لبنان
05 آب 2019, 13:08

التوصياتْ الختاميّة لمنتدى بكركي الإقتصادي الإجتماعي - 2019

بدعوةٍ من المؤسّسةِ البطريركيةِ المارونيّةِ العالميّةِ للإنماءِ الشاملْ، إنعقدَ المنتدى الإقتصاديُ الإجتماعيُ السنويُّ في نسختِهِ الثانيةْ في بكركي، برئاسةِ وحضورِ صاحبْ الغبطة الكاردينالْ مار بشارة بطرس الراعي، بطريركْ إنطاكية وسائرِ المشرق، وبمشاركةِ وفودٍ من لبنانَ وبلدانِ الانتشارِ في: الولاياتِ المتّحدةِ الأميركية، أوستراليا، أوروبا، الأرجنتين، فنزويلا، كندا، البرازيل، المكسيك، بوركينا فاسو، بنين، ليبيريا، غانا ونيجيريا وحضرَ معهُم أساقفةٌ من النِطاق البطريركيّ والإنتشار.
وانطلاقاً من التزامِهِم بلبنانَ وطنِ الرسالةْ، ووفاءً للتضحياتِ الجسامِ التي قدَّمَها الأقدمونَ والأحدثونَ لبقاءِ هذا الوطنْ العزيزْ، ناقشَ المجتمعونَ على مدى يومين السُبُلَ الآيِلَةَ إلى تثبيتِ وترسيخِ حضوِر الشبيبةِ في أرضِ الوطنِ والإنفتاحِ على الطاقاتِ المنتشرةِ للمساعدةْ على تحقيقِ ذلكْ. وقد تمّت الإستعانةُ بأهلِ اختصاصْ في الشؤونِ الإقتصاديةِ والإجتماعيةِ في سبيلِ درسِ أفضلْ السُبُلْ لخلقِ فُرَصِ العملِ وتأمينِ التواصلْ الهادِفْ إلى توفيرِ إمكانياتِ تدعيمِ الحضورِ المنتِجِ والمساهَمةْ في نهضةِ المجتمعْ والوطنْ. 
وقد أكَّدَ غبطةُ أبينا البطريركْ مار بشارة بطرس الراعي في كلمتِهِ، أنَّ هذا المنتدى بأهدافِهِ ورؤيتِهِ، يأتي في الوقتِ المناسِبْ، لأنَّ شبابَ لبنانَ اليومْ أكثرُ مِنهُ في ما مضى، يحتاجونَ إلى مبادراتٍ تساعِدُهُم على مواجهةِ التحدّياتِ الحياتيّةِ الراهِنةْ، وتخفِّفُ من وطأةِ بطالةٍ تخطّتْ حدودَ المعقولْ ووصلتْ الى 40%.
أما الدكتورْ سليم صفير، فاعتبرَ أنَّ ثروةَ لبنانَ الحقيقيةَ هي في شعبِهِ المُقيمْ والمنتشرْ، وأنَّ هذا المنتدى هو فرصةٌ للتلاقيْ والتفاعلْ بين ابناءِ لبنانَ، والتي ستؤدّي حتمًا إلى مبادراتٍ تساعدُ على خلقِ فُرَصِ عملٍ لشبابِنا اللبنانيْ الطموحْ.
وثمّنَ المجتمعونَ بالتالي، المداخلاتْ الموضوعيّةْ القيّمةْ التي عرَضَها وبجدارة محاضرون من لبنانَ وبلدانِ الإنتشارْ، مقدّرينَ لهم كلّْ ما بذلوهْ وأسهموا فيهِ، في سبيلِ إنجاحِ المنتدى. كما رحبّوا ببرنامجِ التعاونْ مع الشبابِ الجامعيْ في الإنتشارْ، والذي تمثّلَ بحضورِ وفدٍ جامعيٍ من سيدني لمدةِ شهرٍ إلى لبنان، حيثُ اختبرَ العملَ المصرفيّْ في "بنك بيروت"، وتمنّوا مواصلةَ وتوسُّعَ هذا النوعْ من المبادراتْ. 
وفي محصّلةِ المداولاتِ والمداخلاتِ، وانطلاقاً من المسؤوليّةِ المشتركةْ، لا بدَّ من التوقفِ عند بعضِ التوصياتِ والمقراراتْ:
أولاً: ترسيخُ دعائمِ المنتدى كجسرِ تواصلٍ حيٍّ وفاعِلٍ بينَ اللبنانيّينْ، مقيمينَ ومنتشرينْ، من خلالِ توفيرِ المناعةِ الإجتماعيةِ عبرَ خلقِ فُرَصِ العملِ للشبابْ، خصوصاً مع تنامي الأعباءِ الإقتصاديةِ والحياتيّةِ وما تخلّفُهُ من آثارٍ مجتمعيّةٍ سيّئةْ.
ثانياً: التركيزُ على جعلِ المنتدى جهازَ دعمٍ لبكركي ولغبطةِ أبينا البطريركْ انطلاقاً من رسالةِ الكنيسةِ في نشرِ روحِ الإنجيلْ والوقوفِ إلى جانبِ شعبِنا وشبيبتِنا، كما إلى جانبِ الوطنْ، ليظلَّ وطناً نهائياً لكلِّ أبنائِهِ، يكونونَ فيهِ مشاركينَ وفاعلينَ في مختلفِ نواحي الحياةِ الإجتماعيةِ والإقتصاديةِ والتربويةِ والسياسيةْ. وقد أثبتَ المتحدّثونْ، كما المشاركونْ، ليس عن مهنيّةٍ واختصاصٍ فحسبْ، بل عن اندفاعٍ كبيرٍ للمساهمةِ في ورشةِ الإنقاذِ من خلالِ مشاريعَ مدروسةٍ ستساهمُ في تثبيتِ الشبابِ اللبنانيْ في أرضِهِمْ.
ثالثاً: تركيزُ الجهودِ على ملاقاةِ الحدثِ التاريخيْ الذي يدعونا الى الإحتفالِ بالذكرى المئويّةِ الأولى لإعلانِ انشاءِ دولةِ لبنانَ الكبيرْ، والإنطلاقْ من خلالِ الدورِ التاريخيْ للبطريركِ الياس الحويّك وأسلافِهْ وخلفائِهْ للعملِ على إبقاءِ شعلةِ الروحِ الكنسيّةِ والوطنيّةْ متوهجّةً في لبنانَ وبلدانِ الإنتشارْ. وسيشكّلُ المنتدى في نسختِه الثالثةْ السنةْ القادمةْ، محطّةَ إلتقاءٍ تاريخيّةْ، تُجدّدُ العهدَ والوعدَ لكلِّ القوى المشارِكةْ، في خدمةِ لبنانَ وفكرةِ قيامِهْ كوطنٍ يضمنُ استمرارَهُ بينَ الدولِ كأمّةٍ حيّةٍ فاعلةٍ مسيحيّةْ اسلاميّةْ لعِبتْ دوراً في نهضةِ المنطقةْ وتطويرِها، وفي إثراءِ الفِكرِ العالمي بطاقاتٍ برزتْ ولا تزالُ في مختلفِ نواحيْ ومجالاتِ العطاءِ الإنسانيْ، وتَقرّرَ أن يَنعَقِدَ المؤتمرُ الثالثْ للمنتدى في 3-4-5 تموز 2020.
رابعاً: إلتزاماً مع مقرّراتِ العامِ الماضي التي تدعو إلى وُجوبِ تركيزِ ممّثلياتْ للمنتدى في مناطقِ الانتشارِ اللبنانيْ، أُنشِئتْ سكرتاريا للمنتدى في سيدني لتسهيلِ التواصل، والعملُ جارٍ معَ أساقفةِ الأبرشيّاتِ المارونيّةِ في العالم، للمساعدةِ في تحقيقِ هذا البرنامجْ الهادفْ إلى دعمِ الكنيسةِ في لبنانَ من خلالِ التجاوبِ معَ طموحاتِ الشبابْ وتطلُّعاتِهِمْ المستقبليّةْ.
خامساً: ثمّنَ المجتمعونَ المبادراتِ التي انطلقتْ من بعضِ أبناءِ الجالياتِ في الانتشارْ الّذينَ تجاوبوا معَ المنتدى في نسختِهِ الأولى وبادروا إلى إطلاقِ مشاريعَ إنتاجيةٍ لهُمْ في لبنانَ وظّفتْ حتى الساعةْ المئاتْ من الشبابْ. وتسعى المؤسسةُ البطريركيةُ المارونيةُ العالميّةُ للانماءِ الشاملِ بالمقابلْ، الى توسُّعِ مثلِ هذه الخطواتْ ودعِمها بواسطةِ خلقِ منصّةٍ خاصةٍ “Platform/App” تساعدُ وتوجّهُ كلَ من يُبادِرُ للإستثمارِ في لبنانَ منَ المنتشرينْ، وذلكَ ضمنَ روحيَّةِ عملِها وأهدافِها. 
سادساً: يشكرُ المجتمعونَ صاحِبَ الغبطةِ البطريركْ الكاردينالْ مار بشارة بطرس الراعي، على دعمِهِ المطلَقِ للمنتدى من خلالِ ترؤّسِهِ المؤسسةْ، وعلى توجيهاتِه ورعايتِه، متمنّينَ لهُ دوامَ العطاءِ والصحّةِ في سبيلِ خيرِ لبنانَ والكنيسةْ.
سابعاً: يلتزمُ المنتدى برسالةِ الكنيسةِ الثابتةِ بالتضامنِ مع شعبِ لبنانْ، ومشاطرتِه معاناتِه وآلامِهِ، واعِداً ببذلِ كلِ ما أمْكنَهُ للتخفيفِ من المعاناةِ المعيشيةِ والإقتصاديةِ وتمكينِه من تجاوزِ التحدّياتِ الماثلةْ. 
وفي الختامِ يبقى المنتدى في غايتِهِ وأهدافِهِ متواضعاً أمامَ حجمِ التحدّياتِ الكبيرةْ التي تفرُضُها تطوّراتُ العولمةِ وأحداثُ المنطقةْ. ويعتبرُ المنتدى عملَهُ "كالخميرةِ في العجينْ" ولذا لا بُدَّ من أن يؤسِّسَ لمرحلةٍ جديدةٍ من التعاونِ المشتركِ والتفاعُلِ بين اللبنانيينَ المقيمينَ والمنتشرينْ، مما يؤدّي الى فتحِ آفاقٍ جديدةٍ أمامَ الشبابِ اللبنانيّ الذينَ يستحقّونَ كلَّ دعمٍ وتشجيعٍ لطموحِهِمْ الخلّاقْ. 
ويبقى الهدفُ من كلِّ ذلكَ خدمةَ السعي لبناءِ مستقبلٍ أفضلْ للشبابْ ولتثبيتِ حضورِهِم الضروريّْ والفاعلْ في لبنانَ، بلدِ الآباءِ والأجدادِ بما يضمُنُ استمرارَهُ وطنَ الأبناءِ والأحفادْ
وشكراً

المرشدُ الروحيّ الأمينُ العامْ للمنتدى
المطران أنطوان شربل طربيه
راعي أبرشية أوستراليا للموارنة