الفاتيكان
22 آذار 2022, 15:00

البابا فرنسيس: الحصول على المياه هو حقّ أوّليّ وأساسيّ وعالميّ من حقوق الإنسان

تيلي لوميار/ نورسات
وجّه البابا فرنسيس إلى المشاركين في المنتدى حول المياه المجتمعين في السّنغال، رسالة تحمل توقيع أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، قرأها العميد المؤقّت للدّائرة الفاتيكانيّة التي تُعنى بخدمة التّنمية البشريّة المتكاملة الكاردينال مايكل تشيرني.

أكّد البابا فرنسيس في رسالته أنه يرافق عمل هذا الحدث الدّوليّ بالصّلاة "لكي يكون فرصة للعمل معًا من أجل تحقيق الحقّ في مياه الشّرب والصّرف الصّحّيّ لكلّ إنسان، والمساهمة بهذه الطّريقة في جعل الماء رمزًا حقيقيًّا للمشاركة والحوار البنّاء والمسؤول لصالح سلام دائم."

وإنطلاقًا من الافتراض أنّ "عالمنا متعطش للسّلام"، والذي هو "خير غير قابل للتّجزئة"، وجّه البابا بحسب ما أورد "فاتيكان نيوز"، "الدّعوة من أجل بذل كلّ جهد ممكن لبنائه، من خلال المساهمة المستمرّة للجميع. لهذا من الضروري تلبية الاحتياجات الأساسيّة والحيويّة لكلّ إنسان." 

وذكِّر "أنّ أمن المياه اليوم مهدد بالتّلوّث والصّراعات وتغيّر المناخ وإساءة استخدام الموارد الطّبيعيّة. ولا يمكن اعتبار المياه مجرّد خير خاصّ يدرُّ أرباحًا تجاريّة ويخضع لقوانين السّوق."

ونصّت الرّسالة على "أنّ الحقيقة التي ينبغي عليها أن تهزَّ الضّمائر وتؤدّي إلى إجراءات ملموسة من قبل القادة الدّوليّين تتعلّق بحالة أكثر من ملياري شخص دون إمكانيّة الحصول على المياه النّظيفة و / أو الصّرف الصّحّيّ." 

وشدّد البابا فرنسيس على "الانتباه إلى عواقب هذا الأمر بشكل خاصّ على المرضى في المراكز الصّحّيّة، والنّساء في المخاض، والسّجناء، واللّاجئين، والمشرّدين." وأعاد التّأكيد على "أنّ الحصول على المياه هو "حقّ أوّليّ وأساسيّ وعالميّ من حقوق الإنسان، لأنّه يحدد بقاء الأشخاص على قيد الحياة"؛ وبالتّالي فهو حقّ يرتبط ارتباطًا وثيقًا "بالحقّ في الحياة، المتجذّر في كرامة الشّخص البشريّ غير القابلة للتّصرّف".

وتضمّنت الرّسالة "الدّيون الاجتماعيّة الخطيرة ازاء الفقراء الذين لا يستطيعون الحصول على مياه الشّرب". وسلّط البابا الضّوء "على التّلوّث الذي يهدّد الأمن، والأسلحة التي جعلت المياه غير صالحة للاستعمال، أو جفّفتها بسبب سوء إدارة الغابات. ومن هنا جاء النّداء إلى جميع القادة السّياسيّين والاقتصاديّين والإدارات المختلفة ومديري البحوث والتّمويل والتّربية واستغلال الموارد الطّبيعية من أجل خدمة الخير العام بكرامة وحزم ونزاهة وبروح تعاون."

وأكّد البابا من جديد "أنّ المياه هي عطيّة من الله وإرث مشترك يجب استخدامه عالميًّا. ودعا البلدان، "بما أنّ المياه هي خير عابر للحدود، إلى تعاون أقوى"، وكتب "ستكون خطوة كبيرة إلى الأمام من أجل السّلام".

وتوجّه فكر البابا فرنسيس "إلى نهر السّنغال والنّيجر والنّيل ... مناطق وأوضاع تستدعي فيها المياه الحاجة إلى الأخوّة." 

وإختتم البابا فرنسيس بالقول "إنّ إدارة المياه بطريقة مستدامة ومع مؤسّسات فعّالة ومتضامنة هي أيضًا طريقة لكي نعترف بهبة الخلق هذه التي أوكل بها إلينا لكي نتمكّن معًا من الاعتناء بها."