الفاتيكان
15 كانون الأول 2025, 14:30

البابا: يسوع هو رجاؤنا، لاسيّما في ساعة التّجربة

تيلي لوميار/ نورسات
تلا قداسة البابا لاوُن الرابع عشر ظهر الأحد صلاة التّبشير الملائكيّ مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القدّيس بطرس. وقبل الصّلاة ألقى البابا كلمة قال فيها بحسب "فاتيكان نيوز":

"يأخذنا إنجيل اليوم في زيارة إلى سجن يوحنا المعمدان، الذي سُجِن بسبب بشارته. ومع ذلك، لم يفقد الرّجاء، فصار لنا بذلك علامة على أنّ النّبوءة، وإن قُيِّدت بالأغلال، تبقى صوتًا حرًّا يبحث عن الحقيقة والعدالة.

فمن السّجن في الواقع، سمع يوحنّا المعمدان "بأعمال المسيح"، التي خالفت ما كان يتوقّعه. لذلك، أرسل يسأله: "أأنت هو الآتي أم ننتظر آخر؟". فمن يبتغي الحقيقة والعدالة، ومن يترقّب الحرّيّة والسّلام، لا بدّ له أن يسأل يسوع. أهو حقًا المسيح، أيّ المخلّص الذي وعد به الله على ألسنة الأنبياء؟

لقد حوّلت إجابة يسوع الأنظار إلى الذين أحبّهم وخدمهم. إنّهم هم: الأخيرون والفقراء، والمرضى، الذين يتكلّمون نيابة عنه. فالمسيح قد أعلن عن هويّته من خلال أفعاله، وهذه الأفعال هي علامة خلاص لنا جميعًا. في الواقع، عندما يلتقي المرء بيسوع، تستعيد الحياة التي تفتقر إلى النّور والكلام والذّوق معناها: فيُبصر العميان، ويتكلّم البكم، ويسمع الصّمّ. وتستعيد صورة الله، التي شوّهها البرص، كمالها وسلامتها. بل إنّ الموتى، الذين لا إحساس لديهم، يعودون إلى الحياة. هذا هو إنجيل يسوع، البشرى السّارّة التي يتمّ إعلانها للفقراء: فعندما يأتي الله إلى العالم، يمكننا أن نراه!

إنّ كلمة يسوع تحرِّرنا من سجن اليأس والألم. ففيه تجد كلّ نبوءة كمالها المنتظر. فالمسيح في الواقع هو الذي يفتح أعين الإنسان على مجد الله. وهو الذي يعطي صوتًا للمظلومين، الذين أسكت العنف والكراهية أصواتهم؛ وهو الذي ينتصر على الأيديولوجيا، التي تُصمُّ الآذان عن الحقيقة؛ وهو الذي يشفي من المظاهر التي تشوّه الجسد.

هكذا يفدينا كلمة الحياة من الشّرّ، الذي يقود القلب إلى الموت. لذلك، كتلاميذ للرّبّ، وفي زمن المجيء هذا، نحن مدعوّون لأن نجمع بين انتظار المخلّص وبين الانتباه لما يفعله الله في العالم. عندئذ، يمكننا أن نختبر فرح الحرّيّة التي تلتقي بمخلصها: "افرحوا في الرّبّ كلّ حين".

بهذه الدّعوة تحديدًا تُفتتح الذّبيحة الإلهيّة لهذا اليوم، الأحد الثّالث من زمن المجيء، الذي يُسمّى لذلك أحد "افرحوا"(Gaudete) فلنفرح، إذًا، لأنّ يسوع هو رجاؤنا، لاسيّما في ساعة التّجربة، وعندما يبدو أنّ الحياة تفقد معناها، وكلّ شيء يغشاه الظّلام، وتعجز الكلمات عن الإفصاح، ويصعب علينا أن نصغي إلى الآخرين. لتساعدنا العذراء مريم، مثال الانتظار والانتباه والفرح، على أن نقتدي بعمل ابنها، ونشارك الفقراء الخبز والإنجيل".