الفاتيكان
28 تشرين الأول 2024, 14:00

البابا للسكالابرينيّين: "المهاجرون يعلّموننا فضيلة الرجاء"

تيلي لوميار/ نورسات
إلتقى البابا فرنسيس بالمرسلين السكالابرينيّين وأكّد من جديد وجوب الترحيب بالمهاجرين الفارّين من الفقر والظلم والحروب ومرافقتهم وتعزيزهم وإدماجهم، متذكّرًا أيضًا أنّ مجتمعاتنا المسنّة بحاجة إليهم، كما نقلت "فاتيكان نيوز".

 

شجب البابا فرنسيس مرّة أخرى "اللامبالاة" واسعة النطاق تجاه مصير اللاجئين والمهاجرين في عالم اليوم "والتي تفاقمت بسبب إغلاق الحدود"، والعداء المتزايد ضدّهم، مجدِّدًا نداءه من أجل الاستجابة الرحيمة لتحدّيات الهجرة.  وقال في أثناء لقائه بمرسلي القدّيس تشارلز بوروميو، المعروفين باسم السكالابرينيّين، بمناسبة انعقاد مجمعهم العامّ السادس عشر، "دعونا لا ننسى ضرورة الترحيب بالمهاجرين ومرافقتهم وتعزيزهم وإدماجهم".

إختارت الكنيسة موضوع اليوبيل "حجّاج الرجاء" ليكون موضوعها الرئيس في عام 2024.

انطلاقًا من هذا الموضوع، تأمّل البابا في فضيلة الرجاء في ما يتعلّق بثلاثة جوانب من خدمة المرسلين ضيوفه: المهاجرين والخدمة الرعوية وأعمال المحبّة.

سلّط الأب الأقدس الضوء أوّلًا على كيف يعلّم تعليم المهاجرون فضيلة الرجاء. يغادر المهاجرون منازلهم على أمل العثور على حياة أفضل، وغالبًا ما يواجهون الرفض والأبواب المغلقة ولكنّهم لا يستسلمون لليأس. وقال البابا: "إنّ تصميمهم، الذي غالبًا ما يكون مستوحى من حبّهم للعائلات التي تركوها وراءهم، يمكن أن يعلّمنا الكثير".

ولذلك، شجّع السكالابرينيّين، الذين أراد مؤسّسهم القدّيس يوحنّا المعمدان سكالابريني أن يكونوا "مهاجرين بين المهاجرين"، على التعلّم من المهاجرين الذين يخدمونهم، والمشاركة في رحلتهم، والنمو في التضامن. وأضاف: "وبهذه الطريقة، من خلال التفاعل والحوار، ومن خلال الترحيب بالمسيح الحاضر فيهم، ستنمون في التضامن مع بعضكم البعض، واضعين ثقتكم في الله وفي الله وحده".

"لا تنسوا العهد القديم: الأرملة واليتيم والغريب. إنّهم المميّزون عند الله"، وأشار إلى أنّ الرغبة في الهجرة تعكس في كثير من الأحيان شوقًا أعمق للخلاص، فعلى الرغم من التحدّيات التي تواجهها، يمكن للهجرة أن تكون "مدرسة ثمينة للإيمان والإنسانيّة".

 

وقال البابا بأنْ، "إذا أراد المهاجرون أن يحافظوا على القوّة والمرونة اللازمتين لهم لمواصلة رحلتهم، فإنّهم بحاجة إلى من يعالج جراحهم ويعتني بهم في ضعفهم الجسديّ والروحيّ والنفسيّ الشديد".  

ومن هنا الدعوة إلى "تدخّلات رعويّة فعّالة تظهر القرب على المستوى الماديّ والدينيّ والإنسانيّ..."

وأشار البابا أيضًا إلى أن العديد من البلدان المستقبِلة، بما في ذلك إيطاليا، تحتاج إلى المهاجرين لأنّها تواجه انخفاضًا في معدّلات المواليد ومشكلةَ شيخوخة السكّان.

أخيرًا، دعا البابا فرنسيس إلى عيش المحبّة مع المهاجرين الذين غالبًا ما يضطرّون إلى مغادرة منازلهم بسبب الظلم والحروب وانعدام الفرص في بلدانهم الأصليّة والذين تتفاقم معاناتهم بسبب إغلاق الحدود.

وندّد مرّة أخرى باللامبالاة واسعة النطاق تجاه فقدان العديد من الأرواح واستغلال المهاجرين وهم يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة في أثناء فرارهم من الجوع والاضطهاد. ثمّ، مذكّرًا بشريعة اليوبيل الكتابيّ لاستعادة الأرض، دعا إلى تنفيذ هذا العمل العدليّ في السياق الحالي "من خلال أعمال المحبّة التي تؤكّد كرامة كلّ فرد وحقوقه".

 

وبهذه الطريقة، قال: "يتمّ رفض الصور النمطيّة ويُنظر إلى الأشخاص الآخرين، بغضّ النظر عن هويّتهم أو من أين أتوا، على أنّهم هبة من الله، فريدة، مقدّسة، غير قابلة للانتهاك، ورد ثمين لصالح الجميع".

واعترف بحيويّة موهبة سكالابريني في الكنيسة، وشجّع مرسَليه على تعميق رسالة مساعدة المهاجرين التي أوكلها إليهم القدّيس يوحنّا المعمدان سكالابريني منذ أكثر من قرن.