البابا يعرب عن قربه من الشّعب العراقيّ
وأكّد البابا أنّه يصلي من أجل الموتى والجرحى معربًا عن قربه من عائلاتهم ومن الشّعب العراقيّ بأسره، سائلاً الله أن يمنح البلاد السّلام والوفاق.
وكان الأب الأقدس بعد تلاوة التّبشير، قد ألقى كلمة على مسامع المؤمنين توقّف فيها مرّة جديدة عند بدء السّنة الليّتورجيّة فقال نقلاً عن "فاتيكان نيوز": "في هذه الأسابيع الأربعة من زمن المجيء تقودنا اللّيتورجية نحو الاحتفال بميلاد الرّبّ يسوع، فيما تذكّرنا بأنّه يأتي إلينا كلّ يوم، وسيعود بالمجد في آخر الأزمنة. وهذه الثّقة تحملنا على النّظر بثقة إلى المستقبل، ولا بدّ أن تكون لدينا هذه النّظرة المفعمة بالإيمان والرّجاء، إذ نسير في دروب الحياة، وسط الأحداث السّعيدة والمؤلمة، الهادئة والمأساوية. وفي القراءة الأولى من هذا الأحد يتنبّأ أشعياء قائلاً "يكون في آخر الأيّام أن جبل بيت الرّبّ يوطّد في رأس الجبال ويرتفع فوق التّلال. وتجري إليه جميع الأمم". إنّ بيت الرّبّ في أورشليم يُقدّم على أنّه نقطة التقاء جميع الشّعوب. وبعد تجسّد ابن الله قال يسوع عن نفسه إنّه الهيكل الحقيقيّ. لذا فإنّ رؤية النّبيّ أشعياء هي وعد إلهيّ وتدفعنا على تبنّي موقف الحاجّ، السّائر نحو المسيح الّذي هو معنى التّاريخ وغايته. إنّ الأشخاص الجياع والعطاش إلى البرّ يجدونه فقط من خلال السّير على دروب الرّبّ، فيما يأتي الشّرّ والخطيئة من تفضيل الأفراد والفئات الاجتماعيّة السّير في الدّروب الّتي تحدّدها المصالح الأنانيّة، الّتي تولّد الصّراعات والحروب. إنّ العالم يمكن أن يشهد مزيدًا من التّناغم والوفاق إذا ما بحث كلّ واحد، وبإرشاد من الرّبّ، عن دروب الخير. إنّ المجيء هو زمن ملائم لاستقبال حضور يسوع، الّذي يأتي كرسول سلام يدلّنا على دروب الله.
يطلب الرّبّ في إنجيل اليوم من تلاميذه أن يكونوا مستعدّين لمجيئه الثّاني قائلاً "فاسهروا إذًا، لأنكم لا تعلمون أيّ يوم يأتي ربّكم". إن السّهر لا يعني هنا أن نبقي الأعين مفتوحة، لكن أن يكون قلبنا حرًّا وموجّهًا في الاتّجاه الصّحيح، أيّ مستعدًّا للعطاء والخدمة. إنّ السّبات الّذي ينبغي أن نستفيق منه يتألّف من اللّامبالاة وما هو باطل، وعدم القدرة على إقامة علاقات إنسانيّة أصيلة والاهتمام بالأخ الوحيد، المتروك أو المريض. لهذا من الأهمّيّة بمكان أن يتحوّل انتظار الرّبّ الآتي إلى التزام في السّهر. ينبغي أن نندهش قبل كلّ شيء أمام عمل الله ومفاجآته ولا بدّ من تقديمه على كلّ شيء آخر. والسّهر يعني أيضًا التّنبّه لقريبنا المحتاج، من دون أن ننتظر أن يطلب منّا العون. نسأل العذراء أن تساعدنا في هذه المسيرة كي نصوّب أعيننا باتجاه جبل الرّبّ، صورة يسوع المسيح الّذي يجتذب إليه جميع البشر والشّعوب".