الفاتيكان
13 أيار 2016, 12:33

البابا فرنسيس يستقبل اتحاد الرئيسات العامات

تأسيس لجنة لدراسة مسألة منح الدرجة الشمّاسيّة للنساء وتوضيح الأسباب التي تمنع المكرسات من إلقاء العظة خلال القداس الإلهي، مسألتان تحدّث عنهما البابا فرنسيس ظهر أمس الخميس مجيبًا على الأسئلة التي وجّهتها له بعض الراهبات المنتميات إلى اتحاد الرئيسات العامات خلال لقائهنَّ به في قاعة بولس السادس بالفاتيكان ودعا الأب الأقدس المكرّسات للابتعاد عن مخاطر "النسويّة" و"العبوديّة" في الكنيسة.

 

في جوابه على السؤال الأول حول حضور النساء في العمليات المُقرِّرة في الكنيسة، أكّد البابا فرنسيس موافقته على إسناد المزيد من المسؤوليات للنساء على مختلف الأصعدة شرط ألا يتعلّق الأمر بالصلاحيات الكنسيّة المرتبطة بالكهنوت؛ هذا لأنه يمكن لنظرة المرأة أن تساهم في إغناء مرحلة اتخاذ القرارات ومرحلة تنفيذها.

وفي الإشارة إلى الخدمات التي تقدّمنها الراهبات والمكرسات في إطار خدمة الفقراء والمرضى والتعليم المسيحي والعديد من الخدمات الكنسيّة الأخرى، طرحت الراهبات سؤالا حول إمكانيّة منح الدرجة الشمّاسيّة للنساء كما كانت الأمور عليه في الجماعات الأولى، فذكّر البابا فرنسيس في إجابته أن دور الشمّاسات في الجماعات الأولى لا يزال غير واضحًا وبالتالي أبدى استعداده للاهتمام بهذه المسألة من خلال إقامة لجنة لدراسة الموضوع.

بعدها سألت الراهبات الأب الأقدس عن إمكانيّة إلقاء العظة خلال القداس الإلهي؛ فتوقّف البابا ليميّز بين العظة خلال الاحتفال بليتورجيّة الكلمة، حيث يمكن أن يلقي العظّة مطلق أي شخص علمانيًّا كان أو مكرّسًا، رجلاً أو امرأة بدون أي إشكال، أما فيما يختص بالعظة خلال الذبيحة الإلهيّة أكّد الحبر الأعظم أن من يلقي العظة هو المحتفل أي الكاهن فقط. وحذّر الأب الأقدس في هذا السياق من خطر الوقوع في تجربتين الأولى وهي "النسويّة" لأن المرأة تعيش في الكنيسة بكرامة سامية نالتها من العماد، والثانية هي "الإكليروسيّة" وهي نزعة رجال الإكليروس الذين يعتبرون أنهم يريدون إدارة رعاياهم بمفردهم بدون تعزيز السينودسيّة والتعاون. وفي الحديث عن إدماج أفضل للمكرسات في حياة الكنيسة تمنى الأب الأقدس أن يكون لهنَّ حضور في الهيئات التابعة لمجمع الحياة المكرسة وتلك التي تُناقَشُ فيها مسائل متعلِّقة بالمرأة. وفي هذا السياق أثنى البابا فرنسيس على الأمومة التي تظهرها الراهبات والمكرسات وتعبّرن عنها من خلال عنايتهنَّ بمختلف أشكال التهميش.  

هذا وتم طرح بعض الأسئلة على الأب الأقدس حول الإصلاح القائم في العديد من الرهبانيات ومعاهد الحياة المكرّسة وعن بعض الصعوبات ذات طبيعة قانونيّة، فأشار البابا في جوابه إلى إمكانيّة إحداث تعديلات صغيرة في القانون الكنسي شرط أن يكون هذا نتيجة لتمييز مُعمَّق من قبل السلطات المختصّة.

بعدها أجاب البابا فرنسيس على سؤال حول ثقافة المؤقّت التي يعيشها الشباب والتي تؤثّر على قراراتهم في الالتزام لمدى الحياة وأشار إلى أنّه قد تحدّث عن هذا الموضوع في الإرشاد الرسولي "فرح الحب" مسلِّطًا الضوء مرّة أخرى على موضوع النقص في تحضير المخطوبين للزواج. وفيما يختص بالحياة المكرّسة ذكّر البابا فرنسيس بمثل القديس منصور دي بول الذي فضَّل لنوع معيّن من الخدمات درب النذور المؤقتة.

هذا وأدان الحبر الأعظم بشّدة هذا النوع من "السوق" المرتبطة بطلبات منح الأسرار وطلب من المكرسين والمكرسات أن يحافظوا على قيمة الفقر الذي يحمي من الأخطاء مع الإشارة إلى ضرورة العناية والاهتمام بإدارة الخيور الزمنيّة.

ثم أجاب البابا فرنسيس على سؤال حول تسمية "الناشطات الاجتماعيّات" والتي تُطلق على العديد من الراهبات والمكرسات فيما يقمن بخدمتهنَّ بين الفقراء، وأكّد في هذا السياق أنه ينبغي على كل مكرسة أولاً أن يكون لديها حياة تأمّل وصلاة، ولكن هذا الأمر لا يعني أنه ينبغي عليها أن تكون هامدة كالـ "مومياء"، إن كانت موهبة الرهبانية هي الخدمة فينبغي عليها أن تخدم بغضِّ النظر عن أصحاب الألسنة السيئة والمثرثرين.

وختم البابا فرنسيس لقاءه مع اتحاد الرئيسات العامات داعيًا المكرسات ليعطينَ فسحة في حياتهنَّ للراحة أيضًا وألا يتوانَين عن استشارة الراهبات المسنات أو المريضات المقيمات في الأديار معهن لأنّهنَّ ذاكرة الرهبانية أو المعهد بخبرتهنَّ وحكمتهنَّ.