البابا فرنسيس:"لضرورة أن يُبنى السلام على أسس العدالة واحترام حقوق الإنسان"
وتأتي القمّة في وقتٍ أدّت فيه أزمات متفاقمة في المنطقة العربيّة إلى أوضاع مأساويّة للملايين في عدد من الدول العربيّة، بعضهم نازح وبعضهم مشرّد، وآخرون قرّروا المخاطرة بحياتهم عبر قوارب الموت طمعًا بالهجرة إلى أوروبا بحثًا عن حياة أفضل.
هذه القمّة بمثابةِ بريقِ أملٍ لكلّ من عانى الأمرّين في حروب ضارية، وفي هذا السّياق، بعث البابا فرنسيس برسالة إلى المشاركين في القمّة، التي تعقدها في المقلب الآخر منظّمة الأمم المتحدّة بهدف مناقشة أداة ملزمة قانونًا بشأن حظر الأسلحة النوويّة وتقود إلى إزالتها بالكامل. وقد قرأ رسالةَ البابا على المؤتمرين المطران أنطوان كاميلّيري نائب أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والذي يرأس وفد الكرسي الرسولي إلى هذه القمّة.
وشجّع البابا المشاركين، على العمل بحزمٍ من أجل توفير الشروط المناسبة لبناء عالمٍ خالٍ من الأسلحة النوويّة. وذكّر البابا بالخطاب الذي ألقاه أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة في الخامس والعشرين من أيلول العام 2015 خلال زيارته للولايات المتحدّة وسلّط فيه الضوء على أهميّة السّلام والحلّ السلميّ للخلافات وتعزيز علاقات الصداقة بين الأمم.
وشدّد البابا في هذا السّياق على ضرورة الإلتزام في بناء عالم لا مكان فيه للسّلاح النوويّ من خلال تطبيق معاهدة منع الإنتشار النوويّ نصًّا وروحًا.
ولفت البابا في رسالته إلى خطورةِ التّهديدات الرئيسة المحدقة اليوم بالسّلام والأمن وعن مختلف أبعادها في هذا العالم، مشيرًا إلى الإرهاب والصّراعات غير المتّزنة والأمن المعلوماتيّ والمشاكل البيئيّة والفقر.
وأكدّ أن الرّادع النوويّ لا يسعه الاستجابة إلى هذه التحدّيات، داعيًّا إلى ضرورة أن يُبنى السّلام على أسس العدالة والتنميّة البشريّة المتكاملة واحترام حقوق الإنسان الأساسيّة وحماية الخليقة ومشاركة الجميع في الحياة العامّة وتعزيز دور المؤسّسات المسالمة، وضمان التربية والصّحة للجميع فضلًا عن الحوار والتضامن. من هذا المنطلق، لا بد أن تتبنّى الجماعة الدوليّة إستراتجيات بعيدة النظر من أجل تعزيز هدف السّلام والإستقرار والحيّلولة دون تبني مقاربات قصيرة النّظر لمشاكل الأمن القوميّ والدوليّ. كما حثّ البابا الجميع إلى التفكير بخلقيّة السّلام والأمن التعاونيّ المتعدّد الأطراف والذي يتخطّى الخوف والإنعزاليّة معتبرًا أن بلوغ هذا الهدف يتطلّب تعاونًا ملموسًا مرتكزَا إلى ثقة متبادلة.