البابا تواضروس يبكي خلال صلوات الجنازة على شهداء البطرسية ويؤكد: الشعب المصري لا يعرف العنف ونتعزى بتكريم الوطن.. قدر الكنيسة المصرية أن تقدم الشهداء والأهالي يودعون ذويهم بـ"الزغاريد"
وأكد البابا تواضروس، فى كلمته أثناء ترؤس قداس ضحايا حادث تفجير الكنيسة البطرسية، تألم الجميع من الحادث الإرهابي، قائلا :"نتألم كثيرا لهذا الشر، الذي تخلى عن كل معانىي الإنسانية"، موجها كلامه لمنفذي العملية الإرهابية "أنت أيها المدبر مهما كان وجودك لن تعرف راحة ضمير ولا راحة قلب على الأرض".
وتابع: "أيها الإنسان أنت تنتظرك دينونة رهبية، ومن يستطيع أن يقف أمام الله، فماذا تستطيع أن تقول وتفعل وتبرر ما صنعته؟ وما تسببت فيه فى آلام وطن بأكمله؟".
وانتابت البابا تواضروس الثاني نوبة بكاء خلال رئاسته صلوات جنازة شهداء الكنيسة، ووضع البابا يديه على رأسه أثناء قراءة أناجيل الصلاة وانحنى ليبكي مستندًا إلى عصا الرعاية، التى يحملها.
وكان الأنبا زوسيما أسقف أطفيح ترأس صلوات القداس الإلهي بكنيسة السيدة العذراء والقديس أثناسيوس الرسولي، قبل صلوات الجنازة، التى يرأسها البابا تواضروس الثاني.
ووضعت الكشافة الكنسية جثامين الضحايا فى هيكل الكنيسة وسط حضور مكثف من أهالي الشهداء وأساقفة الكنيسة بينهم الأنبا أرميا رئيس المركز الثقافي القبطي، والأنبا بولا أسقف طنطا، والأنبا يؤانس أسقف أسيوط، والأنبا موسى أسقف الشباب وعدد كبير من الآباء الأساقفة أعضاء المجمع المقدس.
وقال البابا تواضروس إن قدر كنيستنا المصرية أن تقدم الشهداء ونسميها كنيسة الشهداء وهي تسمية من القرون الأولى.
وأضاف فى عظة صلاة جنازة شهداء الكنيسة البطرسية أنه من المعروف أن الكنيسة المصرية تقدم شهداء بنات وفتيان وشبان وشابات كشهداء أمام الله، والشهادة تربطنا بالثبات فهذه النفوس التي نودعها اليوم ترفع قلوبنا إلى السماء أكثر وأكثر.
كما أضاف: نودع هذه النفوس لأنه ليس موت بل انتقال، فنحن نؤمن ونرضى بكل ما يسمح به الله، وفي بداية دخولنا المسيحية، قدم أطفال شهادتهم واسميناهم شهداء بيت لحم.
وتابع البابا:"نودع هذه النفوس فى شهر التسبيح والفرح، ونستمع لصوت شهيد من القرن الأول الميلادي، حين قال إن آلام هذا الزمان مهما بلغت ولكنها لا تقاس بالمجد الأبدي.
وواصل: نتألم كثيرًا لانتقال هؤلاء الأحباء فى هذا الحادث، الذى ارتكبه من تخلوا عن الإنسانية والمشاعر وآذوا الوطن، والمصاب ليس فى الكنيسة، بل مصاب لكل مصر .
وقال البابا : نصوم فى هذه الأيام صوم الاستعداد، فلقد سبقونا إلى السماء في وقت صلاة وصوم ويوم أحد فنودعهم على رجاء القيامة، كما إنهم توفوا فى شهر كيهك المريمي، الذى نحتفل فيه بمريم العذراء فأخذهم الله، ليحضروا التسبيح في السماء.
وتابع: اليوم يوافق احتفال تقديم السيدة العذراء على الهيكل، ونودع الشهداء في السماء كى يفرحوا مع مريم العذراء وكل الأبرار والصديقين.
وقال البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، أن الشعب المصري، لا يعرف العنف والإرهاب والتاريخ المصري نقى من هذه الحوادث.
وأضاف البابا خلال جنازة شهداء البطرسية : نتعزى باهتمام الوطن كله، وبتكريم الدولة الذى تقدمه للأحباء الشهداء على أعلى مستوى، وهؤلاء الشهداء سجلوا فى التاريخ، وسوف يصلوا من أجل بلادهم، التي عاشوا فيها.
واستكمل: تكريم مصر للشهداء وتكريم الكنيسة لهم يستحق الشكر، ونشكر كل الذين عزونا وفى مقدمتهم الرئيس السيسي وبابا الفاتيكان.
وقال البابا : مصر تتعرض كل صباح لأعمال إرهابية، وتفقد كل يوم شهداء وليس شهداءنا فقط بل هناك من يدافعون عن الوطن ويستشهدون من أجلنا.
وواصل البابا : سفك الدم عقابه الهلاك الأبدي، والظروف، التى صاحبت وفاتهم من صلاة وصوم وتسبيح يعبر عن مقدار فرح السماء باستقبالهم، فالله الذى اختارهم رغم صغر أعمار بعضهم لكى يعيدوا معه فى السماء.
وطالب البابا تواضروس الثانى بالصلاة من أجل الوحدة الوطنية، مؤكدًا أن مرتكبي الحادث الإرهابي بالكنيسة البطرسية، لا ينتمون لمصر ولا تاريخها وحضارتها.
وتابع البابا فى عظة جنازة شهداء الكنيسة البطرسية : أتمنى أن تحافظوا على النظام فى الجنازة الشعبية وتنقلوا صورة حضارية عن مصر وعن تعزية نفوسنا وصبرنا.
ومن جانب آخر ودع أهالي شهداء حادث تفجير الكنيسة البطرسية جثامين ذويهم بالزغاريد بعد انتهاء صلوات الجنازة.
وبدأت الكنيسة الاستعداد لنقل أسر الشهداء، لمنطقة المنصة، حيث يقام العزاء الشعبي والرسمي، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أن تنقل جثامين الشهداء إلى المقابر بالمقطم بعد العزاء.
فى السياق ذاته، دفعت قوات الأمن بعدد من أفراد الشرطة النسائية إلى محيط كنيسة العذراء بمدينة نصر، لتأمين قداس جنازة شهداء حادث الكنيسة البطرسية الإرهابى، وكثفت قوات الأمن من تواجدها بالشوارع المؤدية لمحيط الكنيسة، كما منعت تواجد مواطنين بمحيط الكنيسة باستثناء الحاصلين على تصريح.
فيما أدى العشرات من المواطنين، صلاة الجنازة، أمام كنيسة العذراء بمدينة نصر، وذلك وسط مشاعر من الحزن والبكاء ظهرت على الوجوه، بينما وقف الشباب في صفوف لتنظيم الحضور.