البابا فرنسيس: بشارة مريم أحدثت ثورة في التاريخ
"يخبرنا نصّ إنجيل لوقا الّذي سمعناه عن لحظة حاسمة في التّاريخ، لحظة أحدثت ثورة فيه. إنّها حالة غير مترابطة يتغيّر فيها كلّ شيء وينقلب التّاريخ رأسًا على عقب. إنّه لصعب جدًّا أن نلقي عظة حول هذا الإنجيل. وفي عيدي الميلاد والبشارة عندما نعلن هذا السّرِّ في قانون الإيمان نجثو جميعنا؛ إنّها اللّحظة الّتي فيها تغيّر كلُّ شيء من جذوره. واللّيتورجيّة اليوم تتمحور حول موضوع الجذور، وصلاة الافتتاح الّتي تسلّط الضّوء على هذا الأمر أيضًا تتحدّث عن جذع يسّى: "ويخرج قضيب من جذع يسّى وينبت غصن من أصوله". وبالتّالي فإنّ الله يتنازل ويدخل في التّاريخ ويقوم بذلك بواسطة أسلوبه المميّز: أسلوب المفاجأة. وهكذا يفاجئنا إله المفاجآت مرّة أخرى".
ثمّ أعاد قراءة مقطع من الإنجيل الّذي تقدّمه الليتورجية اليوم: "إنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ، لِذلِكَ يَكونُ المَولودُ قُدُّوسًا وَابنَ اللهِ يُدعى. وها إِنَّ نَسيبَتَكِ أَليصابات قد حَبِلَت هي أَيضًا بِابنٍ في شَيخوخَتِها، وهذا هو الشّهرُ السَّادِسُ لِتِلكَ الَّتي كانَت تُدعى عاقِرًا. فما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله". فَقالَت مَريَم: "أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ". وَانصرَفَ المَلاكُ مِن عِندِها"، وبتلك الكلمات الّتي تلاها على مسامع الحاضرين، حثّهم الأب الأقدس على التّأمّل بما يحمله حدث البشارة.