البطريرك غريغوريوس الثّالث لحّام ترأّس الصّلاة الجنائزيّة لراحة نفس المثلّث الرّحمة المطران جورج المرّ في كنيسة دير القدّيس أنطونيوس القرقفي في كفرشيما
عاونه في خدمة الصّلاة لفيف من المطارنة والكهنة والشّمامسة والرّهبان في حضور بطريرك السّريان الكاثوليك الأنطاكيّ مار أغناطيوس يوسف الثّالث يونان، رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر ممثّلاً البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي، السّفير البابويّ في لبنان المونسنيور غبريال كاتشيا وكهنة وعائلة وأصدقاء المطران الرّاحل وحشد من المؤمنين.
وفي عظته، قال البطريرك غريغوريوس الثاّلث لحّام: "في هذا الجوّ الرّهبانيّ الرّوحيّ العابق بالبخّور، تتصاعد صلواتنا لأجل أخينا المثلّث الرّحمة المطران جورج المرّ، رئيس أساقفة بترا وفيلاديلفيا وسائر الأردنّ سابقًا. إبن الرّهبانيّة الباسيليّة الشّويريّة، الّذي انتقل إلى الأخدار السّماويّة إلى أورشليم العلويّة يوم الأربعاء الثّامن من شباط 2017، في دير الآباء الشّويريّين في كفرشيما، عن عمرٍ يناهز السّابع والثّمانين (مواليد 11 تشرين الأوّل). أمضى منها اثنين وأربعين عامًا في خدمة أبرشيّة الأردنّ الحبيبة، منها سبعة وعشرون سنة كاهن رعيّة في منطقة إربد وخدمة الأبرشيّة في وظائف متنوّعة، وثمّ خمس عشرة سنة مطرانًا رئيس أساقفة على الأبرشيّة خلفًا للمثلّث الرّحمة المطران سابا يواكيم (1992). وكان المثلّث الرّحمة المطران الرّابع على أبرشيّة الأردنّ الّتي تأسّست عام 1932 على عهد المثلّث الرّحمة سلفنا البطريرك كيرلّس التّاسع مغبغب. كنت أريد أن أزوره في مرضه ولم تتح لي الفرصة.
تواصلت معه بالأكثر عندما كنت بعدُ نائبًا بطريركيًّا في القدس الشّريف، حيث كنت أزوره مرارًا وأجتمع معه ومع كهنته الأحبّاء. وكانت مناسبات روحيّة أخويّة مرحة فرحة معه ومع كهنته، فكنّا حقًّا أصدقاء.
وتواصلت وتعمّقت هذه الصّداقة والمحبّة الأخويّة والاحترام المتبادل في السّنوات اللّاحقة بعد انتخابي بطريركًا عام 2000.
كنت أحبّ أخي المثلّث الرّحمة جورج! في الواقع كان إنسانًا أنيسًا شعبيًّا، قريبًا من النّاس، دقيقًا في أعماله، حتّى الشّدّة والقسوة بعض المرّات ممّا أدى إلى بعض التّوتّرات في الأبرشيّة بسبب هذه الدّقّة. راعٍ غيّور تقيّ محبّ للصّلاة، بنّاء، أصبح الأردنُّ وطنَه وأهلُها أهلَه وشعبُها أحبّائه. ومن أهمّ إنجازاته شراء مبنى المطرانيّة الجديدة وبناء كنيسة القدّيس جارجيوس في عمّان الّتي كنت في تدشينها وفيها استقبلنا قداسة البابا بنديكتوس السّادس عشر.
لقد جاهد الجهاد الحسن! أكمل شوطه! ضحَّى! سعى! بشَّر! كان راعيًا قريبًا إلى النّاس، أحبّهم وأحبّوه. نعزّي بعضنا بعضًا بانتقال هذا الرّاعي النّبيل الّذي خدم المخلّص الإلهيّ وشعبه كما يليق برؤساء الكهنة بإيمانٍ وغيرةٍ رسوليّة وسيرةٍ نقيّة!
أعزّي أخوتي السّادة المطارنة أعضاء السّينودس المقدّس والسّادة المطارنة المشاركين معنا، وسيادة الرّئيس العامّ الأرشمندريت إيلي المعلوف وأخي المطران ياسر عيّاش خلف المطران الرّاحل وسيادة المطران إيلي حدّاد المدبّر البطريركيّ وإخوتي الكهنة والرّهبان والرّاهبات والعاملين في مختلف مؤسّسات وأعمال أبرشيّة الأردنّ وجميع بناتها وأبنائها. فليبقَ ذكره حيًّا في قلوبهم جميعًا ويصلّوا لأجله. وأقدّم التّعزية بنوعٍ خاصٍّ لأهل فقيدهم وفقيد كنيستنا، لإخيه سمير وأسرته وأسرة أخيه المرحوم أسعد ولأختيه.
انتقاله وقع في عيد دخول السّيّد المسيح إلى الهيكل ويدعى عيد اللّقاء، فقيدنا الغالي ابتهج مثل سمعان مردّدًا نشيده: الآن أطلق عبدك بسلام، فإنّ عينيّ قد أبصرتا خلاصك، وقد جلعتُ الكثيرين الكثيرين يلتقون بوجه المسيح وينالون خلاصه! لقد أتممت شوطي فيبقى لي الإكليل الّذي أعددته لمحبّيك أيّها المسيح!
ومع الكنيسة نصلّي: مع القدّيسين أرح أيّها المسيح الإله نفس عبدك أخينا المطران جورج حيث لا وجع ولا حزن ولا تنهّد بل حياة أبدية."
بعد الصّلاة الجنائزيّة نقل جثمان الرّاحل إلى دير مار يوحنّا الخنشارة حيث وُري الثّرى في مدافن الرّهبان الشّويريّين على أن تقبل التّعازي اليوم الاثنين من السّاعة العاشرة صباحًا حتّى المساء في دير القدّيس يوحنّا الخنشارة.