دينيّة
16 أيلول 2014, 21:00

البيان الختامي لمؤتمر الكنائس الإنجيلية في الشرق أوصى بتثبيت الحضور المسيحي وبالحياة المشتركة مع المسلمين

(الوطنية- بيروت) عقدت رابطة الكنائس الإنجيلية في الشرق الأوسط مؤتمرها الدولي الثاني \"الإنجيليون والحضور المسيحي في المشرق\"، من 10 أيلول الى 12 منه، في فندق \"كونكورد السلام\" في \"هيليوبوليس\" - القاهرة.

وقالت في بيان ختامي: "يأتي هذا اللقاء على خلفية مؤتمر سابق عقد في بيروت - لبنان عام 2012 عن الموضوع نفسه، ويكتسب أهمية كبيرة على أثر تفاقم أوضاع المسيحيين المأسوية في المنطقة واستهدافهم، خصوصا في العراق وسوريا، نتيجة انتشار موجة الإرهاب التكفيري والعنف غير المسبوق في تاريخ الشرق الأوسط، وما نتج منه من قتل وتدمير وتهجير، إضافة الى التوترات في فلسطين ولبنان.
كان للقاء شقان: الشق الأول تمثل بزيارات الى كل من دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس ابراهيم محلب، وشيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، ومعالي وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، قام بها رئيس الرابطة القس الدكتور أندريه زكي (من مصر) برفقة بعض أعضاء اللجنة التنفيذية وهم: نائب الرئيس القس الدكتور حبيب بدر (من لبنان) والأمينة العامة السيدة روزانجلا جرجور (من لبنان)، المطران الدكتور منيب يونان (رئيس الكنيسة اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة ورئيس الإتحاد اللوثري العالمي) والقس أديب عوض (من السينودس الإنجيلي في سوريا ولبنان)، القس الدكتور حلمي قادس (من سينودس النيل الإنجيلي في مصر).
وشارك في الوفد رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر القس الدكتور صفوت البياضي، رئيس سينودس النيل الإنجيلي في مصر القس الدكتور جورج شاكر، السكرتير العام للسينودس القس رفعت فتحي، القس الدكتور رياض جرجور (من السينودس الإنجيلي في سوريا ولبنان)، المطران الدكتور منير حنا أنيس (المطران المترأس للكنيسة الأنكليكانية في الشرق الأوسط ورئيس الكنيسة الأنكليكانية في مصر وشمال إفريقيا)، والقس فاروق حمو (من الكنيسة الإنجيلية في بغداد - العراق)".
واضاف البيان الختامي: "تم البحث مع هذه القيادات في كل المواضيع التي تناولها المؤتمر، كما في كل مواضيع الساعة التي تشغل عالمنا العربي والشرق أوسطي. وقد عبرت قيادات الرابطة عن امتنانها العميق لمصر حكومة وشعبا، وقدمت شكرها للحكومة والقيادات السياسية، خاصة دولة رئيس مجلس الوزراء ومعالي وزير الأوقاف، لأجل المقابلتين اللتين تمتا معهما. كما ثمّنت للقيادات الدينية، وعلى رأسها فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، روح الحوار البناء والرؤية المستنيرة للعيش المشترك اللتين لمسهما الوفد خلال اللقاء. ونوهت قيادة الرابطة بروح الضيافة التي أحيط بها المشاركون، وعن شعورهم بالأمان التام السائد في جمهورية مصر العربية، وقدموا الشكر للحكومة المصرية على التسهيلات التي قدمتها للمشاركين، كما على المواكبة الإعلامية للحدث.
أما الشق الثاني، وهو المؤتمر نفسه، فقد شاركت فيه، وللمرة الأولى، كوكبة من العلماء والمرجعيات الإسلامية التي كان لها حصة الأسد من المحاضرات. كما حضرت اللقاء قيادات الكنائس الإنجيلية في الشرق الأوسط ومندوبين عن بعض الكنائس الشرقية الشقيقة وممثلين عن عدد كبير من الكنائس والمنظمات الإنجيلية في الغرب وحول العالم".
أثناء المؤتمر، أقيم احتفال في مناسبة اليوبيل الأربعين لتأسيس رابطة الكنائس الإنجيلية في الشرق الأوسط (عام 1974) في مقر "الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية" في القاهرة، وكان المتكلم الرئيسي خلاله الأستاذ سمير مرقس".
وتابع: "تركز البحث في المؤتمر على موقف الإسلام والمسلمين من المكون المسيحي في الشرق وماذا يعني للمسلمين أن يعيشوا في دولة واحدة مع مكونات دينية من غير المسلمين، وأن يتفاعلوا معها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وبالتالي ما هي مصلحة المسلمين في بقاء المسيحيين في المشرق ووقف نزف الهجرة. وقد أجمع المتكلمون المسلمون (وهم المحامي الدكتور محمد رضا الأجهوري من تونس، والأستاذ أحمد بان من مصر، والشيخ الدكتور محمد الدين عفيفي من الأزهر الشريف في مصر، ومعالي الوزير ابراهيم شمس الدين من لبنان، والدكتور الصادق عبدالله الفقيه من السودان)، أجمعوا على التمييز بين الإسلام كدين، وتصرفات بعض المسلمين هنا أو هناك ومواقفهم.
وأكدوا أن الإسلام كدين براء من الممارسات التي تقوم بها المنظمات الإرهابية التي تتخذ العنف الشنيع أسلوبا لها باسم الدين، وبينوا بوقائع الماضي والحاضر أن الإسلام الأصيل "حافظ" للمسيحيين ولا يقبل بالمواقف المتطرفة التي تتخذها حركات إسلامية وجهات تكفيرية لا تمثل الإسلام الحقيقي وتغذي العنف والفكر الإقصائي. وأكدوا أن الدولة وأجهزتها هي المسؤول الأول والدائم عن حماية المواطن، وشددوا على ضرورة تحصين المواطنة على أساس الشراكة في الوطن الواحد، وعلى أن المسيحيين أصيلون في أرض الشرق، لا دخلاء عليا، وهم من أصحاب الوطن، وقد قدموا الشهداء دفاعا عنه وما زالوا.
وأهابوا بهم للتمسك بالأرض وعدم الهجرة، والمساهمة في تثبيت الحريات في العالم المشرقي، وحمايتها وضمانها عبر مسيرة تطوير الأنظمة السياسية الى أنظمة ديموقراطية منفتحة.
واتفق المجتمعون على أن إدانة هذه التصرفات والمواقف بالعودة الى التاريخ، أو بالكلام فقط داخل القاعات المغلقة، لا تكفي. بل يجب على الجميع التعاون مع كل القوى القادرة، السياسية والحكومية، لإيجاد كل السبل الكفيلة وضع حد فعلي لهذه الممارسات، واتخاذ ما يلزم من التدابير على صعيد التربية والتعليم والإعلام وخطب المنابر وغير ذلك، لتقوية الإسلام المعتدل وتحصينه، وللتصدي للمواقف التكفيرية التي ترفض التنوع، وإيقافها.
وتطرق المؤتمر الى التحديات التي تواجه الإنجيليين المشرقيين وشركاءهم الغربيين، في الحاضر والمستقبل، وأكدوا أن الإنجيليين، أفرادا وكنائس، مكون ثابت من الجسم المسيحي في المشرق، وأنهم يلتزمون حياة سلام مشتركة مع المسلمين والمكونات الأخرى.