لبنان
12 حزيران 2020, 11:15

البطريرك الرّاعي في نداء للّبنانيّين من بعبدا: جميعنا مسؤولون عن لبنان

تيلي لوميار/ نورسات
زار البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي ظهرًا رئيس الجمهوريّة اللّبنانيّة ميشال عون، في قصر بعبدا، وعرضا معًا لآخر التّطوّرات المحلّيّة السّياسيّة والاجتماعيّة.

وبعد اللّقاء، أدلى الرّاعي بتصريح قال فيه نقلاً عن موقع رئاسة الجمهوريّة اللّبنانيّة:

"كان لي الشّرف بزيارة رئيس الجمهوريّة قبل الصّعود إلى الصّيفيّة لأنّكم كما تعلمون فإنّ منطقة الجبّة هي أبرشيّة بطريركيّة والبطريرك هو مطرانها كذلك هناك نائب بطريركيّ يزور الرّعايا فيها، ولذلك نحن نذهب إليها على الدّوام، وهذه كانت الغاية الأولى من الزّيارة. أمّا الغاية الثّانية والأساسيّة، فهي مواجهة الأزمة الاجتماعيّة والمعيشيّة. وقد قدّمت لفخامة الرّئيس الخطّة الإنقاذيّة الّتي صغناها مع كلّ الكنائس والأبرشيّات والرّهبانيّات والأديار والمؤسّسات الّتي تغطّي الأرض اللّبنانيّة، وإذا كان هناك من لديه مشكلة فبإمكانكم أن توجّهوه إلينا لأنّنا نظّمنا أنفسنا في شبكة لنكون إلى جانب النّاس ومساعدتهم.

تناولنا في الزّيارة أيضًا الأوضاع العامّة للبلاد. وهنا أودّ أن أوجّه نداء إلى كلّ اللّبنانيّين، المسؤولين أوّلاً والإعلاميّين ثانيًا، بأنّنا جميعنا مسؤولون عن لبنان، وكلّنا مدعوّون لبناء الوحدة الدّاخليّة والمحافظة على الثّقة به. أن أقول إنّ لا ثقة لي بلبنان هو أكبر خطأ، إنّ هذا الأمر خيانة، لأنّ هذا وطني وبلدي وعليّ أن أقدّم له شيئًا ومن السّهل أن أنتقد لكن من الصّعب أن أعمل. أردت أن أوجّه هذا النّداء ذلك أنّه لا يمكننا كلّ يوم أن ننكّل بهذا البلد، هناك أخطاء بالطّبع وجلّ من لا يخطىء ولكن كلّنا مسؤولون. "كلّن يعني كلّن" أقول نعم في هذا الإطار، كلّنا مسؤولون عن لبنان وطننا وعن قيمته ودوره ورسالته وثقة العالم به. أنا دائمًا أقول إنّنا لسنا الوحيدين في لبنان من يشاهدون التّلفزيون أو أنّ "جماعتنا" هم الوحيدون من يتابعونه بل إنّ كلّ العالم يشاهده، وعندما نقوم نحن بالتّنكيل بلبنان ونعرب عن عدم الثّقة به، فكيف يمكن للدّول أن تثق هي به.  سأطلب أن يحترم الوطن، وأن نساعده لنبنيه، كلّ منّا من موقعه، بدءًا من الرّئيس إلى كلّ مواطن له دور في ذلك.

أنا أعرف أنّ وجع النّاس كبير ونحن نعيش معهم هذا الوجع، والمشاكل كبيرة وقد مررنا بالعديد منها في الماضي وتمكّنّا من تخطّيها. واليوم نحن قادرون كذلك على مواجهة كلّ المشاكل بتكاتفنا وتضامننا. هذا الكلام ليس تخديريًّا بل كلام مسؤول، ونحن سنتحمّل مسؤوليّتنا بدورنا كرجال دين وكبطريرك وكبطريركيّة وككنيسة".

وردًّا على سؤال عن التّحرّكات في الشّارع الّتي إمّا تطالب باستقالة الحكومة أو بتحميل المسؤوليّة لحاكم مصرف لبنان، أجاب: "إنّ شعار "كلّن يعني كلّن" أوّل من أطلقه فخامة الرّئيس وقاله أمامنا عندما زرناه لتهنئته بانتخابه رئيسًا للجمهوريّة، وكان يتكلّم وقتذاك عن الفساد العارم، وعندما سأله أحد المطارنة إذا ما كان الكلّ فاسد، أجاب: كلّن يعني كلّن. وهذا يعني أنّه علينا ألّا نرمي التّهم على أحدهم. وهذا ما قلناه في السّابق، بأنّه علينا أن نحدّد المسؤوليّات وكلّ المسؤولين، وعندها لن يكون هناك خطّ أحمر أو أخضر في وجه أحد. لذلك تعالوا نحدّد المسؤوليّات ونبحث في الأسباب الّتي أوصلتنا إلى ما نحن عليه لاتّخاذ الإجراءت اللّازمة".

وللثّوّار قال: "ليس بالتّكسير وليس بحرق الدّواليب وهدم وجه لبنان الحضاريّ يمكننا أن ننال شيئًا، نحن معهم ومساندون للثّورة ولكن الثّورة الحضاريّة الّتي تحدّد توجّهها وتطالب بالحقوق على الهدوء. أمّا عندما نكسر نكون كمن يشوّه وجه لبنان الحقيقيّ تجاه العالم . لبنان أرض الثّقافة ولم يكن يومًا أرض حرق الدّواليب والتّكسير. نحن داعمون للثّوّار منذ اليوم الأوّل ولكنّنا نريدهم ثوّارًا حضاريّين وثقافيّين ونحن نسير معهم في المطالبة المحقّة."

وعن التّعيينات الأخيرة، أجاب: "لم أتناول هذا الموضوع مع فخامة الرّئيس لأنّنا نحترم قرارات السّلطة الّتي تتحمّل بدورها مسؤوليّتها تجاه الشّعب".

وعن دور الكنيسة سياسيًّا واجتماعيًّا، فعلّق: "إنّنا نولي الأهمّيّة  للقضايا الإنقاذيّة الاجتماعيّة ومن ثمّ نقوم بنشاطنا العاديّ الرّوحيّ والرّاعويّ والثّقافيّ ولا يمكن لنا أن نتخطّى هذا الدّور."