البابا فرنسيس: إلى الصّوم بصدق
ونقلاً عن "إذاعة الفاتيكان"، قال البابا فرنسيس في عظته: "إنَّ الصّوم هو أحد واجبات زمن الصّوم، فإن لم يكن بإمكانك أن تصوم صومًا كاملاً ذلك الّذي يجعلك تشعر بالجوع، صم صومًا متواضعًا وإنّما حقيقيًّا. يخبرنا النّبيّ أشعيا عن الرّياء في عيش هذه الفضيلة وممارستها: "إنَّكم في يَومِ صَومِكم تَجِدونَ مَرامَكم وتُسَخِّرونَ جَميعَ عَمَلَتكم". ويقول أيضًا "لا تَصوموا كاليَوم لِتُسمِعوا أَصواتَكم في العَلاء" أيّ صوموا بصدق وبدون أن ترتفع أصواتكم ليراكم الجميع ويقولون عنكم: "يا له من رجل بارّ..." هذا مجرّد ادّعاء زائف، وهو التّظاهر بالفضيلة.
عندما نصوم علينا أن نتزيّن بالابتسامة لكي لا يظهر صومنا ولا إماتتنا لأحد. صُم لتساعد الآخرين ولكن لا يجب للابتسامة أن تفارق وجهك. إن الصّوم يقوم أيضًا على الاتّضاع وذلك من خلال التّأمُّل والتّفكير في خطايانا وطلب المغفرة من الرّبّ عليها؛ علينا أن نشعر بالخجل بسبب خطايانا ونحلَّ قيود النّفاق، كما يقول النّبيّ أشعيا".
وأضاف: "يتوجّه فكري إلى العديد من عاملات البيوت اللّواتي يأكلنَ خبزهنَّ بعرق جباههنَّ ويتمُّ احتقارهنَّ وازدراءهنَّ... لا يمكنني أن أنسى أبدًا تلك المرَّة الّتي رأيت فيها أمّ صديقي تصفع عاملتها... قد يقول لي أحدكم: "لا يا أبتي أنا لا أصفعها أبدًا!" ولكن كيف تعاملها؟ كإنسان أو كعبد؟ هل تدفع لها ما تستحقّه؟ هل تعطيها فترة العطلة الّتي من حقِّها؟ فكّروا في هذا الأمر فقط. هناك العديد من الأشخاص الّذين يعملون في بيوتنا ومؤسّساتنا، كيف أتصرَّف معهم"، مذكّرًا أنّ الصّوم الّذي يريده الرّبّ هو "أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطرودينَ بَيتَكَ وإذا رَأَيتَ العُريانَ أن تَكسُوَه وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ".
