البابا شنودة عن الصّليب: "لا تتذمّروا من حمل الصّليب"
في زمن الصّليب، نستذكر كلمات البابا شنودة الثّالث الرّاحل في إحدى عظاته عن أهميّة الصّليب وبركته فقال: "إنّنا نحمل صليبنا من أجل محبّتنا لله وللآخرين"، لافتًا إلى أنّه الباب الضّيّق الذي دعانا الرّبّ إلى الدّخول منه، وفق ما ذكر موقع "الأقباط اليوم".
ودعا البابا المؤمنين قائلًا: "لا تتذمّر كلّما حملت صليبًا، ولا تظن أنّ الحياة الرّوحيّة لا بدّ أن تكون سهلة وطريقها مفروش بالورود، وإلّا فعلى أي شيء سوف تكافأ في الأبدية؟ وأيضًا ما معنى كلام الرّبّ عن الباب الضيق (متى: 7/13)".
وعن طريقة حمل الصّليب أوضح البابا ثلاث نقاط:
أولًا: إنّ الصّليب هو علامة حبّ وبذل وتضحية وفداء، تحمله كلّما تعبت لأجل ممارسة هذه الفضائل، فحاول أن تتعب من أجل إراحة غيرك ومن أجل إنقاذه وخدمته، وثق أن الله لا ينسى تعب المحبّة، بل كلّ واحد سيأخذ أجرته حسب تعبه (1 كو 3: 8)، وتدرّب أن تعطي مهما بذلت وتحملت وضحيت، وتدرب أن تعطي من أعوازك كما فعلت المرأة المطوبة (لو 21: 4).
ثانيًا: إن الصّليب أيضًا علامة ألم واحتمال؛ لأن الآلامّ العظيمة التّي احتملها السّيّد المسيح من أجلنا، سواء آلام الجسد الّتي قال عنها "ثقبوا يدي ورجلي وأحصوا كل عظامي"، أو آلام العار التي احتملها من أجلنا في سرور، أي وهو مسرور بخلاصنا. فالصّبر صليب، سواء كان احتمالك وصبرك في محيط الأسرة أو في مجال الخدمة أو في نطاق العمل.
ثالثًا: معنى أن تحمل صليبًا؛ فإن كنت تصلب الجسد من الأهواء (غل 5: 24)، فتبذل كل جهدك لكي تصلب رغبة أو شهوة وتنتصر على نفسك وتصلب فكرك كلما أراد أن يشرد بك.