الفاتيكان
21 آب 2016, 13:38

البابا فرنسيس: وحده يسوع يعطي المعنى الكامل لحياتنا ويهبنا الفرح الحقيقي

تلا قداسة البابا فرنسيس، ظهر يوم الأحد، صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين في ساحة القديس بطرس، ووجّه كلمة، استهلّها بالقول إنّ إنجيل اليوم يحثّنا على التأمل في موضوع الخلاص، مشيراً إلى أنّ لوقا الإنجيلي يروي أنّ يسوع، وهو سائر إلى أورشليم يقترب منه أحد ويطرح عليه السؤال التالي: "يا ربّ، هل الذين يخلُصونَ قليلون؟" (لوقا 13، 23).

وأضاف أنّ يسوع لم يقدّم جواباً مباشراً بل قال "اجتَهدوا أنْ تدخلُوا من البابِ الضيِّق. أقولُ لكم إنَّ كثيراً من الناسِ سيحاولونَ الدُّخولَ فلا يَستطيعون". فمن خلال صورة الباب، يريد يسوع أن يُفهم المستمعين إليه أنّ الأمر ليس مسألة أرقام، إذ ليس من المهم أن نعرف عدد الذين سيخلصون، بل من الأهميّة أن يعرف الجميع الطريق الذي يقود إلى الخلاص.

أضاف البابا فرنسيس أنّ هذه المسيرة تقتضي عبور باب. ويسوع نفسه هو الباب (راجع يوحنا 10، 9). ولكن لم هذا الباب ضيّق؟ إنّه ضيّق لأنّه يطلب منّا تقليص واحتواء كبريائنا وخوفنا، كي نفتح له ذاتنا بقلب متواضع وواثق، ونعترف بأنّنا خطأة، نحتاج إلى مغفرته. إنّ باب رحمة الله ضيّق، ولكنه مشرّع دائماً للجميع! والخلاص الذي يعطينا إيّاه هو فيض متواصل من الرّحمة يهدم كل حاجز ويفتح آفاق نور وسلام.

وأشار الأب الأقدس في كلمته إلى أنّ يسوع يوجّه لنا اليوم مجدّداً نداءً ملحّاً كي نذهب إليه ونعبر باب الحياة الملأى. إنّه ينتظر كل واحد منّا، مهما كانت الخطيئة التي اقترفناها كي يعانقنا ويغفر لنا. فهو وحده يستطيع أن يبدّل قلبنا ويعطي المعنى الكامل لحياتنا ويهبنا الفرح الحقيقي. ومن خلال دخول باب يسوع، باب الإيمان والإنجيل، نستطيع الخروج من الأنانيّة والانغلاق. فمن خلال لمس محبة الله ورحمته، هناك التّبدل الحقيقي. وتستنير حياتنا بنور الروح القدس: نور لا ينطفئ!

أضاف البابا فرنسيس أنّ الرب يقّدم لنا فرصاً عديدةً ليخلّصنا وندخل من خلال باب الخلاص. وهذا الباب هو الفرصة التي لا ينبغي إضاعتها. ففي لحظة ما "يقوم رب البيت ويقفل الباب" كما يذكّرنا الإنجيل. وأشار إلى أنّ الهدف الذي ينبغي بلوغه هام: الخلاص الأبدي. وفي ختام كلمته، قال الأب الأقدس: لنسأل مريم العذراء، باب السماء، أن تساعدنا للاستفادة من الفرص التي يقدّمها لنا الرّب لنعبر باب الإيمان وندخل هكذا طريقاً واسعاً: طريق الخلاص.

وبعد صلاة التّبشير الملائكي، قال البابا فرنسيس "بلغني النّبأ المحزن حول الاعتداء الدّامي الذي ضرب أمس تركيا العزيزة. لنصلّي من أجل الضّحايا، القتلى والجرحى ولنسأل عطيّة السّلام للجميع".