الحرس السويسري على أهبة الاستعداد للدفاع عن الحبر الأعظم
فالحرس السويسري ببذته الملونة التي ترقى الى حقبة النهضة ليس بمجرد زينة فاتيكانية. وكانت دور العديد من النبلاء والملوك تفاخر بإوائها الحرس السويسري. ويُعتبر الحرس السويسري البابوي ما تبقى من تقليدٍ عسكري متفاخر ومنتشر الى حدّ كبير.
وعلى الحارس السويسري في الفاتيكان ان يكون رجلاً غير متزوجاً، يتراوح عمره بين 19 وـ 30 سنة ويحمل الجنسية السويسرية. ويجب ان يكون حائزاً على الشهادة الثانوية أو شهادة مهنية وان يكون قد اتم التدريب الأساسي في صفوف الجيش السويسري.
وعزز الحرس السويسري من دوره ومهارته واسلحته بعد محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني في العام 1981. ويتابع الرجال الآن تدريباً متقدماً في مجال القتال ضمن الجيش السويسري ولديهم السلاح.
ويتعاون الحرس السويسري مع القوى الأمنية الأخرى الموجودة في الفاتيكان أي مع قوات الدرك في حاضرة الفاتيكان، وتوكل الى هذه القوات مراقبة الحدود وادارة السير والتحري وهي مزودة بالأسلحة والتجهيزات الحديثة من أجل السيطرة على الحشود في حال حدوث اعمال شغب.
وفي حين يسهر الحرس السويسري على سلامة البابا الشخصية وتضطلع قوات الدرك بمهام الشرطة التقليدية لصالح حاضرة الفاتيكان، يتمتع الحبر الأعظم كما الفاتيكان بحماية قوى الأمن الإيطالية ووكالات الاستخبارات الدولية والجيش الإيطالي، ويبقى الدفاع عن البابا، الذي يحب الخروج ولقاء الناس، تحدياً امنياً بارزاً.
وفي حال تعرضت روما للهجوم، فلن تكون المرة الأولى. فقاد ألاريك الأول في العام 410 القوط الغربيين وهم ينهبون روما. وفي العام 452، صدّ البابا ليو الكبير هجوماً على روما عندما تواجه مع اتيلا الهوني. وفي العام 1527، اجتاحت قوات الإمبراطور الروماني شارل الخامس المتمردة المدينة، ما اجبر البابا كليمانت السابع الى الهروب انقاذاً لحياته. وقد ذبح كل الحرس السويسري باستثناء اثنين واربعين منهم إذ هربوا مع البابا عبر الممر السري الذي يربط الفاتيكان بكاستل سانت أنجيلو. وكان ذلك في 6 أيار/مايو 1527. وتخليداً لبطولة الحرس السويسري، لا يزال الحرس السويسري الجدد يقطعون اليمين في هذا اليوم من كل عام.
وفي العام 1798، دخلت قوات نابليون روما وسجنت البابا بيوس السادس وفي العام 1870، فرض حصار على روما لتصبح جزءاً من إيطاليا في عهد الملك فيكتور ايمانويل. وفي العام 1922، احتل حزب موسوليني الفاشي روما لتعزيز سلطته في إيطاليا.
وتعني معرفة التاريخ ادراك عمل اللّه وسط مؤامرات ومكائد البشر. وعرفت مدينة روما كما الحبر الأعظم دوامات الحرب والعنف جراء الغزوات والتقلبات السياسية والثورات منذ البدايات. ومن علامات إلهامات الكنيسة السماوية، هي أنه وعلى الرغم من الاضطهادات الآتية من الخارج والداخل، لم يتمكن الشيطان من الانتصار عليها. فتوالت الأنظمة والإيديولوجيات والملوك والمستبديون إلا ان مدينة روما بقيت والكرسي الرسولي لا يزال قائماً.