الفاتيكان
16 كانون الأول 2022, 12:15

البابا فرنسيس استقبل السّفراء الجدد لدى الكرسيّ الرّسوليّ، وهذه كلمته إليهم!

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة تسليم أوراق اعتمادهم، استقبل البابا فرنسيس صباح الخميس السّفراء الجدد لدى الكرسيّ الرّسوليّ لكلّ من بليز، جزر البهاما، تايلند، النّرويج، منغوليا، النّيجر، أوغندا والسّودان، إذ رحّب بهم في كلمة نقل في بدايتها مشاعر التّقدير إلى قادة دولهم وتأكيده الصّلاة من أجلهم ومن أجل جميع من يقدّمون لهم خدماتهم.

وفي كلمته، أشار البابا إلى الأشكال المختلفة لإسهام الدّول الّتي يمثّلها السّفراء الجدد في الخير العامّ لا فقط لمواطني هذه الدّول بل وللعائلة البشريّة بأسرها، وقال بحسب "فاتيكان نيوز": "إنّ كلّاً منهم يتقاسم الاهتمام ببناء الجماعة الدّوليّة، وهو ما تثبته مشاركة دولهم في المنظّمات والمؤسّسات الدّوليّة المختلفة الّتي هي التّعبير العمليّ عن الحاجة الضّروريّة إلى التّضامن والتّعاون بين الشّعوب."، من هنا الحاجة "أكثر من أيّ وقت مضى إلى العمل الملموس لعائلة الأمم بكاملها وإلى العمل الدّبلوماسيّ، وذلك من أجل القيام بهذا الواجب الحيويّ والجماعيّ السّاعي إلى حماية وتطوير خير رجال ونساء العالم، وخاصّة في أيّامنا هذه الّتي تطبعها مشاكل مستمرّة ترتبط بالأزمة الصّحّيّة العالميّة والنّزاعات العنيفة الدّائرة في مناطق العالم المختلفة"، فـ"بدون هذا العمل والنّشاط الدّبلوماسيّ لا يمكن حماية كرامة البشر جميعًا وحقوقهم وتعزيز العدالة والمصالحة والحوار من أجل سلام دائم والعناية ببيتنا المشترك باعتباره عطيّة ثمينة لنا ولأجيال المستقبل".

وتابع الأب الأقدس قائلاً للسّفراء الجدد "إنّهم يبدؤون مهامهم الدّبلوماسيّة في لحظة تتعاظم فيها الحساسيّة السّياسيّة إزاء تزايد انتهاكات القانون الدّوليّ، أيّ ما وصفه قداسته من قبل بالحرب العالميّة الثّالثة المجزّأة... إذا كنّا نريد أن تكون هناك فرصة للسّلام ولآفاق مستقبل أفضل للفقراء، وخاصّة في تلك المناطق من العالم الّتي يهدّدها خطر أن تؤدّي نزاعات طويلة إلى تخدير الوعي العامّ، فجميعنا مدعوّون إلى إبراز يقظة أكبر والاستجابة إلى الدّعوة إلى أن نكون بناة سلام في زمننا. إن بلدانكم، سواء كانت قديمة أو شابّة، يمكنها لمواجهة مثل هذه التّحدّيات الاستلهام من الإرث التّاريخيّ والفكريّ والتّكنولوجيّ، الفنّيّ والثّقافيّ الّذي يمثّل الإسهامات المميّزة والفريدة لشعوب هذه البلدان."  

وأراد البابا الإعراب من جهة أخرى عن نظرته إلى الموارد الوطنيّة لهذه الدّول "لا باعتبارها مجرّد قدرات وكفاءات يجب الاحتفاء بها وإنماؤها، ولا فقط معايير مرتفعة تدعو إلى الفخر، فمهاراتكم ومواهبك هي أيضًا عطايا يمكن وضعها في خدمة العالم بأسره سواء في أطر ثنائيّة أو متعدّدة الأطراف. وإنّ الدّول حين تقدّم بسخاء مواردها المادّيّة والبشريّة والأخلاقيّة والرّوحيّة فإنّها تجيب على دعوة نبيلة وجوهريّة، فقط من خلال مواجهة مشاكل البشرية بشكل دائم أكثر تكاملاً وتضامنًا يمكن التّوصّل إلى حلول".

وتطرّق البابا إلى "ضرورة لفت الانتباه إلى أوضاع منتشرة تتعلّق بالحقوق الإنسانيّة الأساسيّة"، مثل "توفير إمكانيّة الحصول على مياه صالحة للشّرب، الغذاء، الرّعاية الصّحّيّة الأساسيّة، وضرورة ضمان التّعليم لمن يُستبعدون منه غالبًا، هذا إلى جانب توفير فرص عمل كريم للجميع". وواصل البابا فرنسيس متحدّثًا عن تفكيره أيضًا "في المرضى والمعاقين والشّباب، وخاصّة الفتيات، الّذين لا تتوفر لهم فرص لتحقيق ما لديهم من كفاءات، وأيضًا من يأتون من أوساط فقيرة ويتعرّضون لخطر أن يبقوا في الخلف منسيّين، بل وحتّى مستبعدين من المشاركة الكاملة في جماعاتهمظك.

وفي حديثه عن إثارة الاهتمام بأوضاع مَن هم على هامش المجتمع قال البابا للسّفراء: "إنّ دورهم كدبلوماسيّين يمكنه أن يساهم في إنارة أكثر أركان عالمنا ظلامًا، وفي حمل مَن هم في الضّواحي إلى المركز ومنح صوت لمن لا صوت له أو مَن يجبَر على الصّمت." وتمنّى على السّفراء "أينما كانوا أن يسعوا خلال ممارستهم لمهمّتهم إلى طرق جديدة وإبداعيّة لتعزيز التّضامن والصّداقة الاجتماعيّة وخاصّة إزاء الأخوة والأخوات الأكثر ضعفًا"، مؤكّدًا لهم "تعاون ودعم أمانة سرّ دولة حاضرة الفاتيكان ودوائر ومكاتب الكوريا الرّومانيّة، معربًا عن ثقته في أنّ العلاقات الإيجابيّة والودّيّة بين بلدانهم والكرسيّ الرّسوليّ ستواصل التّطوّر وإعطاء الثّمار.