الفاتيكان
09 كانون الأول 2025, 06:55

البابا عند أقدام مريم سيّدة الحبل بلا دنس، وإليكم الصّلاة الّتي تلاها!

تيلي لوميار/ نورسات
تبعًا للتّقليد، رفع البابا لاون الرّابع عشر الصّلاة، عصر الإثنين، عند أقدام العذراء مريم سيّدة الحبل بلا دنس، في ساحة إسبانيا في روما.

بعد الاستقبال، رسم البابا إشارة الصّليب، ثمّ تلا الصّلاة الافتتاحيّة، واضعًا الجماعة جمعاء تحت حماية العذراء الوالدية. بعدها، رفعإكليلًا من الزّهور إلى سيّدة الحبل بلا دنس "عربون محبّة وإجلال"، وتعبيرًا عن تكريس الكنيسة جمعاء لقلب مريم الطّاهر، وثقةً بشفاعتها الوالديّة. 

وفي صلاته، قال الأب الأقدس بحسب "فاتيكان نيوز": "السّلام عليك يا مريم! افرحي، يا ممتلئةً نعمةً، تلك النّعمة الّتي، كنور رقيق، تشرق بضيائها على الّذين يتجلّى فيهم حضور الله. لقد غمرك السّرّ منذ البدء، ومن رحم أمّك بدأ يصنع فيك عظائم، سرعان ما طلبت موافقتك، تلك "النّعم" الّتي ألهمت الكثيرين لكي يقولوا "نعم" أيضًا.
أيّتها البريئة من دنس الخطيئة الأصليّة، يا أمّ الشّعب الأمين، شفافيّتك تضيء روما بنور أبديّ، ومسيرتك تعطّر شوارعها أكثر من الزّهور الّتي نقدّمها لك اليوم. لقد اجتاز العديد من الحجّاج من العالم أجمع، يا أيّتها الطّاهرةً، شوارع هذه المدينة على مرّ التّاريخ وفي عام اليوبيل هذا. بشريّة متألّمة، مسحوقة أحيانًا، متواضعة كالتّراب الّذي صنعها الله منه والّذي لا يكفّ ينفخ فيه روحه الّذي يعطي الحياة.
أنظري، يا مريم، إلى العديد من الأبناء والبنات الّذين لم ينطفئ فيهم الرّجاء: لتزهر فيهم البذور الّتي زرعها ابنك، هو، الكلمة الحيّة الّتي تطلب أن تنمو في كلّ واحد منّا، وأن تتّخذ جسدًا، ووجهًا، وصوتًا. ليزهر الرّجاء اليوبيليّ في روما وفي كلّ زاوية من زوايا الأرض، رجاء العالم الجديد الّذي يعدّه الله والّذي أنت، أيّتها العذراء، زهرته وفجره. بعد الأبواب المقدّسة، لتفتح الآن أبواب أخرى لبيوت وواحات سلام تزدهر فيها الكرامة مجدّدًا، ويربّى فيها على اللًاعنف، ويتعلّم فنّ المصالحة.
ليأت ملكوت الله، تلك الحداثة الّتي طالما رجوتها وفتحت لها نفسك كلّها، كطفلة، وشابّة، وأمّ للكنيسة النّاشئة. ألهمي رؤىً جديدةً للكنيسة الّتي تسير في روما وللكنائس الخاصّة الّتي تحتضن في كلّ سياق أفراح وآمال وأحزان وهموم معاصرينا، والفقراء على وجه الخصوص، وجميع الّذين يتألّمون. لتولّد المعموديّة رجالًا ونساءً قدّيسين وطاهرين، مدعوّين ليصبحوا أعضاءً حيّةً في جسد المسيح، جسد يعمل ويعزّي ويصالح ويحوّل المدينة الأرضيّة الّتي تعدّ فيها مدينة الله. تشفّعي فينا، فيما نواجه تغيّرات تبدو وكأنّها تجدنا غير مستعدّين وعاجزين. ألهمي أحلامًا ورؤىً وشجاعة، أنت الّتي تعلمين أكثر من أيّ شخص آخر أنّه لا شيء مستحيل عند الله، وأنّ الله لا يفعل شيئًا وحده.
ضعينا على الطّريق، بتلك السّرعة الّتي حرّكت خطواتك يومًا نحو نسيبتك أليصابات، وبذلك الارتعاش الّذي جعلك تصيرين مشرّدةً وحاجّةً، لكي تكوني مباركةً، نعم، ولكن بين النّساء كلّهنّ، أولى تلاميذ ابنك، وأمّ الله معنا. ساعدينا لنكون دائمًا كنيسةً مع النّاس وبينهم، خميرة في عجين بشريّة تستغيث طالبةً العدالة والرّجاء. أيّتها البريئة من دنس الخطيئة الأصليّة، يا امرأة الجمال اللّامتناهي، اعتني بهذه المدينة، وبهذه البشريّة. أرشديها إلى يسوع، قوديها إلى يسوع، قدّميها إلى يسوع، أيّتها الأمّ يا ملكة السّلام صلّي من أجلنا."
ثمّ رتّل الجميع "طلبة الطّوباويّة مريم العذراء"، قبل أن يمنح البابا في الختام بركته الرّسوليّة والاحتفاليّة.

وكانت الصّلوات قد ارتفعت في السّاحة قبيل وصول الأب الأقدس، من خلال تلاوة صلاة مسبحة الورديّة، وإنشاد التّرانيم المريميّة التّقليديّة.