دينيّة
11 أيار 2025, 13:00

الإنسان القياميّ!

تيلي لوميار/ نورسات
"من هو الإنسان القياميّ الحقيقيّ الّذي يحيا في ملء قيامة المسيح؟"، هو السّؤال الّذي يجيب عليه خادم وكاهن عائلة كنيسة الصّليب للرّوم الأرثوذكس في النّبعة الأب باسيليوس محفوض في مقال جديد، كتب في سطوره:

"من هو الإنسان القياميّ الحقيقيّ الّذي يحيا في ملء قيامة المسيح؟ هو الذي يحبّ المسيح حبًّا لا يستطيع الموت أن يفصله عنه. يقول الرّسول بولس الإلهيّ: "من سيفصلنا عن محبّة المسيح أشدّة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عريّ أم خطر أم سيف… لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوّات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة. ولا علوّ ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبّة الله الّتي في المسيح يسوع ربّنا" (رومية 8: 35 – 39).

لا يُمكن أن نحيا في ملء قيامة المسيح من دون أن تكون لنا هذه الشّركة معه. تُرى إلى أيّ حدّ نُحبّ المسيح، هل نُحبّه بهذه المقاييس الذي يذكرها بولس؟ هل نُحبّه حتّى تتعارض محبّته مع أنانيّتنا ومحبّتنا لذواتنا وغرورنا وكبريائنا؟

لو أنّنا فعلاً نحيا في ملء قيامة المسيح فسوف نُحِبّهُ من كلّ قلبوبنا وسوف نتبعه ونخدمه أيًّا كانت الظّروف. الإنسان القياميّ الّذي يحيا في قيامة المسيح هو الإنسان الذي يحبّ الآخرين. يقول يوحنّا في رسالته الأولى "نحن نعلم أنّنا قد انتقلنا من الموت إلى الحياة، لأنّنا نُحبّ الإخوة" (1 يو 3 : 14).

وقال الرّبّ يسوع في أواخر حياته على الأرض لتلاميذه: "وصيّة جديدة أنا أُعطيكم أن تُحبّوا بعضكم بعضًا. بهذا يعرف الجميع أنّكم تلاميذي إن كان لكم حُبّ بعضكم لبعض" (يوحنّا 13: 34 - 35).

لا يُمكن لأحد اختبر مجد القيامة وروعتها وعظمتها إلّا وتراه وقد امتلأ قلبه بالمحبّة الحقيقيّة للجميع، الذين يُحبّونه والذين لا يُحبّونه، الّذين يوافقونه الرّأي والّذين يُخالفونه الرّأي، نراه دائمًا صديقًا صادقًا في حياته وأفعاله.

الإنسان الذي يحيا في مِلء قيامة المسيح هو الذي يثق في قُدرة الله، التي ليس لها حدود، فقد ظلّ الموت واحدًا من الأمور التي يقف أمامها كلّ إنسان ويشعر بالعجز الشّديد، حتّى قام المسيح من بين الأموات قائلًا: "أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟".

حقًّا لقد تحوّل رُعب الإنسان من الموت إلى سلام ورجاء كاملين بسبب قيامة المسيح التي أعطت الأمل والرّجاء للإنسان مرّة أخرى.

أخيرًا، هناك دعوة لنا بكوننا ما زلنا نحتفل بقيامة الرّبّ يسوع أن نحبّ إخوتنا محبّة ليست بالكلام بل بالعمل والحقّ، وكانت لدينا ثقة كاملة في قدرة الله على تحويل كُلّ الأمور لتعمل معًا للخير للّذين يُحبّون الله، فإنّ كُلّ هذا يؤكّد أنّنا بالفعل نحيا القيامة بكل معانيها الرّائعة والعظيمة. المسيح قام!"