الفاتيكان
06 آذار 2025, 09:45

البابا فرنسيس: مثل مريم ويوسف لنتبع نحن أيضًا خطى الرّبّ يسوع

تيلي لوميار/ نورسات
فيما لا يزال البابا فرنسيس في المستشفى، نشرت دار الصّحافة التّابعة للكرسيّ الرّسوليّ نصّ تعليم البابا فرنسيس المُعدّ للمقابلة العامّة مع المؤمنين ليوم أمس الأربعاء، وذلك في إطار سلسلة التّعليم حول موضوع "يسوع المسيح رجاؤنا".

وفي تعليمه الأخير المخصّص لطفولة يسوع، توقّف البابا فرنسيس عند "حدث حصل حين كان يسوع في الثّانية عشرة من العمر، فقد بقي في الهيكل من دون أن يُخبر والديه اللّذين بحثا عنه متلهّفيْن ووجداه بعد ثلاثة أيّام"، لافتًا إلى أنّ "هذا الحدث يقدّم لنا حوارًا مهمًّا جدًّا بين مريم ويسوع، يساعدنا على التّأمّل في مسيرة أمّ يسوع، وهي مسيرة ليست سهلة بالتّأكيد. فقد قامت مريم بمسيرة روحيّة تقدّمت خلالها في فهْم سرّ ابنها."

وسلّط البابا فرنسيس الضّوء على مختلف مراحل هذه المسيرة، مشيرًا إلى أنّه "في بداية حملها، قامت مريم بزيارة أليصابات وبقيت عندها ثلاثة أشهر حتّى ولادة يوحنّا. ومن ثمّ عندما صارت في الشّهر التّاسع، وبسبب الإحصاء، ذهبت مع يوسف إلى بيت لحم حيث ولَدت يسوع. وبعد أربعين يومًا ذهبا إلى أورشليم لتقدمة الطّفل؛ ثمّ عادا كلّ سنة في حجّ إلى الهيكل. ومع يسوع وهو لا يزال صغيرًا، ذهبا لاجئين مدّة طويلة إلى مصر لحمايته من هيرودس، وعادوا إلى النّاصرة بعد وفاة الملك. وحين بدأ يسوع رسالته، كانت مريم حاضرة في عرس قانا؛ ومن ثمّ تبعته "عن بُعد"، حتّى الرّحلة الأخيرة إلى أورشليم، حتّى الآلام والموت. وبعد القيامة، بقيت مريم في أورشليم، كأمّ للتّلاميذ، تعضد إيمانهم بانتظار حلول الرّوح القدس. خلال هذه المسيرة كلّها، كانت مريم العذراء حاجّة رجاء، وأصبحت "ابنة ابنها"، وأوّل تلميذه له. لقد حملت مريم يسوع إلى العالم، رجاء البشريّة."

وأضاف الأب الأقدس أنّ "خبرة ضياع يسوع وهو في الثّانية عشرة من العمر قد أخافت مريم وذكّر بكلماتها "يا بُنَيَّ، لِمَ صَنَعتَ بِنا ذلك؟ فأَنا وأَبوكَ نَبحَثُ عَنكَ مُتَلَهِّفَيْن" (لوقا ٢، ٤٨)"، وأنّ "مريم ويوسف قد شعرا بألم الوالدين اللّذين يفقدان ابنًا: فقد ظنّا أنّ يسوع في القافلة مع الأقارب، فلمّا لم يرياه طول اليوم، بدآ البحث. ولمّا رجعا إلى الهيكل اكتشفا أنّ الّذي كان في نظرهما طفلًا ينبغي حمايته، قد كُبر فجأة وأصبح قادًرا على أن يشارك في نقاشات حول الكتب المقدّسة. وأمام توبيخ أمّه، أجاب يسوع ببساطة "ولِمَ بَحَثتُما عَنِّي؟ أَلم تَعلَما أَنَّه يَجِبُ عَلَيَّ أَن أَكونَ عِندَ أَبي؟" (لوقا ٢، ٤٩). مريم ويوسف لم يفهما: فسرُّ الله الّذي صار طفلًا يتجاوز فهمهما. يريد الوالدان أن يحميا ابنهما تحت أجنحة محبّتهما، ولكن يسوع يريد أن يعيش دعوته ابنًا للآب، في خدمته ويعيش ممتلئًا بكلمته."

وأنهى البابا تعليمه قائلًا: "أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، مثل مريم ويوسف الممتلئين بالرّجاء، لنتبع نحن أيضًا خطى الرّبّ يسوع."