العراق
26 أيار 2021, 13:30

البطريرك ساكو: لنبحث عن الحقيقة بدقّة ومهنيّة ولا نبثّ أخبارًا كاذبة

تيلي لوميار/ نورسات
أوصى بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو أبناءه بقول الحقيقة دائمًا وعدم بثّ أخبار كاذبة ومضلّلة لأنّها تهدم.

وفي هذا السّياق، نشر إعلام البطريركيّة ما كتبه ساكو حول هذا الموضوع، وجاء فيه:

"يَعيش العالم بأسرهِ  في حالةٍ  من الفوضى غير المسبوقة، بسبب البطالة والفراغ وجائحة كورونا والقلق. وكثرت في هذه السّنوات الأخيرة المواقع ووسائل التّواصل الاجتماعيّ، وراح البعض يملأ وقته بكتابات مُضلّة تهدف إلى الإثارة أو التّسقيط أو تبحث عن الشّهرة، بعيدًا عن الحقيقة والصّدق!

أقول للجميع إنّ الوقتَ ثمينٌ ومقدّسٌ، لا نضيّعه بنشر معلومات كاذبة ومضرّة. فالكلمة مقدّسة ونبيلة، تُصان كما يُصان الشّرف، "الله هو الكلمة" ( يوحنّا1/1). ما نقوله أو نكتبه يجب أن يكون صائبًا وصحيحًا لأنّنا نتحمّل مسؤوليّته، بكونه يؤثّر إيجابًا أو سلبًا على آلاف البشر.

لا تشهد بالزّور، أيّ لا تكذب. إنّها إحدى وصايا الله. هذه الوصايا قاعدة أخلاقيّة، على المسيحيّين الالتزام بها بدقّة.

إنّ انتحال صفة أو إسم أو التّكلّم بإسم شخص لم يخوّلنا، هو كذب وسرقة في آنٍ معًا. الغاية لا تبرّر الوسيلة!

الكذب سوف يكشف عاجلاً أم آجلا، لأنّ حبل الكذب قصير. والخاسر هو الكذّاب، لأنّ النّاس لن تصدّقه ولا تثق به.

من المؤسف أسمع أحيانًا أنّ بعض الأشخاص لدى لقائهم بالمسؤولين يتكلّمون بإسمي ولا خبر لي بهم. هؤلاء ضعفاء الشّخصيّة يريدون أن يتقوّوا بالآخرين.

يتعيّن علينا كأشخاص متّزنين أن ننقل الحقيقة بصدق ودقّة. لأنّ أخلاقيًّا نحن مطلوبون بالالتزام بالخير العامّ،  وليس بترويج أكاذيب، ومعلومات خاطئة بهدف الانتقام أو لغايات أخرى. من الأفضل أن نسكت عندما لسنا متأكّدين من الخبر، لأنّنا لسنا بحاجة إلى نقل أكاذيب سوف تكشف.  

من ينقل الحقيقة بصدق شخص ناجح، ومحترم يعيش بسلام وفرح، لأنّه يعزّز التّواصل ويبني جسور التّفاهم والثّقة والمحبّة والاحترام. أمّا الكذّاب فهو  شخص هدّام ومنبوذ.

لنبحث عن الحقيقة بدقّة ومهنيّة، لأنّها تبني، ولا نبثّ أخبارًا كاذبة ومضلّة لأنّها تهدم. لنتذكّر ما أوصى به  يسوع: "لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّير" ( متّى 5/37). إذًا: على المسيحيّ أن يحيا بطريقة مختلفة عن الآخرين."