البابا فرنسيس يلتقي المشاركات في الجمعيّة العامّة الحادية والعشرين للاتّحاد الدّوليّ للرّئيسات العامّات
وتطرّق البابا فرنسيس إلى مواضيع مختلفة من بينها التّعدّيات، مُذكّرًا بأنّ هذا ليس موضوعًا يمكن حلّه بشكل فوريّ بل من خلال مسيرة، وقد بدأت هذه المسيرة بالفعل. وأشار في هذا السّياق إلى الإرادة الرّسوليّة "أنتم نور العالم" الصّادرة مؤخّرًا، والتي تحدِّد إجراءات الإبلاغ عن التّعدّيات والتّحقيقات فيها ومساءلة الأساقفة والرّؤساء العامّين. وأوضح فرنسيس أنّ الحديث عن التّعدّيات لا يقتصر على الاعتداءات الجنسيّة، بل وأيضًا تعدّيات الضّمير وسوء استخدام السّلطة؛ مؤكّدًا أنّنا نكتسب اليوم وعيًا أكبر بهذا الأمر.
نقطة أخرى تحدّث عنها الأب الأقدس هي تعيين شمامسة نساء؛ فذكّر بتأسيسه لجنة لمناقشة تاريخ هذا الأمر في الكنيسة، وذلك انطلاقًا من إقتراح للرّئيسات العامّات. وأضاف أنّه سيسلّمُهنّ التّقرير الصّادر عن هذه اللّجنة؛ مُذكّرًا بإتّفاق الأعضاء حتى نقطة معيّنة بينما أخد كلّ منهم بعد ذلك يدرس رؤيته الخاصّة. وأشاد بعمل هذه اللّجنة مؤكّدًا أنّه لا يمكن إتّخاذ قرار حول تعيين شمامسة نساء بدون أساس لاهوتيّ وتاريخيّ.
ثمّ شدّد فرنسيس على دور المرأة في الكنيسة كونه ليس وظيفيًّا فقط، مُذكّرًا بحديث الكتاب المقدّس عن الكنيسة باعتبارها عروس المسيح، وعن قدرة النّساء، وخاصّة المُكرّسات على التّعامل مع الضُّعف البشريّ.
تحدّث الأب الأقدس أيضًا، في إجابته على أسئلة الرّئيسات العامّات، عن عدم الخوف من حوار الكنيسة مع العالم الذي تعيش فيه؛ مُشدّدًا على أهميّة التّمييز. كما وتطرّق إلى الحوار بين الأديان والحوار المسكونيّ، الاتّجار بالبشر، وأيضًا إلى الخلوة الرّوحيّة التي عُقدت مؤخّرًا في الفاتيكان لقادة جنوب السّودان، وكرّر قداسته رغبته في زيارة هذا البلد؛ مشيرًا إلى إحتمال أن يحدث هذا خلال الزّيارة الرّسوليّة التي سيقوم بها في شهر أيلول/ سبتمبر القادم إلى موزمبيق ومدغشقر وموريشيوس.
أمّا في الكلمة المسلَّمة إلى الرّئيسات العامّات، فدعا البابا فرنسيس ضيفاته إلى إعلان المسيح القائم ينبوع الفرح، وإلى تجديد لقائهنّ معه ليكنَّ شهودًا له ليحملن فرح الإنجيل الوديع والمُعزّي إلى جميع الإخوة والأخوات، الذين يُحبّهم الرّبّ، وخاصّةً مَن يشعرون بأنفسهم ضحايا ثقافة الإقصاء.
تحدّث أيضًا فرنسيس عن الحياة المُكرّسة مشيرًا إلى تجربة الإحباط والاستسلام أمام تراجع أعداد المُكرّسين، وخاصّةً النّساء. وكرّر الأب الأقدس هنا تحذيره من الخوف من قلّة العدد، ومن خطر الكفّ عن أن يكونوا النّور الذي يُنير مَن يغمُرهم ليل التّاريخ المظلم.
تحدّث البابا فرنسيس أيضًا عن الحياة الأخويّة في الجماعة، وأعرب عن الفرح للنّتائج الجيّدة في هذا المجال، وإن كان هناك ما يقلق مثل عيش بعض الإخوة والأخوات على هامش الجماعة، وأيضًا النّظر في بعض المعاهد إلى تعدُّد الثّقافات لا كغنًى بل كتهديد. ودعا إلى عيش هذا الواقع كإمكانيّة جديدة تُظهر الوجه الحقيقيّ للكنيسة وللحياة المُكرّسة. أعرب الأب الأقدس قلقه أيضًا إزاء عجز الشّباب عن مواصلة أحلام المُسنّين لجعلها تثمر.