الاتفاق على الحد من استخدام غازات مسببة للاحتباس الحراري ممكن هذا العام
ومن المتوقّع التّوصل إلى اتّفاق نهائي في اجتماع يعقد في كيجالي برواندا في أكتوبر-تشرين الأول المقبل. وإذا تمّ ذلك فسيكون أكبر إجراء منفرد يتّخذ للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري منذ أن تبنّت الحكومات اتّفاق باريس في ديسمبر-كانون الأول بهدف الحد من موجات الحر والفيضانات والجفاف وارتفاع منسوب المياه في البحار.
وفي محادثات فيينا، وهي المحادثات الأخيرة قبل اجتماع كيجالي اجتمع مسؤولون من قرابة 200 دولة لوضع أسس لمثل هذا الاتّفاق وبحث التّفاصيل والجداول الزّمنيّة من أجل إنهاء استخدام مركبات الهيدروفلوروكربون (اتش.اف.سي) تقريباً.
وقالت وكالة الحماية البيئيّة الأميركيّة في بيان إنّ الحكومات "نجحت في وضع أسس تبنّي تعديلات طموحة للحد من مركبات الهيدروفلوروكربون ... في كيجالي."
وكان وزير الخارجيّة الأميركي جون كيري من بين الّذين شاركوا في محادثات رفيعة المستوى يوم الجمعة. واختتم مؤتمر فيينا أعماله في وقت مبكر يوم الأحد.
ووفقاً للنّسخة الحاليّة من مسودّة الاتّفاق سيكون أمام الدّول الغنيّة هدف وهو وقف استخدام مركبات الهيدروفلوروكربون تماماً تقريباً بحلول العقد الثالث من الألفيّة الثّالثة لكن الدّول الأفقر -التي قد تواجه صعوبة لتحمل التّكلفة المرتفعة للتّحول إلى تكنولوجيات جديدة- ستحصل على مهلة عشر سنوات أو أكثر.
وقال ديفيد دونيجر من المجلس الأميركي للدّفاع عن الموارد الطّبيعية "الاحتمالات كبيرة جداً للتّوصل إلى اتّفاق في كيجالي."
وستحصل الدّول النّامية كذلك على دعم مالي من دول في مقدّمتها الولايات المتحدة وكذلك من الاتّحاد الأوروبي.
وتأتي المحادثات المتعلّقة بمركبات الهيدروفلوروكربون في إطار بروتوكول مونتريال لعام 1987 الذي نجح في إنهاء استخدام مركبات الكلوروفلوروكربون للمساعدة في حماية طبقة الأوزون التي تقي كوكب الأرض شر الأشعّة فوق البنفسجية المسبّبة لسرطان الجلد.
لكن مركبات الهيدروفلوروكربون التي حلّت محلّها لا تسبّب الضّرر لطبقة الأوزون لكنّها تتسبّب في ظاهرة الاحتباس الحراري بدرجة أكثر آلاف المرات من غاز أول أكسيد الكربون.