الفاتيكان
08 حزيران 2018, 14:00

البابا: عيد قلب يسوع هو عيد محبّة الله

"المحبّة".. تحت هذا العنوان تأمّل البابا فرنسيس اليوم في عظته محتفلاً بعيد قلب يسوع الأقدس، "عيد محبّة الله". وللمناسبة قال نقلاً عن "إذاعة الفاتيكان":

"لسنا نحن من أحبَّ الله بل هو قد أحبّنا أوّلاً وهذه الحقيقة يشرحها الأنبياء من خلال صورة زهر شجر اللّوز، أوّل شجر يزهر في فصل الرّبيع وقال هكذا هو الله، يحبّنا أوّلاً على الدّوام. ينتظرنا أوّلاً ويحبّنا أوّلاً ويساعدنا أوّلاً.
ليس من السّهل فهم محبّة الله، في الواقع يتحدّث القدّيس بولس في الرّسالة الّتي سمعناها عن غنى المسيح الّذي لا حدَّ له وعن سرِّ خفيٍّ. إنّها محبّة لا يمكننا فهمها. محبّة المسيح الّتي تفوق كلَّ معرفة وتفوق كلَّ شيء. إنّ محبّة الله كبيرة جدًّا، ويقول أحد الشّعراء إنّها كـ"بحر بدون شاطئ وبدون عمق..."، بحر بلا حدود وهذه هي المحبّة الّتي علينا فهمها والّتي ننالها.
لقد أظهر لنا الرّبّ محبّته عبر التّاريخ كمربٍّ عظيم وذكّر بكلمات النّبيّ هوشع الّتي تقدّمها لنا اللّيتورجيّة اليوم في القراءة الأولى وقال إنَّ الله لم يُظهر محبّته بالقوّة، لا! لنسمع كلمات النّبيّ هوشع: "إِذ كانَ إِسرائيلُ صَبِيًّا أَحبَبتُهُ، وَمِن مِصرَ دَعَوتُ ابني. وَأَنا دَرَجتُ أَفرائيم، وَحَمَلتُهُم عَلى ذِراعي، لَكِنَّهُم لَم يَعلَموا أَنّي أَنا أَبرَأتُهُم". محبّته عبر التّاريخ كمربٍّ عظيم وذكّر بكلمات النّبيّ هوشع الّتي تقدّمها لنا اللّيتورجيّة اليوم فكيف يُظهر الله محبّته؟ بواسطة الأمور العظيمة؟ لا! بل يتصاغر ويتصاغر من خلال تصرّفات الحنان والصّلاح. يُصبح صغيرًا ويقترب، وبهذا القرب وهذا التّصاغر يجعلنا نفهم عظمة محبّته.
يرسل الله ابنه، ولكنّه يرسله بالجسد، والابن واضع نفسه حتّى الموت، موت الصّليب. هذا هو سرُّ محبّة الله، العظمة الكبرى الّتي يُعبَّر عنها في أقسى الصّغر وهكذا يمكننا أن نفهم أيضًا مسيرة المسيحيّ. عندما يريد يسوع أن يعلِّمنا كيف يجب أن يكون موقف المسيحيّ يقول لنا أمورًا قليلة ويرينا "البروتوكول" الّذي سنحاسب عليه، وعلى ماذا ينصُّ؟ لا يقول: "لقد فهمتُ محبّة الله!" لا وإنّما لقد طبّقت محبّة الله أطعمتُ الجائع وأسقيتُ العطشان وزرتُ المريض والمسجون. أعمال الرّحمة هي درب المحبّة الّتي يعلّمنا إيّاها يسوع كاستمراريّة لمحبّة الله العظيمة.
لسنا بحاجة لخطابات كبيرة حول المحبّة وإنّما لرجال ونساء يعرفون كيف يقومون بهذه الأمور الصّغيرة من أجل يسوع والآب، أعمال الرّحمة هي استمراريّة لمحبّة الله الّتي تتصاغر وتنزل إلينا لكي نحملها قدمًا".