، حتّى لو كان قانون اللاّمركزيّة الإداريّة، إنّما لا شيء يكون ملزماً اوشرطيا لانتخاب الرّئيس. وبهذا المعنى أظنّ أنّه يمكننا جميعنا أن نكون متفاهمين سواء لناحية المبادئ التي وضعناها او لناحية تسهيل وصول الرّئيس. لذلك يحق لكل لبناني ان يطرح الأسئلة ويناقش حول الموضوع الآن وفيما بعد، هذا أمر واجب. نحن نسعى إلى تفاهم وطني، وبقدر ما يكون شاملا وعاما بقدر ما يصل الى الهدف. هكذا نفهم كلام البطريرك وكلام بكركي في هذا السياق، وهكذا نفهم ايضا انه  يجب علينا أن ننطلق منه لكي نقوم بكلّ هذه التّفاهمات والقضايا الوطنيّة."

وردا على سؤال حول ما اذا كان العماد عون يطمئن الرئيس بري اذا ما تم انتخابه رئيسا للجمهورية، اجاب باسيل:" هذا الموضوع لا يعني طرفا واحدا وانما يعني جميع الأطراف. وللرئيس بري موقعه في البلد وهو معني بهذا بشكل اساسي. ولكن الأمر لا يستثني احدا.  لم تكن يوماً نظرتنا لموضوع الحكم والمسؤوليّة في البلد إلا من منطلق التّفاهم والإعتراف بالآخر.  ولكن هذا الأمر يتطلب اعترافا متبادلا ببعضنا وبأحجام بعضنا وبموقعنا في الدولة.  هذا هو الأساس، وعندما نشعر جميعنا كلبنانيين بأننا متساويين بالإعتراف المتبادل ببعضنا البعض تحل كل الأمور، وهذا يسري على رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة المجلس وقانون الإنتخاب، والتعيينات وهكذا تستقيم الدولة. طالما يوجد اختلال سنبقى نعيش الأزمة وهذا التوازن واستعادته نحن من نصنعه كلبنانيين بكلام وطني لا يستهدف احدا الا جميع اللبنانيين. نحن في هذه المرحلة الإيجابية نتأمل ان نجتمع مع بعضنا حول هذه المفاهيم."

وعما اذا كانوا يعتبرون انفسهم معنيين  بما قاله البطريرك الراعي "من يقبل بالسلّة يكون بلا كرامة"، أكد باسيل:" لم نعتبر أنفسنا معنيين ولم نعتبر سوانا معنيّاً من أيّة جهة كانت. فنحن واضحون مع كل الجهات التي تحدثنا معها في الموضوع الرئاسي. ومهما برز من تسريبات معني انا بها شخصيا، أؤكد انه لا يمكننا أن نحقّق اي تفاهم على حساب أحد لكي نلغيه، وكلّ الكلام الذي قيل في هذا الموضوع هو تهويلي وتخويفي فقط لوضع المخاوف واصطناع الهواجس. نحن نقوم بتفاهمات عامّة مبدأية مع كلّ الناس ولكل النّاس وهذا واجبنا. ولكننا لم نقم يوماً ولن نقوم بتفاهمات واتّفاقات على تعيينات وتوزيعات وحصص تلغي أحداً. هذه مرحلة جمع اللّبنانيّين وليس إلغاء أحد. وكل من يريد عيش هذا الهاجس ليخرج منه اولا حتى يتمكن من التفكير بالمستقبل."

وردا على سؤال حول ما اذا كانت عظة البطريرك الراعي يوم الأحد الماضي تمثل رسالة تصب في خانة وصول العماد عون الى الرئاسة اوضح باسيل:" نحن نعتبرها تصب في الميثاق والدستور لأننا عندما نحترم الميثاق نحصل على حقنا. وهذا هو حقنا."

وعن ظروف لقائه بالدكتور جعجع في بكركي اكد باسيل ان "هذا اللقاء ليس بصدفة وحسب وانما هو تدبير الهي وهذا خير دليل على مدى التفاهم بين الفريقين في المواضيع الوطنية."

 

ثم التقى غبطته وزير الزراعة اكرم شهيب وكان تركيز على موضوع تصريف الإنتاج الزراعي ولا سيما التفاح وسط الظروف الإقتصادية الصعبة التي تشهدها المنطقة بشكل عام. وأشار شهيب بعد اللقاء الى ان ثلاثة امور اساسية تم التطرق اليها في خلال اللقاء مع البطريرك الراعي أولها التفّاح وقال، ان الموضوع بحاجة إلى دعم كلّ القوى وكلّ اللّبنانيّين من أجل تصريف إنتاج هو الأهم في لبنان. ووضعت صاحب الغبطة بكلّ الأجواء التي رافقت هذا الملف الشّائك الذي نسعى لإيجاد حلول له. انه شائك نتيجة الظروف المناخيّة وإقفال الحدود، والأوضاع في الدول التي نعتمد عليها في التّصدير كجمهورية مصر العربيّة، في أوضاعها الإقتصادية كصرف الجينه على الدّولار. هذه المشاكل الثلاث مع إنتاج جيّد هذا العام حوالي 156 ألف طن، إلى جانب الكلفة العالية نتيجة الأوضاع التي نمرّ بها في لبنان."

وتابع شهيب:" بالنسبة للتّصدير إلى مصر، بتوجيهات من دولة الرّئيس تمام سلام، وبعد لقاء حصل في نيويورك مع الرّئيس السيسي، تمّ التّوافق على دعم إستيراد التفّاح من لبنان، وكذلك لعب الدّكتور جعجع مع وزير خارجيّة مصر دوراً أساسيّاً في هذا الموضوع، اضافة الى معظم القيادات السياسية الداعمة للتّصدير إلى مصر. مع مصر تقدّمنا في المفاوضات لأخذ 50 ألف طن من تفاح لبنان. عادةً هم يأخذون بين ال30 وال38 ألف طن سنويّاً. 50 ألف طن يؤخذون مباشرةً بدعم من الدّولة اللّبنانيّة، أيْ أنّ الدّولة تدفع تكاليف النّقل ومصر تتكفل بارضية التّخزين وشراء المحصول على سعر محدد. لقد أرسلنا المواصفات ونماذجاً من تفاحنا، على أمل أن يصدر القرار خلال 48 ساعة، وقد أصبح القرار عند أعلى المستويات في مصر. وإذا تمّت الموافقة، نكون قد انتهينا من 50 ألف طن. ألمشكلة تكمن في 500 ألف صندوق تفاح، أُصيب بالبرد نتيجة المناخ. كذلك فان الرئيس تمام سلام مع رئيس البنك الدولي من خلال المساعدات التي تقدم للنزوح السوري ومن خلال وزارة الشؤون مع الدول المانحة نحاول ونسعى لشراء ال500الف صندوق بسعر محدد وتوزع على النّزوح السوري. ونكون قد ارسلنا نحو 25%من الإنتاج الى المكان الصح."

وأضاف شهيب:" لغاية الساعة، صدّرنا من لبنان حوالي 39 ألف و159 طن. مصر وحدها أخذت لغاية الآن، من التجار فقط نحو 20 ألف طن وقد أُرسل وفداً من موسكو إلى لبنان، كشف على الحقول والتّوضيب، وكانت هناك ضريبة 250$،  وبعد مشاورات قامت بها وزارة الخارجية اللبنانية مع السفير الروسي تمكننا من الحصول على جواب مفاده تخفيض الضريبة الى 66 دولار بين شهري 10 و12 على كل طن، ومن شهر 1 حتى 3 تنخفض الضريبة الى 23 دولار اي ان موضوع روسيا يصبح سوقا  صالحاً مع هذا التخفيض. يبقى سوق الأردن الذي يفتح في تشرين الثاني، وبتواصلنا مع دولة الأردن قدّمت لنا بدءاً من نهاية الشهر منافذ التّصدير. هذا إلى جانب سوق الخليج الذي يأخذ جزءا كبيراً. هذا مع مضاربة كبيرة للإنتاج الأوروبي نتيجة الحالة القائمة بين أوكرانيا وروسيا، ولا يجب أن ننسى أن أوروبا تدعم الزراعة بشكل تام."

وتوجه الشهيب الى الوسائل الإعلامية قائلا:" اودّ أن أطلب منكم خدمة، انا أعرف أنّكم حريصون كما أني حريص على هذا الإنتاج وعلى المزارع اللّبناني. ان موضوع الإعلام اللبناني يُضر، فمع محبتي عندما نقول إنّ التفاح في الأرض، وهناك كساد في السوق والإنتاج، فان التّاجر هو الذي يربح وهو يشتري بسعر منخفض ويربح من المبيع فيما بعد. أنا هنا مع المزارع ولست مع التاجر. فليساعدنا الإعلام لأن تأثيره ايضا على الدول التي تستورد تفاحنا."

وأردف:" أمّا الموضوع الثاني فهو موضوع فتوش وضهر البيدر. لن نسمح بإقامة مجمّع صناعي يخدم أشخاصاً في منطقة عزيزة علينا، في محميّة طبيعيّة تبعد 500 متر عن المشروع وهي أهم محميّة طبيعيّة في الشرق الأوسط وليس في لبنان فقط. هذا إلى جانب المصادر المائيّة وأهالي عين دارة وأهالي المنطقة الرافضين للمشروع رفضا قاطعا. بحثت مع صاحب الغبطة في هذا الموضوع كذلك تطرقنا اليه مع الزميل جبران باسيل والدكتور جعحع ، وقد سمعنا منهم كلاماً إيجابيّاً في هذا المجال. فليتفضل فتوش ولينفذ مشروعه في سلسلة جبال لبنان الشرقية لأن هذا هو حق له وهو حق طبيعي اما في منطقة نعتبرها حساسة جدا في موضوع البيئة والطبيعة فليسمح لنا نحن اهالي عيندارة والمنطقة لمنع هذا المشروع."

وقال شهيب:" كما كانت هناك طبعاً جولة أفق واسعة في الحدث السياسي اليوم، ألا وهو الوصول إلى رئيس بعد فترة زمنية طويلة، نتمنى ان توصل الإتصالات الحالية الى اجماع وتوافق لكي يكون عندنا رئيس في اقرب وقت."  

وردا على سؤال حول موافقة اللقاء الدّيمقراطي على وصول العماد عون الى الرئاسة اجاب شهيب:" ان اللقاء الديمقراطي هو مع الإجماع. وعبر عن تأييده للاتفاق الذي حصل بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر ودعمه لهذا التقارب وقال ان اي توافق على اية شخصية من الأسماء المطروحة والتي هي قامات وطنية محترمة نسعى لأن يكون هناك رئيسا في لبنان.  وبصرف النّظر عن الإختلاف في وجهات النّظر بين الرّئيس بري والآخرين، أعتقد أنّ الرّئيس بري كما صاحب الغبطة، وكما الآخرين حريصون على الإستقرار، وعلى المؤسسات في لبنان، وعلى السلم الأهلي في هذا البلد العزيز."

وعمّا إذا كان موقف اللقاء موافقا لموقف البطريرك برفض تقييد الرئيس بأي شروط مسبقة، أجاب شهيب:" نحن قلنا بصرف النظر عن وجهات النظر بالإختلاف بين صاحب الغبطة والرئيس بري، نحن متأكدون بأنّ الرّجلين الكريمين حريصين جدّاً على المؤسسات والإستقرار في لبنان. نحن كان لنا منذ البداية رأي واضح في موضوع السلة، كي لا يكون هناك معوقات في المرحلة المقبلة كما حصل في الحكومة الحالية التي استغرق مدة تشكيلها اشهرا عدة. ونحن بالتّالي قادمون على انتخابات نيابيّة، والتوافق ضروري، على قانون انتخاب لا يلغي احدا ولا يواجه صعوبة من احد."  

وعن احتمال أن يكون الرئيس برّي بطرحه لموضوع السلة يقطع الطريق أمام العماد عون بالوصول الى الرئاسة، وبالتالي ان يكون اصرار النائب جنبلاط على السلّة ووضعها في إطار التفاهمات، هو أيضاً لقطع الطريق على الجنرال عون إلى بعبدا. أوضح شهيب:" ليس هذا موقف معلن وليس هذا موقف مضمر. قلنا أنّنا مع التوافق الذي  يؤدّي بالوصول بأحد هاتين الشخصيتين الكريمتين المطروحتين اليوم. ونحن نسير به بالتأكيد. ويجب ألاّ ننسى أنّ لبنان يمرّ بظروف غير طبيعيّة، المنطقة تحترق ولبنان يسعى  للحفاظ على مؤسّساته وعلى نفسه، وهذه الصعوبة الأساسية وطاولة الحوار هي المكان الصالح للتوافق على كل الأمور. وقانون الإنتخاب هو الأساس للمستقبل."

وعمّا إذا ما كان مع فكرة وضع شروط من فريق على فريق آخر بالنسبة للحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة، أجاب شهيب:" ليس هذا ما نطرحه ه وليس هذا ما يُضمر ويُطرح. هناك مفاوضات تجري بين معظم الأطراف السياسيين في هذا الظرف من اجل خلق جو مؤاتٍ لانتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن تمهيداً لقانون انتخاب يوصل مجلس نيابي جديد باقرب وقت."

وختم شهيب ردا على استيضاح حول تغريدات النائب جنبلاط التي تسخر من المفاوضات الجارية على الساحة المحلية ووصفها بطواحين الهواء:" هذا ليس بكلام دقيق. لوليد جنبلاط اسلوب سياسي خاص به وفي الكثير من الأوقات يتضمن نوعا من السخرية وانما يجب القراءة بين الحروف لمعرفة ما يريد ان يوصله، ولكن في نفس الوقت فان جدية وليد جنبلاط في الحفاظ على المؤسسات والبلد لم يسبقه عليها احد. لقد خرجنا من 14 آذار ولم ندخل في 8 آذار لكي نتمكن من التواصل مع الجميع ونوصل ما بين الجميع بهدف انقاذ البلد. وبالنسبة للإنتخابات الرئاسية نحن متفائلون على الدوام."

 

ثم استقبل غبطته رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي حضر بشكل مفاجئ الى بكركي وقال بعد اللقاء:" أودّ أنّ أبدأ بالجانب الأوضح والأبسط والمتعلّق مباشرةً بحياة المواطن، علماً أنّ كل المواضيع تتعلّق بحياة المواطنين، ولكن هناك أمور أقرب من أمور أخرى، والأمر الأبرز هو موضوع التفاح.  لقد شاءت الظّروف أن نلتقي بالوزير أكرم شهيّب. علماً أنّ الإتّصالات كانت مستمرّة منذ ثلاثة وأربعة أشهر مع الوزير أكرم شهيّب في موضوع التفاح. ما أريد أن أقوله وبحسب شهادتي المباشرة، موضوع التفاح هو يوميّاً على طاولة الوزير شهيب. وأعتقد أنّه في الأيام الخمسة الأخيرة، توصل بإذن الله ان يحقق إختراقات معينة،  قد تؤدّي إلى إنفراجات، لابأس بها، وسننتظر حتّى نهاية هذا الأسبوع كي نحصل على الخبر النهائي، بشأن تصريف التفاح من قبل أسواق الدولة المصرية، التي عبّرت عن تجاوب كبير في هذا الشّأن. أحببت أن أبدأ بهذا الموضوع، لأنّ موسم التفاح هو المعيل الوحيد لكثير من العائلات التي لا تزال تعيش في الجبل، وإذا لم يعد هناك أناس يعيشون في الجبل، لا يمكننا بدورنا أن نعيش هنا في الساحل.

وعن الموسم الرّئاسي، أجاب جعجع:" في الأيام العشرة الأخيرة، وبعد المبادرة الجديدة للرئيس سعد الحريري، تحرّك الملف بشكل كبير. الجولة الأولى من المفاوضات التي قام بها الرئيس الحريري، كانت لا بأس بها، وكنّا جميعنا نواكبها. وآمل بعد أن يرجع من جولته الخارجيّة أن يستكمل مشاوراته، كي بأقرب وقت ممكن يُتّخذ قرار نهائي، حتّى على ضوئها نعرف ماذا يجب أن نفعل في جلسة 31 تشرين الأول."

وعن العقبات التي تقف في وجه الرئيس تحت عنوان "السلة" و"الضمانات"، أوضح جعجع:" فلنتفق على الأمر. ان موضوع "السلة"، ليس وارداً على الإطلاق بما يتعلّق بانتخابات رئاسة الجمهوريّة، ولا يجوز أن نحمّل في كلّ دورة إنتخابيّة كلّ المسؤولية على عاتق رئيس الجمهورية أو رئيس مجلس النواب أو رئيس الحكومة. ومن البديهي أنّ القوى السياسيّة تتواصل مع بعضها بشكل مستمر، وطبعاً، من يريد أن ينتخب أحداً على رئاسة الجمهورية، يجب أن يكون قد أجرى معه تفاهمات حول اسم المرشّح، نحن افترضنا من إحدى عشر سنة إلى الآن،  أن يكون الجنرال عون هو حليف 8 آذار ولا سيما حزب الله وأمل، ما يعني أنّ هذا التّحالف قائم على تفاهم، كحدّ أدنى من المبادئ، للنّظرة إلى لبنان والى طريقة ادارة الدولة في لبنان،واعتبرنا ان هذه المسألة محلولة ليتبيّن لنا اليوم أنّ الأمور تُطرح كأنّه اليوم الأوّل الذي تعرف فيه الشباب في حركة امل وحزب الله على الجنرال ميشال عون.وهذا الأمر غير مقبول.  مبدأ السلّة ليس مقبولاً بالنّسبة لنا جملةً وتفصيلاً. وموضوع التفاهمات وارد ولكن في هذا الحدود."

وعمّا ورد في عظة البطريرك يوم الأحد بأنه "لا يجوز تكبيل رئيس الجمهوريّة، وبالتّالي من يقبل بالسلّة يكون بلا كرامة"، وعمّا إذا كان البطريرك يقطع الرئاسة على الجنرال عون الذي هو مرشح القوات بهذا الكلام، أو أنّه يشجّعه، أجاب جعجع: ""معلوماتك ليست دقيقة، الجنرال عون لا يفاوض على سلّة وبحسب معلوماتي لن يفاوض على سلّة. وبرأينا، التفاوض على أي سلّة ليس وارداً. وأمّا حديثه مع الرّئيس الحريري فهو الموضوع الرئاسي اي  من ضفّة إلى ضفّة فالرئيس الحريري من 14 آذار وسوف يعتمد مرشحا من 8 آذار وبالتالي يجب ان يكون هناك حديث بالحد الأدنى. ولكن يجب ا اؤكد على امر وهو بحسب معلوماتي ان العماد عون لا يفاوض ولن يفاوض على سلة."

وعمّا إذا كان من الممكن العودة إلى طاولة الحوار كمخرج من الأزمة الحاليّة، وعندها تكون المشاركة تحت شعار التّفاهمات، أجاب جعجع:" كلا، لأنني اريد ان نراجع كيف كانت تجري الإنتخابات الرئاسية في لبنان منذ أيام الإستقلال لغاية العام 1975، اي في الأيام الطبيعية. لقد كان الناس يتفاهمون مع بعضهم البعض. ولم نكن في كل مرة نجري عقدا وطنيا جديدا بمناسبة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، لطرح كلّ المواضيع من جديد. فماذا سيكون دور الرئيس اذا قلنا ان الحكومة المقبلة ستكون على هذا الشكل. هناك تسلسل دستوري واضح، لماذا يجب إذاً أن نستبقه أو نلغيه. هناك أوقات كثيرة، تجري فيها أحداث كأنّه لا يوجد عندنا دستور. التسلسل الدستوري يقضي: ان يذهب النواب إلى المجلس لانتخاب رئيس، ومن بعد انتخاب رئيس الجمهورية تجري الإستشارات النيابية لتعيين رئيس حكومة، وعلى ضوئها يصل رئيس الحكومة. ورئيس الحكومة المكلّف يزور مجلس النواب، ويقوم بكل استشاراته مع كافةّ الكتل النيابيّة كي يسألها رأيها حول كيف ترغب أن تكون الحكومة الجديدة،  تكنوقراط أو غيرها وعن سياسة الحكومة العامة، وكيف ترغب كل كتلة أن تكون ممثّلة في الحكومة. وعلى ضوء هذه الإستشارات تنبثق الحكومة الجديدة. وبعدها تجتمع الحكومة من جديد لدراسة قانون إنتخابي جديد، ونحن أكثر المعنيين في هذا القانون. وبالتالي يطرحون قوانين الإنتخاب الموجودة، وهذه الحكومة ترسل مشروع قانون إلى مجلس النوّاب بقانون انتخابي جديد."

وعن بعض الأشخاص الذين بدأوا بزيارة الرئيس برّي لتبرير "السلة"، قال جعجع: " ان الرّئيس برّي في كلّ الظروف والأحوال، كان يلعب أدواراً إيجابيّة، وأنا إيماني أنهّ سيظلّ يلعب هذه الأدوار الإجابيّة. قد نختلف في الرأي بموضوع أو موضوع آخر، وهذا لا يُفسد في الود قضيّة أبداً. وأنا من هذا الصّرح بالذّات أقول: الرئيس برّي في كثير من المراحل وفي كثير من المفاصل لعب أدواراً إجابيّة. ولا يمنع الأمر إذا كنا غير متّفقين معه حول موضوع "السلة" أن نُسقط العمل السياسي الديموقراطي.  نحن لسنا مع السلة. الرئيس برّي مع "السلّة"، وهذا حقه وحقنا الا نكون مع "السلّة".

وفي سؤال عن إحتمال نزول القوات الى جانب التيار الى الشارع في حال فشلت المفاوضات رد جعجع:" لننتهِ من هذه المرحلة. نحن الآن في مخاض جديد، ومدته لا تستغرق خمسة اشهر بل نحو اسبوعين  وعندما ينتهي هذا المخاض الحالي الذي نحن فيه اليوم، والذي بدأه الرئيس الحريري، نجتمع ونبحث بالموضوع."

وعمّا إذا سيُنتخب رئيس للجمهورية  في الجلسة المقبلة، اكد جعجع:" صعبة هي الإجابة على هذا السّؤال، لأنّه بين اللاّعبين السياسيّين هناك بعض اللاّعبين له Poker Face، ولا يزال ينتظر لغاية الآن، يقول شيئاً ويعمل العكس، وعما اذا كان هذا اللاعب هو حزب الله اشار جعجع اترك الأمر لمخيلتكم."

وعن عدم وجود قرار إقليمي في انتخاب رئيس للجمهورية أشار جعجع:" انا كليا أنا ضدّ أي تدخّل إقليمي أو دولي. موضوع رئاسة الجمهورية يجب أن ندعمه بكل قوتنا ليصبح موضوعاً لبنانيّاً داخليّاً، كما يحصل هذه المرة ولكن الأمر لا يحصل بسبب بطولاتنا وخصوصا ان اكثرية اليوم يجب أن يكون من بطولاتنا نحن، لأنّ أكثرية الدول لا تأبه لنا.

وعمّا إذا كان هناك موقف للملكة العربية السعودية، أكد جعجع:" ان السعودية هي أكثر دولة في الكون لا تملك موقفاً من القضايا اللّبنانيّة الدّاخليّة اللّبنانية. لقد ثبت  هذا الأمر أكثر من مرّة ولا زال هناك العديد ممن لا يصدّقون. وخير اثبات على ذلك زيارة الوزير ابو فاعور للمملكة بعد عودة الرئيس الحريري فما كان الجواب الذي حمله. انتم من يجب ان يحكم هنا هل المملكة تتدخل؟"

وعن سبب عدم زيارة الرئيس الحريري للصرح البطريركي، وعمّا إذا كان بسبب موقف البطريرك الراعي، أوضح جعجع:" الرئيس الحريري يزور بكركي في كل مناسبة، وبسبب وبغير سبب، ولكن هذه المرّة لا أعرف السبب بشكل محدد. موقف البطريرك الحالي هو نفسه من سنتين إلى اليوم في مختلف القضايا المطروحة."

وعمّا إذا كان هناك اتّصالات مع الرئيس برّي لحلحلة موضوع السلّة"، أجاب جعجع:" نحن والرئيس بري نتفهّم بعضنا، ولكلّ منا قناعاته على الرغم من ان اتصالاتنا قائمة. لكل منا ظروفه ومعطياته يتصرف على اساسها. والأهم هو الا نتخلى عن هذه الأمور وهي  الدستور والإجراءات الدستورية والقانونية والديموقراطية، وخارج ذلك كل شيء جيد."

وعمّا إذا كان الرئيس بري لا يريد الجنرال رئيساً للجمهورية، أجاب جعجع:" الرئيس برّي يعبّر عن أكثر من موقف، انه يعبرعن موقفه وعن موقف غيره. وللأسف يظهر الرئيس بري في الواجهة، علماً أنّ الموقف هو أوسع من ذلك. وفي أحدى المناسبات صرّح السيد نصرالله وقال: "إذهبوا وانتخبوا العماد عون رئيساً للجمهورية ولا نريد لا سلّةً ولا اي شيء آخر". لا يمكنني أن أنسى هذا التصريح من دون ان أربطه بما  يجري في الوقت الحاضر."

وعن قول الرئيس بري، إنّ كل الذين التقاهم كان لديهم تحفّظات على العماد عون، وأنتم من الذين التقيتم الرئيس الحريري، وعمّا إذا كان هو أيضاً في هذا الجو، وإذا ما كان لجعجع تحفظّات معيّنة؟ أجاب جعجع:" ما همّنا بالآراء الشخصية والتقييمات الشخصية، المطروح هو الذهاب إلى انتخابات رئيس جمهورية، ومن له خيار أفضل من الذي يطرحه، ليتفضّل ويعلنه."  

وظهرا التقى الكردينال الراعي النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن الذي قال بعد اللقاء:" ان هناك ارضية وطنية ودستورية مشتركة بين بكركي وعين التينة وهي تقوم على تطبيق الدستور وعدم قبول الشروط المسبقة وتأمين النصاب لإنتخاب رئيس للجمهورية."