العراق
23 نيسان 2020, 10:20

البطريرك ساكو يطلق نداءً وطنيًا فهل من يستجيب؟

تيلي لوميار/ نورسات
تعليقًا على الواقع العراقيّ الدّاخليّ، وعلى الأزمات الحكوميّة والوطنيّة والصّحّيّة، كتب بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو موجّهًا نداءً إلى العراقيّين، جاء فيه بحسب موقع البطريركيّة الرّسميّ:

"يبدو أنّ العراق ليس قضيّة في خطّة القوى السّياسيّة عمومًا! وإنّ المواطنين ليسوا موضوع اهتمام ومتابعة. فالعراق مجرّد جغرافيّة، وليس قضيّة شعب منكوب. أليس هذا ما دفع بالآف العراقيّين للتّظاهر مطالبين بـ"وطنٍ وكرامة"؟

العراق سيصلح أمره عندما تأتي حكومة وطنيّة بأشخاص "فرسان" لهم خبرة وإخلاص، أشخاص مشهود لنزاهتهم ووطنيّتهم وتجرّدهم وولائهم، أشخاص ليس لهم طموحات شخصيّة أو فئويّة أو أجندات مشبوهة، أشخاص يبذلون جهودهم من أجل إنهاض وطن وخدمة أبنائه، وعندما تنتهي العقليّة الطّائفيّة وثقافة المحاصصة، هذا الوباء الّذي نخر جسم العراق. هذا حلم، نأمل أن يتحقّق.

لذا على العراقيّين جميعًا في هذا الظّرف المصيريّ والتّاريخيّ أن يتركوا صراعاتهم ومصالحهم للمّ الشّمل والتّضامن لصدّ العدوّ المشترك "فيروس كورونا"، الّذي يهدّد حياتهم واقتصادهم وعلاقاتهم الاجتماعيّة والدّينيّة. وليشكِّلوا حكومة وطنيّة تبني وطنًا سيّد نفسه وقراره، وممسكًا بثروته. حكومة تلبّي طلبات الشّعب من توفير فرص عمل وخدمات. نتمنّى أن يؤخذ هذا النّداء على محمل الجدّ، باعتباره سكّة إنقاذ لبلد على حافّة الانهيار.

بالنّسبة للمسيحيّين فقد غدوا "مزهريّة" بسبب الاضطهاد والإقصاء والتّهجير والهجرة. لقد عانوا ويعانون من التّطرّف والتّكفير والإرهاب. لقد هُجِّر أكثر من مليون مسيحيّ، وفُجِّرت وأحرِقت كنائسهم وأديرتهم، واستوليَ على بيوتهم وممتلكاتهم. ولدينا إحصائيّات دقيقة. والخوف كلّ الخوف من أن يفقدوا مستقبلاً أرضهم وجذورهم التّاريخيّة وهويّتهم ويتيهوا في أربع جهات المعمورة.

هنا أودّ أن أذكر مثالاً عن التّهميش، أنّ من يُرَشَّح لمجلس النّوّاب أو للوزارة، إنّما يتمّ ترشيحه من قِبل كتلة سياسيّة ينتمي إليها. لذا نسأل لماذا لا يُرشَّح صراحة باسم كتلته، فيُحترم أكثر؟ ولماذا يرشَّح باسم المكوَّن المسيحيّ وهي "أكذوبة"، وبالنّتيجة سيكون اهتمامه ومتابعته لمصالح من دعَمَه، وليس للعراق ولا للمسيحيّين، ولن يتركوه يقدّم شيئًا لهم! إنّنا نشعر بمرارة!

اللّهمّ احفظ العراق والعراقيّين من فيروس كورونا "وكلّ أشكال الفيروسات" ليخرج من هذه الأزمات أصَحّ وأقوى".