الفاتيكان
18 كانون الأول 2024, 09:20

الذكرى الخامسة والخمسين للسيامة الكهنوتيّة للبابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
أحيا البابا فرنسيس الذكرى السنويّة الخامسة والخمسين لسيامته الكهنوتيّة والتي تمّت في العام ١٩٦٩. وقد توجّ بهذه الطريقة مشروعًا بدأ عندما كان في السابعة عشر من العمر وعاش خبرة عميقة للقائه مع الله في خلال ممارسة سرّ الاعتراف، كما أوردت "فاتيكان نيوز عربيّة".

 

الدعوة إلى الحياة الكهنوتيّة حملت خورخي برغوليو على اختيار السيامة على يد المطران رامون خوسيه كاستيلانو، رئيس أساقفة قُرطبة، في الثالث عشر من كانون الأوّل/ديسمبر ١٩٦٩، وقد تكون هذه الخبرة الحميمة الأعزّ على قلب البابا فرنسيس وما تزال تؤثّر به لغاية اليوم، على الرغم من مرور أكثر من خمسة عقود.

بدأ البابا مشواره هذا عندما كان تلميذًا في السابعة عشرة من العمر، ويقول إنّه في أحد الأيّام توجّه للاعتراف في رعيّته واختبر علاقة مباشرة وعميقة مع الله. وفي العديد من الكتابات والمقابلات التي أجريت معه قبل أن يجلس على كرسي بطرس شبّه برغوليو هذا الاختيار الذي عاشه بلوحة "دعوة القدّيس متّى" للرسام الإيطاليّ كارافادجيو، وقال إنّها من أعزّ التحف الفنيّة على قلبه. وهو يجب أن يتوقّف أمام هذا العمل ليتأمّل فيه، وفي ما يرمز إليه والمعاني المخبّأة وراء لعبة الأنوار والظلال. وهو يعتبر أنّ الإصبع الذي وجّهه يسوع نحو القدّيس متّى، عندما دعاه، شبيه إلى حدّ بعيد بإصبع الله الآب الموجّه نحو آدم، في لوحة الخلق للرسّام مايكل أنجيلو، وهو يرمز إلى النعمة وإمكانيّة التخلّي عن حياة مثقلة بالخطيئة واختبار الولادة الجديدة، وهذا يحصل من خلال رحمة الله.

يشعرالبابا فرنسيس بأنّ هذا الإصبع موجّه نحوه هو، وكأنّه القدّيس متّى، كما قال في مقابلة أجراها معه الأب سبادارو في آب/أغسطس ٢٠١٣، بعد أشهر معدودة على انتخابه، متحدّثًا عن بعض أبعاد حياته الشخصيّة. ويروي البابا أنّه اختبر علاقته مع الله والدعوة إلى الحياة الكهنوتيّة في الحادي والعشرين من أيلول/سبتمبر ١٩٥٣، يوم عيد القدّيس متى. وفي ذلك اليوم اعترف في الرعيّة لدى كاهن لم يكن يعرفه.

يقول البابا إنّه في ذلك اليوم لقي شخصًا ينتظره، بعد أن شعر بالحاجة إلى الاعتراف. وبعد ذلك يروي أنه شعر بشيء ما تغيّر في داخله، وسمع صوتًا يخاطبه، وشعر بالدعوة إلى الحياة الكهنوتيّة وقرّر أن يصبح كاهنًا. عن عمر واحد وعشرين عامًا دخل المعهد الإكليريكيّ وبعد إحدى عشرة سنة، نال السيامة الكهنوتيّة في كانون الأوّل/ديسمبر ١٩٦٩.