العراق
02 أيلول 2019, 06:30

البطريرك ساكو: الكنيسة مكان لحضور الله وللصّلاة أمامه

سطّر بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو، في موضوع السّبت، على "الكنيسة مكان لحضور الله وللصّلاة أمامه"، فكتب نقلًا عن موقع البطريركيّة الرّسميّ:

 

"1. مبنى الكنيسة. يشيَّد بدقة، وفقًا لريازة لاهوتيّة خاصّة، ليغدوَ مكانًا لأداء طقوس العبادة. وهو مُعّدٌ ليَدُلَّ على من يسكنه، فينجذبَ المؤمنون إليه بشوق: كالزّينة والألوان (حلَّة المحتفل والشّمامسة وغطاءات المذبح) والأيقونات الّتي ليست صورًا عاديّة، بل لاهوتيّة، تذكّرنا بالمسيح وبالعذراء مريم والقدّيسين. نحن لا نعبد الصّورة، إنّما نتوجّه أمامها للصّلاة. كلّ شيء في الكنيسة له دوره في الاحتفال باللّيتورجيا، فالإنارة يجب أن تكون متناسقة وهادئة ويُفضَّل أن تكون شمسيّة، وحتّى المصاطب والكراسي يجب أن تكون أنيقة ولائقة. خصوصًا أنّ طراز بناء الكنائس اليوم يختلف عن الطّراز القديم، طراز يميل إلى البساطة والتّجرّد.

2. المذبح. كنائسنا في الشّرق يتّجه بناؤها نحو المشرق (القِبلة)، لأنّ المسيح سيأتي من المشرق (متّى 24: 27). هكذا كان الكاهن والمؤمنون يصلّون باتّجاه الشّرق منتظرين مجيء المسيح. هذا التّوجّه نحو الشّرق يعبِّر عن لاهوت الرّجاء والانتظار (المستقبل)، لذا كان المذبح ملتصقًا على حائط وسط الهيكل "الملوكيّ" أو قدس الأقداس، وكان الكاهن يحتفل بالقدّاس ووجهه إلى المشرق وليس إلى النّاس، انطلاقًا من اللّاهوت المذكور. أتمنّى أن يُحافَظ على هذا الشّكل من المذبح في الكنائس القديمة كما فعلنا في كنيستي أمّ الأحزان ومار يوسف ببغداد. هذا كان قبل المجمع الفاتيكانيّ الثّاني (1963-1965)، بعده صار المذبح يُثبَّت في وسط الهيكل، والكاهن يحتفل ووجهه نحو النّاس، إنطلاقًا من لاهوت التّجسُّد والفداء. فالمذبح يربط بين المحتفل والمؤمنين لتأتي المشاركة أكثر حيويّة وتأثيرًا فيتلقي المشاركون نِعَم الرّبّ. إنّه مفهوم جديد وحيوي للمشاركة الفعّالة في اللّيتورجيا.

3. بيت القربان. يوضع على أحد جوانب المذبح، ويعلوه قنديلٌ يرمز إلى الشّخص الحاضر فيه. كما يُوضَع صليب مشرقيّ كبير وسط حائط الهيكل. وتُثبَّت مائدةٌ صغيرة بموازاة بيت القربان يوضع عليها الإنجيل، لإبراز المائدتين: القربان والكلمة. إنّ المذبح مخصّصٌ للقربان– الذّبيحة، ويُفضَّل أن توضع عليه شموع وصليب مشرقيّ صغير فقط، وأن يخلو من الزّينة، ومن الكتب لأنّ المذبح ليس دولابًا لخزن الكتب الطّقسيّة. أمّا الورود فتوضع أمامه.

4. المقرأتان. توضع واحدة على يسار البيما– والأخرى على اليمين، وتثبّت عليها لاقطات الصّوت تجنّبًا للحركة. مقرأة اليسار للعهد القديم واليمين للعهد الجديد. كانت أربع قراءات في قدّاس الآحاد والأعياد (اثنتان من العهد القديم واثنتان من العهد الجديد)، لكن قرّر السّينودس الكلدانيّ أن تقتصر على ثلاث قراءات: واحدة من العهد القديم واثنتان من العهد الجديد. وتتمّ القراءة بصوت مسموع وواضح حتّى تصل الكلمة إلى كلّ المشاركين. وبخصوص الإنجيل، يحمل شمّاسان أو طفلان شمعتين مضاءتين، ويُبخَّر الإنجيل في أيّام الآحاد والأعياد، والنّاس يصغون بهدوء وخشوع واهتمام".