الإيمان... بين دعوة الرّسل والعائلة المسيحيّة
إستهلّ الخوري جبّور كلامه بالحديث عن دور الرّسل ورسالتهم فقال: "يشكّل الرّسل الإثنا عشر نواة الكنيسة التي هدفها التّبشير بإنجيل الملكوت وكشف محبّة الله وحنانه لبني البشر. لكلّ رسول قصّة مع يسوع في بداياته وشهادة في حياته. بطرس الأوّل بين الرّسل من صيّاد سمك إلى صخرة الكنيسة له رسالتان في الإنجيل. كما ليوحنّا ثلاث رسائل إلى جانب الإنجيل والرّؤيا، وليعقوب رسالة، وليهوذا أخي يعقوب رسالة. الوحيد الذي مات ميتة طبيعيّة وشخصًا طاعنًا في السّنّ هو يوحنّا الرّسول وباقي الرّسل استشهدوا. ويضاف إلى الرّسل بولس الرّسول، مع أنّه ليس من الإثني عشر لكنّه الإناء "المصطفى"، اختاره يسوع مبشّرًا للأمم على طريق دمشق، له 14 رسالة واستشهد مع بطرس في روما سنة 67 بقطع الرّأس."
وعن موقع الرّسل في تاريخ الخلاص، أكمل الخوري جبّور شارحًا: "أرادهم الرّبّ يسوع إثني عشر عامودًا في الكنيسة، ومنهم يتحدّر شعب الله الجديد. حلّوا محل الأسباط الإثني عشر في الشّعب القديم، هم مرسلون من المسيح لخلاص جميع النّاس ولبلوغهم معرفة الحقّ بالمسيح يسوع. وقد أعلن يسوع الإنجيل أو البشارة المفرحة بلسانه وأمر الرّسل ليبشّروا به جميع النّاس فنقلوه شفويًّا، وكتابة: شفويًّا يسمّى التّقليد الرّسوليّ وكتابة العهد الجديد أو التّقليد المقدّس."
وأكمل: "عندما نقول نؤمن بكنيسة رسوليّة نعني ثلاثة أمور:
إنّ الكنيسة مبنيّة على أساس الرّسل شهود المسيح.
إنّ الكنيسة تحفظ وتنقل بعون الرّوح القدس السّالك فيها التّعليم، أيّ وديعة الإيمان التي وصلتنا من الرّبّ يسوع من خلال الرّسل.
إنّ الكنيسة لا تزال تعلّم وتقدّس وتوجّه منذ عهد الرّسل وحتّى مجيء الرّبّ بفضل خلفاء الرّسل المطارنة ومعاونيهم الكهنة بوحدة مع خليفة بطرس راعي الكنيسة (تعليم م ك.857)."
وأضاف: "إنّ العائلة المسيحيّة هي التي تنقل الإيمان من جيل إلى جيل. نصلّي على نيّة العائلات لترجع إلى إيمانها والتزامها وتشعر ببركة ربّنا، وتفرح بنموّ أبنائها نموًّا صحيحًا وصالحًا في عالم مضطرب مفكّك ومجتمع معاق روحيًّا."
وإختتم الخوري جبّور حديثه قائلًا: "يتكرّر إعلان بطرس "إبن الله الحيّ" مع البابا فرنسيس وكأنّ الرّبّ يسوع يعلنه أنت الصّخرة التي أبني عليها بيعتي، هو الذي أعلن غداة انتخابه أنّه يسير على خطى بطرس وخلفائه... للخدمة والكرازة بالإنجيل حاملًا همًّا وحيدًا: "أن أعلن للعالم أجمع حضور المسيح الحيّ معتمدًا نهج الوجود المسيحيّ وهو أن نصنع الحقيقة في المحبّة.""